واشنطن تحاول إغواء شیعة الخلیج الفارسی
واشنطن تحاول إغواء شیعة الخلیج الفارسی
کشفت مصادر دیبلوماسیة غربیة فى بروکسل، أن اجتماعات تعقدها منظمات غیر حکومیة من الولایات المتحدة الأمریکیة، مع شخصیات ورموز شیعیة من منطقة الخلیج الفارسی تتم فى العاصمة بروکسل، ویرجح کثیرا أن تکون قد انعقدت بأحد معسکرات الحربیة التابعة لإحدى الدول الخلیجیة، وتضیف نفس - المصادر- أن الاجتماعات المذکورة تعقد فى سریة تامة وبعیدا عن أعین المراقبین، کما أن الاجتماعات وممثلى المنظمات غیر الحکومیة تتم بدعم ورعایة من الرئیس الأمریکى جورج بوش، الذى یکون قد طلب منهم وضع استراتجیة تمکن شیعة الخلیج من الابتعاد عن مرکز القوة فى طهران.
وفى المقابل یجرى العمل فى ادارة البیت الأبیض، على بلورة مدونة تحفظ الحقوق السیاسیة والمدنیة التى تتلاءم مع الحجم الحقیقى للشیعة فى المجتمعات الخلیجیة، وفق نظریة الدیمقراطیة المذهبیة التى جربتها الإدارة الأمیرکیة فى العراق .
ووفق المصدر الغربی، فإن الإدارة الأمیرکیة استفادت من دروس العراق، ولذلک رأت أنه من الأفضل فتح قنوات اتصال مع حرکات المعارضة الشیعیة فى الخلیج الفارسی، بدلاً من اتخاذ موقف عدائى مسبق منها، انحیازًا إلى أصدقائهم التقلیدیین . ویضیف- المصدر- أن تلک الاجتماعات مازالت لحد الآن غیر رسمیة، رغم التسهیلات التى قدمتها الإدارة الأمیرکیة للتنظیمات غیر الحکومیة حتى تتمکن من الاجتماع بممثلى حرکات المعارضة الشیعیة فى الخلیج الفارسى .
المصدر أکد أن جملة من التقاریر رفعت إلى الجهات المعنیة عن نتائج تلک الاجتماعات، وأشارت إلى أن ممثلى التنظیمات غیر الحکومیة قدموا للحرکات الخلیجیة، وعودًا بدعمهم من أجل حقهم الدیمقراطى والحریات العامة و وسائل التعبیر الحر.
واستفید من التقاریر المذکورة أن ممثلى شیعة خلیجیین رفعوا انشغالات سیاسیة وتلقوا ضمانات بدعم مطالبهم إذا ظلت تحرکاتهم فى الإطار المدنى السلمى .
و یحتل تجار الشیعة مکانة کبیرة ومهمة فى تجارة بعض أنواع البضائع فى المنطقة، منها الذهب والمواد الغذائیة.
ولا یقتصر الأمر على الاهتمام بالنواحى الاقتصادیة، حیث یبدو أن لهم سیاسة اجتماعیة تتمثل فى محاولة زیادة أعدادهم عن طریق تشجیع الزواج والتناسل فیما بینهم، وللحث على الزواج المبکر، وتعدد الزوجات، ولذلک فإن من الملفت للنظر إقامتهم لمهرجانات الزواج الجماعیة والتى یتزوج فیها بلیلة واحدة العشرات منهم . کما أنهم یسعون إلى توزیع کتبهم الشیعیة لعامة الناس، ونشر معتقداتهم وأفکارهم، والترویج لشیوخهم وأئمتهم، کما یطالبون ببناء الأضرحة وإقامة الحوزات العلمیة لهم، وما إلى ذلک من محاولات لتضخیم مکانة الشیعة فى الخلیج عمومًا والحصول على مکاسب سیاسیة واجتماعیة واقتصادیة لهم.
وذکرت التقاریر المرفوعة الى السلطات العلیا فى واشنطن أن تطلعات الشیعة فى منطقة الخلیج الفارسی تتراوح حسب الدولة التى ینتمون إلیها، ففى حین بدأت تطالب فى دولة خلیجیة بمطالب ومکتسبات قدمت لحکومة البلد، حصلت فى بلد آخر على تمثیل برلمانى ونیابی، وهم فى جمیع الأحوال یتطلعون إلى المستقبل القریب للاستفادة من الأوضاع التى خلفها سقوط العراق بید الأمیرکیین . کما حذرت تقاریر من أنه على الرغم من أن الشیعة فى الخلیج الفارسی یحرصون على تقدیم أشکال الولاء والطاعة لحکام دولهم، إلا أن ذلک لا ینفى تطلعهم نحو إقامة حکم ذاتى شیعى فى مناطق تواجدهم کأغلبیة، أو حتى قیام حکومة منفصلة شیعیة على أبعد تقدیر، فـ "مبدأ التقیة" ضرورى فى ممارساتهم السیاسیة والدینیة، حیث یعتبر اتقاء الطرف القوى مطلبًا دینیًا ومبدأً أساسیًا لهم.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS