إسرائیلی فاز بمناقصة آبار نفط خلیجیة
رجل أعمال إسرائیلی فاز بمناقصة بمئات ملایین الدولارات لحمایة آبار النفط فی دول خلیجیة
مسؤولون سابقون فی الشاباک والموساد ینشطون فی دول عربیة واسلامیة
کُشف النقاب أمس عن أنّ شرکة سویسریة یملکها أحد رجال الأعمال الإسرائیلیین، فازت بعطاء بقیمة مئات ملایین الدولارات لإقامة مشاریع تتعلق بالأمن الداخلی فی إحدى الدول الخلیجیة ، التی لم یُفصح عن اسمها. وقالت المصادر إنّ الشرکة المذکورة، والتی یملکها رجل الأعمال الإسرائیلی - الأمریکی ماتی کوخافی، واسمها AGT فازت بمناقصات من الحکومة فی الدولة الخلیجیة نفسها.
وبحسب المصادر عینها، فإنّ المشاریع معدة للجیش فی الدولة الخلیجیة، فی مجال الامن الوطنی والتی تهدف إلى تزوید الدولة بالأمن والمعلومات الاستخباراتیة، وتترکز فی تقدیم إرشادات بشأن تفعیل أنظمة أسلحة متطورة، وعتاد استخباری، وتدریب المحلیین على العمل على حمایة الحدود وعلى إحباط عملیات مثل احتجاز رهائن أو انقلابات أو محاولات لاحتلال أهداف إستراتیجیة، مثل المنشآت النفطیة.
علاوة على ذلک، فإنّ رجل الأعمال الإسرائیلی کوخافی هو رئیس شرکة (STG)، التی تعتبر من أکثر الشرکات تطوراً وکانت فی السابق شریکة للصناعات الجویة الإسرائیلیة فی مجال بیع المعلومات وعتاد وتکنولوجیا لحراسة المطارات فی الولایات المتحدة الأمریکیة، وفی مناطق أخرى فی العالم، بما فی ذلک فی منطقة الشرق الأوسط.
وقال مسؤول رفیع فی الصناعات الجویة الإسرائیلیة لصحیفة 'هآرتس' الإسرائیلیة، التی أوردت النبأ، إنّ الشراکة فُکّت قبل عدة أشهر مع شرکة کوخافی بسبب تباین وخلافات فی الآراء، على حد قوله. وزادت المصادر الإسرائیلیة قائلة إنّ قائد سلاح الجو الإسرائیلی الأسبق ایتان بن الیاهو، کان یعمل فی الشرکة، ولکنّه قال فی معرض تعقیبه على النبأ إنّه ترک العمل فی الشرکة بعد أن باتت تعمل خارج الولایات المتحدة الأمریکیة.
ورغم أنّ بن الیاهو ترک الشرکة، فإنّها ما زالت تُشغل عشرات ضباط الجیش الإسرائیلی، والذین یعتبرون من رفیعی المستوى فی جیش الاحتیاط، بالإضافة إلى عشرات الضباط السابقین من جهاز الأمن العام (الشاباک الإسرائیلی) وضباط فی الموساد الإسرائیلی (الاستخبارات الخارجیة)، کما أنّ رجل الأعمال الإسرائیلی کوخافی یملک شرکة أخرى مقرها فی مدینة هرتسلیا، شمال تل أبیب، واسمها (لوجیک) والتی یعمل فیها جنرال سابق فی جیش الاحتلال، وجنرال ثان سابق فی سلاح المدرعات، وأحد کبار المسؤولین السابقین فی الشاباک الإسرائیلی.
وزادت الصحیفة الإسرائیلیة قائلة إنّه حتى الفترة الأخیرة کان یعمل فی الشرکة التابعة لکوخافی مسؤولون رفیعو المستوى سابقاً من الصناعات الجویة الإسرائیلیة ومن شرکة (البیت) التی تُنتج أیضاً التکنولوجیا المتطورة فی المجالات الأمنیة. وقالت الصحیفة إنّ الناطق باسم شرکة رجل الأعمال الإسرائیلی- الأمریکی إنّ جمیع الفعالیات والنشاطات التی تقوم بها الشرکة فی جمیع أنحاء العالم تتم بالتنسیق وبتوجیهات وتعلیمات من قبل وزارة الأمن الإسرائیلیة على کامل فروعها.
وأشارت الصحیفة الإسرائیلیة إلى أنّ کوخافی هو إسرائیلی انتقل للعیش فی أمریکا وجمع ثروته من أعمال البناء وبیع وشراء الأراضی، ولکن فی السنوات الأخیرة، وتحدیداً بعد تفجیرات ایلول /سبتمبر 2001 بدأ بالعمل فیما یسمى (الامن القومی) وقام بإجراء الاتصالات مع المؤسسة الأمنیة الإسرائیلیة، وبدأ بتشغیل مسؤولین رفیعی المستوى فی الأجهزة الأمنیة الإسرائیلیة، الذین أنهوا خدمتهم. وقبل عدة سنوات، أضافت الصحیفة الإسرائیلیة، أعلن کوخافی عن نیته إقامة جامعة راقیة على الحدود الأردنیة الإسرائیلیة لتعزیز السلام بین الدولتین إلا أنّ المشروع لم یخرج إلى حیّز التنفیذ.
وقال محلل شؤون الاستخبارات فی الصحیفة یوسی میلمان، إنّه فی واقع الأمر یوجد أکثر من 10 شرکات إسرائیلیة، بینها رادوم، التی تقوم بترکیب عدد من الأنظمة فی الطائرات، والتی یترأسها جنرال الاحتیاط ورئیس المجلس للأمن القومی سابقاً، الجنرال فی الاحتیاط غیورا آیلاند، وکذلک الشرکة لإنتاج طائرات بدون طیار التی یعمل شریکا فیها جنرال الاحتیاط دورون ألموغ، وشرکة إیمیت، وکذلک الصناعات الجویة ورفائیل- سلطة تطویر الوسائل القتالیة وهی تتبع لوزارة الأمن، وجمیع هذه الشرکات ضاعفت من نشاطها فی السنوات الأخیرة فی الدول العربیة والإسلامیة، مع الإشارة إلى أن بعض هذه الدول لا تقیم أیة علاقات دبلوماسیة مع إسرائیل.
وزاد میلمان قائلاً إنّه فی إطار هذه المشاریع یجری الإسرائیلیون نشاطات أمنیة واسعة النطاق تصل إلى أکثر من مائة ملیون دولار. وفی إطارها یتم تقدیم إرشادات بشأن تفعیل أنظمة أسلحة متطورة، وعتاد استخباری، وتدریب المحلیین على العمل على إحباط عملیات مثل احتجاز رهائن أو انقلابات أو محاولات لاحتلال أهداف إستراتیجیة. ویعمل فی إطار هذه المشاریع عناصر سابقون من الموساد والشاباک والجیش.
علاوة على ما ذُکر أنفاً، قال المحلل إنّ هذا النشر یبرز التناقض الذی تعمل به الأجهزة الأمنیة فی الکیان الصهیونی ، فمن ناحیة تعمل على تشجیع الصناعات الأمنیة لتصدیر العتاد الأمنی والسلاح الإسرائیلی إلى دول عربیة، وخاصة تلک التی لها علاقات جیدة مع الولایات المتحدة، والتی من الممکن أن تجد نفسها مهددة من قبل إیران، ولکن من الناحیة الثانیة، فإن هذه الزیارات والعلاقات من الممکن أن تسهل على حزب الله خطف إسرائیلیین، مثلما حصل مع إلحنان تننباوم الذی تم إغراؤه بالوصول إلى أبو ظبی حیث تم اختطافه.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS