الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

«الغایة تبرر الوسیلة» مبدأ سیاسة أمریکا الخارجیة

مقاومة الاحتلال ..حرام علینا حلال علیهم

 

 

«الغایة تبرر الوسیلة» مبدأ سیاسة أمریکا الخارجیة

 

 یعجز اى انسان بل أیّ مؤسسة، وحتى سفراء وقناصل الدول الاجنبیة عن رصد الانتهاکات الاسرائیلیة الرسمیة لحقوق الانسان الفلسطینی، فالمؤسسة الاسرائیلیة الرسمیة تتفنن فى " ابداع " ما لا یقبله العقل السلیم من ممارسات على الارض تهدف الى اقتلاع من تبقى من الشعب الفلسطینى على ترابه الوطنی.

وبما ان الادارات الامریکیة المتعاقبة تعتبر اسرائیل " واحة الدیمقراطیة فى الشرق الاوسط " فإن الادراة الامریکیة الحالیة تعتبرها منبع الدیمقراطیات فى العالم.

فالرئیس جورج دبلیو بوش اعتبر اسرائیل الجبهة المتقدمة فى محاربة " ارهاب الشرق " ویقف معها 300 ملیون امریکی، وبهذا فإن قادة اسرائیل والادارة الامریکیة متفقان على ان احتلال اوطان الآخرین امرا مشروعا، فمثلما تواصل اسرائیل احتلالها لاراضى الدولة الفلسطینیة، وتشرید ملایین الفلسطینیین فى ارض اللجوء، فإن جورج بوش احتل افغانستان والعراق، وشرد الملایین من شعبى هذین البلدین، واذا کانت اسرائیل تعتبر احتلالها الاراضى العربیة "تحریرا لأرض اسرائیل من الغرباء " فإن بوش یعتبر احتلال العراق وافغانستان تحریرا لشعبیهما من الانظمة الدیکتواتوریة " وبالتالى فإن العالم جمیعه على خطأ من منظار القوة الامریکیة وحلیفتها اسرائیل، وهکذا أیضا فإن الاحتلال لا یجب ان یُقاوم الا اذا تعلق بالاراضى الامریکیة أو الدولة العبریة.

وبما ان اسرائیل سباقة فى الاحتلال قیاسا بأمریکا، فإنها تتفنن فى ممارسة هذا الاحتلال الى درجة تغییر ملامح الارض المحتلة من خلال الاستیطان، واحلال المستوطنین مکان الفلسطینیین، وتتفنن ایضا فى انتهاک الحقوق الانسانیة لمن تبقى من الفلسطینیین فى بیته وعلى تراب وطنه.

واذا کانت امریکا وحلفاؤها بل والعالم اجمع قد ضجوا وثاروا – ومعهم کامل الحق – ضد جدار برلین الذى قسم العاصمة الالمانیة الى قسمین فى اعقاب الحرب الکونیة الثانیة، وواصلوا ثورتهم حتى انهیاره. فإن امرکیا تدعم وتمول جدار التوسع الاسرائیلى الذى دمر الاراضى الفلسطینة فى الضفة الغربیة، هذا الجدار الذى یدخل فى عمق الاراضى الفلسطینییة، ویقسم قرى فلسطینیة عدیدة، ویشتت عشرات آلاف العائلات الفلسطینیة، ویحاصر الشعب الفلسطینى فى " کانتونات " متباعدة لا مقومات للعیش الآدمى فیها، ومع ان محکمة العدل الدولیة فى لاهاى قد اوصت بهدم هذا الجدار وادانته، الا ان ذلک غیر وارد فى عرف القادة الاسرائیلیین وحلفاؤهم فى البیت الابیض، حتى ان دولا عربیة واسلامیة وصدیقة لم تعد تتحدث عن هذا الجدار خوفا من ان یـُتهم قادتها بالنشوز عن بیت الطاعة الامریکی.

واذا کان من الصعب رصد الخروقات الاسرائیلیة للوائح حقوق الانسان، وللشرعیة الدولیة، وللقانون الدولی، ولاتفاقات جنیف الرابعة بخصوص الاراضى التى تقع تحت الاحتلال العسکری، فإن احدا لم یکن یتوقع ان اسرائیل المحتلة یمکن ان تلجأ الى عمل جیوب معزولة ومحاصرة، فى القدس الشرقیة الى تعتبرها اسرائیل جزءا من " عاصمتها الموحدة والأبدیة " حتى ان قناصل الدول الاجنبیة فى القدس الشرقیة والذین یرصدون ما یجرى فى الاراضى المحتلة، صدموا من هول ما رأوا فى جولتهم یوم 21 نیسان 2008 مع عدد من موظفى مکتب رئاسة السلطة الفلسطینیة الى حیّ " دیر السُّنة " وحیّ ابو مغیرة المحاذیان لقریة ابودیس من الجهة الغربیة، فهذا الحى الذى تسکنه اکثر من ثلاثین أسرة من عائلتى السرخى والقنبر، داخل حدود بلدیة القدس حسب التقسیمات الاداریة للاحتلال،وهو جزء من السواحرة الغربیة - جبل المکبر- ویبعد أقل من اثنین کیلو متر عن أسوار القدس القدیمة، وجاء جدار التوسع الاسرائیلى بمحاذاته من الجهة الشرقیة فعزله عن امتداده الفلسطینی، وهو معزول عن بقیة احیاء السواحرة الغربیة – جبل المکبر – کونه یقع على قمة جبل شدید الانحدار، وبما ان المحتلین یخططون لبناء حى استیطانى سیحاصر الحى الفلسطینى من جمیع الجهات، فإن الحى الفلسطینى وقع ضحیة الحصار، فانقطعت به السبل، ولا یستطیع مواطنوه من الدخول الیه الا عبر بوابات حدیدیة، تحرسها نقاط عسکریة موجودة بشکل دائم، ومسجل فیها اسماء ساکنى الحى عند بناء البوابتین قبل اکثر من عامین، وعند بناء الجدار الاسرائیلى تم قطع المیاه القادمة من ابو دیس عن الحیّ، فعانى الاهالى من العطش حتى الاسابیع القلیلة الماضیة عندما وافقت بلدیة " اورشلیم " على تزویدهم بخط میاه یکلف کل بیت عشرات آلاف الدولارات، ومعروف ان البلدیة لم تتوان یوما فى جمع ضریبة المسقفات – الارنونا – من اهالى الحی، مع انها لا تقدم لهم اى خدمة.

ولا یستطیع احد من غیر ساکنى الحى الدخول الیه، مما یولد مشاکل کبیرة جدا، منها على سبیل المثال لا الحصر أنه فى حالة وفاة احد من اهالى الحی، فإن احدا من خارج ساکنیه لا یستطیع الدخول للمشارکة فى تشییع المتوفی، او تقدیم العزاء فیه.

واذا ما اراد احد من خارج الحى الزواج من فتاة داخل الحی، فإنه لا یسمح له ولذویه بالدخول لعمل مراسم الخطبة والزواج، ولا یتبقى لهم سوى التسلل وتسلق منحدر جبلى شدید الانحدار یصل الى اکثر من ثمانمائة متر، لا یقوى الشیوخ والاطفال على تسلقها،ویرهق الفتیان اذا ما تسلقوه.

واذا ما اراد احد من ابناء الحى المنکوب ان یتزوج من فتاة من خارج الحی، فإنه لا یستطیع ادخال العروس الزوجة الى بیته فى الحى لان اسمها غیر مسجل عند بوابات الحصار.

وقائمة المعاناة تطول حیث ان ادخال انبوبة غاز الى بیوت الحى یشکل هدفا یصعب تحقیقه الا بعد معاناة وفى مخالفة واضحة لشروط السلامة... وهکذا.

ولا تتوقف المعاناة عند هذا، بل تتعداه الى أمور تمسّ بالأمن الداخلى لهذه الأسر المحاصرة، فمثلا عائلة السرخى انقسمت الى قسمین یفصل بینهما جدار التوسع الاسرائیلى بشکل مأساوی، فمثلا المرحوم الشیخ العشائرى قاسم السرخى الذى انتقل الى رحمته تعالى قبل اقل من شهرین، انقسم ابناؤه الى قسمین، قسم غرب الجدار وقسم شرقه، مع ان المسافة بین بیوت الطرفین لا تزید عن مائة متر، ومات دون ان یتحقق حلمه بدخول بیوت ابنائه. ومثلا فإن الحاجة العجوز التسعینیة أرملة المرحوم ابو احمد قاسم السرخی، بحاجة الى مساعدة ورعایة ابنتها هیفاء " أمّ طارق " مع ان المسافة بین بیت الأم وبیت البنت لا تزید عن مائة متر ایضا.

والبنت لا تستطیع الوصول الى بیت والدتها وبیت اشقائها، لأنها لیست من سکان الحیّ المنکوب، حتى ولو استدارت عبر ابو دیس، العیزریة، الخان الاحمر، حاجز الزعیم، واد الجوز والاتجاه جنوبا الى راس العامود الى کُبسة الى بیت والدتها، وتقطع مسافة تزید عن الثلاثین کیلومتر لان اسمها غیر مسجل على قائمة بوابة الحصار.

( بقلم الکاتب الفلسطینی  جمیل السلحوت )

ن/25


| رمز الموضوع: 139645







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)