الشاباک والموساد فی دول المنطقة
مسؤولون سابقون فی "الشاباک" و"الموساد" ینشطون فی عدد من دول المنطقة
نشرت صحیفة "هآرتس" فی عددها الصادر الخمیس، تقریراً یشیر إلى أن العشرات من کبار الضباط السابقین، وعدداً کبیراً من کبار المسؤولین السابقین فی جهازی "الشاباک" و"الموساد" الإسرائیلیین ینشطون، بالتنسیق مع الأجهزة الأمنیة الإسرائیلیة، فی عدد من دول المنطقة التی لها علاقات جیدة مع الولایات المتحدة، وذلک ضمن شرکات أجنبیة مختصة بالمجال الأمنی.
ویشیر التقریر إلى أن الإسرائیلیین یقومون بنشاطات أمنیة واسعة النطاق، تصل قیمتها إلى عشرات ملایین الدولارات، وتترکز فی تقدیم إرشادات بشأن تفعیل أنظمة أسلحة متطورة، وعتاد استخباری، وتدریب المحلیین على العمل على حمایة الحدود وعلى إحباط عملیات مثل احتجاز رهائن أو انقلابات أو محاولات لاحتلال أهداف إستراتیجیة، مثل المنشآت النفطیة.
کما یتناول التقریر عدداً من الأسماء البارزة فی الأجهزة الأمنیة الإسرائیلیة والتی تأخذ دوراً فی هذا المجال، مثل غیورا آیلاند الرئیس السابق للمجلس للأمن القومی، والجنرال دورون ألمو، بالإضافة إلى عدد من الشرکات التی تعمل تحت إشراف وزارة الأمن الإسرائیلیة مثل "رفائیل- السلطة لتطویر الوسائل القتالیة"، وکذلک شرکة الصناعات الجویة.
وکتبت الصحیفة أن الشرکة الدولیة AGT السویسریة، التی أسسها ویدیرها رجل الأعمال الإسرائیلی الأمریکی، ماتی کوخافی، فازت بعقد تصل قیمته إلى مئات ملایین الدولارات لبناء مشروع تابع للأمن الداخلی فی إحدى إمارات الخلیج الفارسی، وأن نشرة "الزاویة" للشؤون الاقتصادیة فی الشرق الأوسط، والتی تصدر فی الخلیج الفارسی قد نشرت ذلک فی آذار/مارس الماضی.
وجاء فی النشرة أن شرکة AGT (آسیا غلوبال تکنولوجیز) قد فازت بعقود من الحکومة فی تلک الإمارة.
وبحسب النشرة أیضا فإن هذه العقود هی لجیش الإمارة، وتتصل بما یسمى "أمن الوطن Homeland Security"، وتهدف إلى الدفاع عن الحدود والمنشآت الإستراتیجیة فی البحر (حقول النفط). ویعتبر "أمن الوطن" مجالا لعدد من الأجهزة یتم دمجها فی الحراسة والاستخبارات والدفاع، ویشتمل على أنظمة مراقبة وتحکم.
ویشیر النبأ فی النشرة المذکورة إلى غاری لینش، الذی یوصف کمندوب للشرکة، إلا أنه فی نشرة أخرى سابقة، فی العام 2007، یعرف ماتی کوخافی "الإسرائیلی الأمریکی" کمؤسس ومدیر عام للشرکة.
کما تشیر النشرة ذاتها إلى أن کوخافی هو رئیس شرکة "STG - سنتری تکنولوجی غروب"، وهی إحدى الشرکات التی ازدهرت بسرعة فی مجال الأمن فی الولایات المتحدة، وکانت شریکة للصناعات الجویة الإسرائیلیة فی بیع المعلومات والعتاد والتکنولوجیا المخصصة لأمن المطارات فی الولایات المتحدة ودول أخرى، بینها دول فی الشرق الأوسط.
ونقل عن مصدر فی الصناعات الأمنیة قوله، قبل عدة شهور، إن تم وقف الشراکة مع کوخافی بسبب خلاف فی الرأی، إلا أن شرکة STG قامت قبل مدة بشراء عتاد بقیمة عشرات ملایین الدولارات من شرکة إسرائیلیة تدعى "نس تکنولوجیت"، وهی تعمل على تطویر أنظمة مراقبة وتحکم.
ومن جهته صرح قائد سلاح الجو الإسرائیلی سابقا، إیتان بن إلیاهو، الذی عمل فی حینه فی "سنتری" إنه ترک الشرکة قبل عدة سنوات منذ أن بدأت تعمل خارج الولایات المتحدة.
ویؤکد التقریر على أن شرکة کوخافی لا تزال تشغل عشرات الضباط من خریجی الجیش الإسرائیلی، الذین استقالوا من الجیش، بالإضافة إلى کبار المسؤولین السابقین فی الصناعات الجویة وفی جهازی الشاباک والموساد.
ونقل عن ناطق بلسان کوخافی قوله إن کافة عملیات الشرکة تعمل بتنسیق وبتوجیه من قبل وزارة الأمن بکافة أقسامها.
وکوخافی هو إسرائیلی، انتقل للسکن فی الولایات المتحدة، وجمع ثروته من مجال العقارات. وفی السنوات الأخیرة، وخاصة بعد أحداث الحادی عشر من سبتمبر دخل مجال "هوملاند سیکوریتی"، وأقام علاقات مع أجهزة الأمن فی إسرائیل، وبدأ بتشغیل کبار المسؤولین السابقین. وقبل عدة سنوات تعهد بإقامة جامعة راقیة فی النقب على الحدود بین إسرائیل والأردن، وذلک بهدف الدفع بعلاقات السلام بین البلدین، إلا أنه لم یحصل أی تقدم فی هذا المشروع.
ویشیر التقریر إلى أنه فی الواقع یوجد أکثر من 10 شرکات إسرائیلیة، بینها "رادوم"، التی تقوم بترکیب عدد من الأنظمة فی الطائرات، والتی یترأسها جنرال الاحتیاط ورئیس المجلس للأمن القومی سابقا، غیورا آیلاند، وکذلک الشرکة لإنتاج طائرات بدون طیار (التی یعمل شریکا فیها جنرال الاحتیاط دورون ألموغ)، وشرکة "إیمیت"، وکذلک الصناعات الجویة و"رفائیل- سلطة تطویر الوسائل القتالیة" وهی تتبع لوزارة الأمن.. کل هذه الشرکات ضاعفت من نشاطها فی السنوات الأخیرة فی الدول العربیة والإسلامیة، مع الإشارة إلى أن بعض هذه الدول لا تقیم أیة علاقات دبلوماسیة مع إسرائیل.
وجاء فی التقریر أنه فی إطار هذه المشاریع یجری الإسرائیلیون نشاطات أمنیة واسعة النطاق تصل إلى أکثر من مائة ملیون دولار.
وفی إطارها یتم تقدیم إرشادات بشأن تفعیل أنظمة أسلحة متطورة، وعتاد استخباری، وتدریب المحلیین على العمل على إحباط عملیات مثل احتجاز رهائن أو انقلابات أو محاولات لاحتلال أهداف إستراتیجیة. ویعمل فی إطار هذه المشاریع عناصر سابقون من الموساد والشاباک والجیش.
وبحسب معد التقریر فإن هذه النشاطات الواسعة النطاق تثیر الاستغراب. ففی الأسبوع الماضی وجهت الأجهزة الأمنیة وما یسمى بـ"الهیئة لمکافحة الإرهاب" تحذیرات لکبار المسؤولین فی الأجهزة الأمنیة؛ الجیش والشاباک والموساد، بعدم زیارة دول عربیة معینة خشیة أن یکونوا أهدافا لعملیات اختطاف من قبل عناصر حزب الله والاستخبارات الإیرانیة، وذلک ضمن التحضیرات للرد على عملیة اغتیال القیادی فی حزب الله عماد مغنیة.
وکان من بین من وجهت لهم التحذیرات جنرال احتیاط، منعت الرقابة العسکریة نشر تفاصیله. وادعى الجنرال المذکور أنه لم یقم بزیارة أیة دولة عربیة أشیر إلیها. وبحسبه فإنه لم یتلق أیة تحذیرات، کما أن مسؤولین کبار فی الأجهزة الأمنیة أو ممن لهم علاقة معها، ویعملون معه فی نفس الشرکة، لم یتلقوا أیة تحذیرات.
ویضیف أن هذا النشر یبرز التناقض الذی تعمل به الأجهزة الأمنیة، فمن جهة تعمل على "تشجع الصناعات الأمنیة لتصدیر العتاد الأمنی والسلاح الإسرائیلی إلى دول عربیة، وخاصة تلک التی لها علاقات جیدة مع الولایات المتحدة، والتی من الممکن أن تجد نفسها مهددة من قبل إیران". ویتابع أنه من أجل زیادة حجم التصدیر یتطلب من الشرکات إقامة علاقات وإرسال مندوبین إلى تلک الدول.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS