الأغذیة الفاسدة تجتاح الأسواق الفلسطینیة فی رمضان
الأغذیة الفاسدة تجتاح الأسواق الفلسطینیة فی رمضان
أدت حملة واسعة شنتها الجهات الفلسطینیة المختصة فی أسواق الضفة الغربیة إلى الکشف عن مئات الأطنان من المواد الغذائیة الموسمیة الفاسدة أو المنتهیة الصلاحیة وغیر المطابقة للمواصفات الفلسطینیة.
وأفادت مصادر رسمیة فلسطینیة بأن مصدر أغلب هذه المواد ومعظمها موسمیة تستهلک خلال شهر رمضان المبارک هو الجانب الإسرائیلی أو خزائن بعض التجار، مشیرة إلى اتخاذ عقوبات صارمة بحق مسوقیها وإتلافها.
ومن بین المواد المضبوطة مکسرات وتمور وحلویات متنوعة بینها أنواع من الشوکلاته المقلَّدة والمعاد تذویبها وتصنیعها محلیا ومواد غذائیة مختلفة خاصة اللحوم والطحین وغیرهما.
وأعلن وزیر الاقتصاد الفلسطینی کمال حسونة أن ما یتراوح بین خمسة وستة تجار یتم تحویلهم للنائب العام أسبوعیا على خلفیة تسویق بضائع فاسدة، مشددا على الجهود المبذولة لمکافحة الأغذیة الفاسدة من طرف الضابطة الجمرکیة وقسم حمایة المستهلک التابع لوزارة الاقتصاد.
وکشف حسونة عن ضبط 290 طنا من المواد التموینیة الفاسدة فی أغسطس/آب الماضی ونحو 350 طنا فی الأسبوع الأول من سبتمبر/أیلول الجاری، مؤکدا تحویل جمیع المسؤولین عنها للنائب العام لمحاکمتهم.
وحمل من وصفهم بالتجار الجشعین مسؤولیة إدخال هذه البضائع عبر المعابر الإسرائیلیة التی یمنع الاحتلال السلطة الفلسطینیة من تسلمها ومراقبتها وفق المعاییر والمواصفات الفلسطینیة.
وبدوره قال أمجد قباجة مدیر دائرة حمایة المستهلک فی محافظة الخلیل جنوبی الضفة الغربیة إن معظم المواد المضبوطة فی الفترة الأخیرة موسمیة ومعدة للاستهلاک فی شهر رمضان المبارک.
وأشار إلى ضبط أکثر من 180 طنا من المواد الفاسدة أو المهربة وغیر المطابقة فی محافظة الخلیل وحدها فی الأسابیع الأخیرة.
وأوضح أن ضبط هذه المواد یتم بعد إجراء التحریات اللازمة والمتابعة الدقیقة بمساعدة الأجهزة الأمنیة حیث یتم إتلاف المضبوطات وتحویل المسؤولین عن تسویقها إلى النائب العام، مشیرا إلى أن مصدر هذه المواد على الأغلب هو الجانب الإسرائیلی.
وتوقع قباجة وجود کمیات أخرى من المواد الفاسدة لکن بکمیات محدودة، متهما بعض التجار بالجشع على حساب المصلحة العامة وصحة المواطنین. وقال إن لدى السلطة الفلسطینیة الإمکانیات اللازمة لفحص صلاحیة المواد الغذائیة.
وقوبلت الحملة على البضائع الفاسدة بارتیاح فی الشارع الفلسطینی، لکنها ولدت فی الوقت نفسه شیئا من القلق لدى الکثیرین تجاه المواد الغذائیة خاصة المصنعة ما أحدث ترددا لدیهم فی شراء المنتجات المختلفة.
وأعرب أحد التجار - فضل عدم ذکر اسمه للجزیرة- عن تأییده للحملة، موضحا أنها ساهمت فی کشف کثیر من التجار عدیمی الضمیر الذین ینظرون لمصلحتهم المادیة ویستغلون حالة الفقر لیبیعوا بضاعتهم الفاسدة بأسعار أقل من نظیرتها الصالحة.
وأشار إلى أن البضاعة الفاسدة أو المنتهیة الصلاحیة قد تکون مستوردة من إسرائیل أو انتهت صلاحیتها لدى التجار أو نتیجة سوء التخزین أو تمت إعادة تصنیعها وتغلیفها فی مخازن بعیدا عن أنظار المواطنین.
وبدوره یقول المواطن یوسف سلامة إنه لم یعد یثق بالأغذیة والمواد المصنعة وأصبح یتجنب شراءها، موضحا أنه أصبح یعتمد بشکل کبیر على المواد الغذائیة الطازجة ویعید تصنیعها منزلیا بدل شرائها جاهزة.
وأضاف أنه لا یثق بالبضاعة والصناعات الإسرائیلیة، مطالبا الجهات الفلسطینیة المختصة بإجراء فحوص مخبریة لجمیع البضائع المستوردة من الجانب الإسرائیلی قبل إدخالها الأسواق الفلسطینیة والتأکد أیضا من خلوها من دهن الخنزیر.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS