أسیرات فلسطینیات فی السجون الإسرائیلیة
أسیرات فلسطینیات فی السجون الإسرائیلیة
فی منزل نورا فی الخلیل (جنوب الضفة الغربیة) أطفال یلهون خارج البیت، ولکن لهوهم لیس کلهو أترابهم، فهو ممزوج بالعصبیة وتفوح منه رائحة الغضب. قصة نورا الهشلمون واحدة من قصص الأسیرات الفلسطینیات القابعات فی السجون الإسرائیلیة البالغ عددهن ٨٠ أسیرة، بینهن نحو ٢٩ أمّاً ترکن وراءهن ٧٦ طفلة وطفلاً، لتقوم حمواتهن أو ذووهن بتربیهم. وبحسب نادی الأسیر هناک خمس قاصرات بین هؤلاء الأسیرات.
ویتوقّع إطلاق الأسیرات الفلسطینیات فی صفقة تبادل للأسرى تتفاوض علیها حرکة حماس حول الجندی الإسرائیلی المخطوف جلعاد شالیت، وتکرّر حرکة حماس تأکیدها أن إطلاق الأسیرات الفلسطینیات هو أولى أولویّاتها.
ونورا (٣٧ عاماً) أم لستة أطفال ومسجونة فی سجن هشارون بالقرب من مدینة حیفا، وهی معتقلة إداریاً منذ عامین تقریباً لنشاطها فی إحدى الجمعیات التابعة لـ«حرکة الجهاد الإسلامی» التی أغلقتها إسرائیل فی مدینة الخلیل، کما تؤکّد عائلتها.
ولا توجّه الى المعتقل الاداری فی إسرائیل أی تهمة ولا یعرض على المحاکمة، ویمکن تجدید أوامر الاعتقال الاداری تکراراً. وترجع القوانین أوامر الاعتقال الاداری الى قانون الطوارىء الصادر فی عهد الانتداب فی العام ١٩٤٥.
تقول فداء (١٥ عاماً) الإبنة البکر لنورا: «اعتقلت والدتی فی ١٦ أیلول /سبتمبر ٢٠٠٦، بعد ثلاثة أشهر من اعتقال والدی (سامی) فی حزیران /یونیو، وکلاهما معتقل اداریاً».
وتضیف: «منذ اعتقال والدی، لم أعد أستطیع الترکیز على دراستی. إخوتی وأخواتی توقّفوا عن الذهاب الى المدرسة. أربعة منهم رسبوا فی صفوفهم، وأنا أساعد جدتی فی تربیتهم، أما أختی الصغیرة سرایا، فما أن تغضب من أی شیء حتى تروح تشد شعرها وتضرب رأسها بالأرض وتصرخ بدّی أمی.. بدّی أمی .. أمی».
أما رئیسة الهشلمون (٥٨ عاماً) حماة نورا، والتی تتولى حالیاً تربیة أحفادها، فتقول: «الوضع صعب جدّاً مع الأطفال، بسبب غیاب أمهم وأبیهم، حالهم حال الیتامى، کل الوقت یتشاجرون، أنا أصطحب الولدین الصغیرین (٧ ـ ٨ أعوام) یومیاً الى المدرسة، وقبل أن أعود أدراجی أجدهم أمامی فی البیت».
وتتابع الجدة: «آخر مرّة زاروا فیها والدتهم کانت قبل نحو أربعة أشهر، والإسرائیلیون یسمحون بزیارة ثلاثة أولاد فقط»، وأضافت :«لقد أضربت نورا عن الطعام مرتین، الأولى لمدة ٢٧ یوماً والثانیة لمدة ٢٨ یوماً احتجاجاً على المعاملة السیئة التی تتعرّض لها».
وتفید محامیة نورا الإسرائیلیة لیئا تسیمل: «جدّدت لها السلطات الاعتقال لمدة ثلاثة أشهر فی منتصف الشهر الجاری، وأمر قاضی الاستئناف بأن یکون هذا التجدید الأخیر، إذا لم یکن فی حوزة سلطات الأمن أی قرینة».
ویقول عضو المجلس التشریعی ورئیس لجنة الأسرى عیسى قراقع: «إن وضع الأسیرات الفلسطینیات سیئ للغایة، وهو أسوأ من وضع الرجال، فهن یتعرّضن للضرب والعزل أکثر، ویخضعن للتفتیش حیث یطلب منهن خلع ملابسهن للتفتیش، وتفرض علیهن عقوبات کثیرة مثل منع المحامین من زیارتهن». ویضیف أن «الأسیرات یطالبن دوماً بتحسین أوضاعهن فی السجون وإدخال الکتب عبر الصلیب الأحمر، وکذلک إدخال ملابس، وهناک عزل للأسیرات وهو من أصعب العقوبات». ویمضی قائلاً إن «مقابلة الأطفال لأمهاتهن السجینات تتم عبر الزجاج، وهناک ذوو أسرى لا یستطیعون زیارة أبنائهم، وأطفال لا یستطیعون زیارة أمهاتهن، لأن أقرباءهم ممنوعون من دخول إسرائیل وبالتالی ممنوعون من الزیارة». ویشیر قراقع الى أن هناک ٢٩ أسیرة مریضة بحاجة الى علاج جدّی، بینهن الأسیرة إیمان غزاوی «التی لا تستطیع السیر بسبب المرض».ویقول «المحتلّون یرفضون إدخال علاج أو أطباء من الخارج، وعلاجهم لیس بالمستوى المطلوب، ونحن نعرف أنه فی العام ٢٠٠٧ توفی سبعة أسرى، وفی العام الجاری توفی حتى الآن أسیر واحد، ویبلغ عدد الأسرى الفلسطینیین فی السجون الإسرائیلیة نحو ١١٥٠٠ أسیر».
ویقول طارق منى من مدینة القدس وشقیق الأسیرة آمنة منى المحکومة بالسجن مدى الحیاة: «لا أحد یتصوّر معاناة الأسیرات، لقد عزلوا شقیقتی آمنة لأکثر من سنتین، والهدف من ذلک کسر إرادة الأسیرة وتحطیمها» .
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS