تصریحات القرضاوی تثیر خلافات بین قیادات حماس
تصریحات القرضاوی ضد الشیعة تثیر خلافات عمیقة بین قیادات حماس فی فلسطین
لم تقتصر ردود الفعل التی فجرتها تصریحات الشیخ یوسف القرضاوی حول ما زعمه بشأن المد الشیعی فی الأقطار العربیة السنیة على ردود الفعل الشیعیة والإیرانیة فقط، ولکنها فجرت ردود فعل متباینة بل ومتناقضة حتى داخل حلفاء إیران فی فلسطین وهم حرکة المقاومة الإسلامیة حماس، فبینما اعتبر البعض من قیادات حماس تصریحات القرضاوی هفوة وفی غیر أوانها، أعلن البعض الآخر تأییده لها، بل وذهب إلى أبعد مما ذهب إلیه القرضاوی، وصولاً إلى تکفیر الشیعة وإخراجهم من الإسلام تمامًا.
البعض داخل حرکة حماس طرح تساؤلا مفاده: ألم تکن الحملة الشیعیة على الشیخ القرضاوی کافیة للمنبهرین بالنموذج الإیرانی لیکتشفوا حقیقة هذا المشروع ویتصدوا له، أم لا زالت مؤسساتهم وجمعیاتهم تفضل الدولار الفارسی على حساب عقیدة أهل السنة والجماعة؟ على حد تعبیر البعض
الشیخ حامد البیتاوی رئیس رابطة علماء فلسطین التابعة لحرکة حماس استنکر بشدة تصریحات القرضاوی ضد المد الشیعی، وقال حسب ما نقلته الوکالة الشیعیة للأنباء " کان الأولی بالشیخ القرضاوی الحدیث عن سبل مواجهة الأمة للهجمة التی تستهدف الشیعة والسنة معاً من قبل الأعداء ".
وأضاف البیتاوی وهو نائب عن کتلة "حماس" فی المجلس التشریعی : "إن حدیث الشیخ القرضاوی، هفوة ، ولیس فی أوانه ، فالسنة والشیعة مستهدفون من قبل الأعداء و فی رأیی کان الأوجب به الحدیث عن سبل مواجهة الأمة لهذا الاستهداف".
وأوضح البیتاوی " أن الشرع الحنیف یُحتم على جناحی الأمة السنة والشیعة أن یواجهوا معاً وسویاً الهجمة الصهیو-أمریکیة لا سیما الفکری منه و الذی یستهدف عماد الأمة (الشباب) ، بطرق و وسائل تحرف أولئک عن الوصول إلى مبتغاهم وأمانیهم .
وقال البیتاوی : "لو شاء القدر و ظفرت بالشیخ القرضاوی أو تمکنت من الاتصال به سأقول له هذا الکلام".
واختتم البیتاوی حدیثه برسالة وجهها للأمة الإسلامیة ، قال فیها : "أیها المسلمون شیعةً و سنة دعوا کل الملاحظات جانباً .. هناک هموم کبرى ؛ فحلف الأمریکان والصهاینة والغرب الأوروبی یبیتون لنا نیة الحرب ، و کل الدلائل تشیر إلى نوایاهم وخاصةً الکیان الصهیونی باستهداف إیران .. و من الواجب علینا التکاتف والوقوف صفاً واحداً أمام هذا الاستکبار لصد العدوان عن دیار المسلمین".
لکن قیادیًا آخر فی حرکة حماس هو الدکتور صالح الرقب أستاذ العقیدة الإسلامیة بالجامعة الإسلامیة بغزة ووکیل وزارة الأوقاف سابقًا انتقد الهجمة الشیعیة على القرضاوی، مرجعًا أسباب هذه الهجمة الشرسة إلى علم الشیعة أن الدکتور یوسف القرضاوی یحظى بمکانة عالیة فی العالم الإسلامی من خلال ترؤسه وتقلده للعدید من المناصب التی تخص الأمة الإسلامیة بالإضافة إلى مشارکته فی العدید من المؤتمرات التی تناقش قضایا الأمة وغیرها کثیر، والأمر الثانی هو اعتبار الدکتور القرضاوی الشیعة من أهل البدع والخرافات، ودعوته للتصدی للتشیع بقوة والذی بات یهدد المجتمعات السنیة، ولا ینبغی بحال الوقوف مکتوفی الأیدی أمامه، والذی یصب کله فی مشروع الهیمنة الصفوی الذی ترسم طهران على حد تعبیر الرقب ونظام الملالی لتنفیذه .
واعتبر الدکتور الرقب أن بیان الدکتور القرضاوی فی الرد على الشیعة کان متساهلاً نوعًا ما، حیث إن الدکتور القرضاوی اعتبر الشیعة مبتدعین على الرغم من قیامهم بأمور فظیعة مثل شتم الصحابة رضوان الله تعالى علیهم أجمعین، وتخوینهم لهم بالرغم من أن الصحابة هم من حمل هذا الدین والقرآن لأمتنا. واستهجن قائلاً: کیف نأخذ دیننا على من خان الله ورسوله على حد زعم هؤلاء .
واستغرب الدکتور الرقب من اعتبار دین الشیعة مذهبًا یجوز التعبد فیه وهم یضعون أصولاً لا یتفق معهم أهل السنة والجماعة فیها، على رأسها أنهم جعلوا الإمامة أصلاً من أصول دینهم، وهذا مخالف تمامًا لعقیدة أهل السنة والجماعة.
وحول الدعوة إلى وحدة الصف التی یطلقها البعض قال الدکتور الرقب: وحدة الصف لا تکون مطلقًا على حساب الدین والعقیدة، مشددًا على عدم إمکانیة التقریب مع الشیعة لاعتبارات عقائدیة بحتة.
وتساءل کثیر من علماء أهل السنة ومن بینهم الدکتور القرضاوی دعوا إلى التقریب بین السنة والشیعة... لکنهم لم ینجحوا مطلقًا، بل فشلوا لأن الشیعة یخالفوننا فی أصول الاعتقاد؛ حیث إن کثیرًا من زعمائهم یحسنون فن المراوغة والکلام على أساس التقیة التی ینتهجونها فی دینهم، معتبرًا أن الشیعة فی الوقت الحاضر قدموا خدمات جلیلة لأعداء الأمة لفرض سیطرتهم على المنطقة أو لاقتسام الغنائم مع أمریکا وشدد الرقب قائلاً: إن إیران لا ترید أن تقام دولة تقیم الشریعة الإسلامیة وتحافظ على هویة أهل السنة فی الوقت الذی یحارب فیه أهل السنة فی طهران ولا یسمح لهم على الإطلاق ببناء مسجد لهم، لافتًا إلى أن طهران العاصمة الوحیدة فی العالم التی لا یوجد بها مسجد واحد لأهل السنة.
وحول دعوة الشیعة لتحریر القدس وفلسطین، استغرب الدکتور الرقب من هذه الدعوة المزیفة لأن ما یجری على أرض الواقع یکذب هذه الشعارات التی تعد فقط مطیة لکسب تأیید جماهیری ، وما یطلقه الإیرانیون فی یوم القدس ما هی إلا شعارات وکلمات ثم بعد ذلک ینفض المولد. وأضاف قائلاً: الاحتلال الصهیونی موجود على أرض فلسطین، فمن أراد أن یحررها فلیأت لتحریرها بدلاً من إطلاق شعارات صوتیة للاستهلاک الإعلامی فقط.
وقال الدکتور الرقب: أهل فلسطین یذبحون على ید الملیشیات الشیعیة، ویفعل بهم الأفاعیل فی العراق وشردوا على ید الملیشیات الشیعیة، وارتکبت مجازر یندى لها الجبین فی بغداد ضد أحیائهم ومناطق سکناهم وهجروا العراق بعد أن هجروا من فلسطین ولا تزال مخیماتهم على الحدود العراقیة السوریة خیر شاهد على ذلک، ثم یأتی بعد ذلک من الشیعة من یزعم دعمه لفلسطین وللقدس؟؟!!
ویرى الدکتور الرقب أن الشیعة تستخدم ثلاثة طرق لنشر أفکارهم، وهی الجهل والمرض والفقر، وکلها تتقاطع مع التبشیر النصرانی، فأوجه الشبه واضحة جدًا ، وهذه الأمور الثلاثة تلعب دورًا فی تغلغل الشیعة للمجتمعات السنیة، ولا سیما الفلسطینیة، حیث یتم استغلال حاجة الفلسطینیین بسبب الفقر لتجنید عملاء لطهران فی المنطقة، کما یتم استغلال الجرحى والمرضى وحاجتهم لتلقی العلاج فی الخارج لاختیار ثلة منهم للعمل لصالح الفرس، ولعل من أسباب نجاح هذا التغلغل هو وجود جهل واضح لأهل السنة بعقیدة الشیعة خصوصًا فی المجتمعات السنیة الخالصة، والتی لا یوجد لها احتکاک مع الشیعة ولا تسمع عنهم إلا عبر وسائل الإعلام فقط فی غالب الأحیان
وتحدث الدکتور الرقب قائلاً: هناک من الناس من یُشترى بأمعائه، ویبیع دینه بعرض من الدنیا، وینخدع ببریق المال، أو بالعبارات الرنانة لزعماء الشیعة والتی تروج لمشروع هیمنة على المنطقة لا علاقة لها بتحریر القدس.
واستهجن الرقب قیام بعض المؤسسات والجمعیات بطباعة بعض الکتب الشیعیة والترویج لها فی الوسط الفلسطینی السنی مقابل دراهم معدودة، داعیًا فی الوقت ذاته إلى توحید الجهود لکشف هؤلاء الذین یریدون سوءًا بأمتنا وفضحهم على الملأ فی الإعلام وفی الإذاعات وفی کل وسائل الإعلام المتاحة.
کما دعا إلى القیام بحملة توعیة دینیة عبر نشر العقیدة الإسلامیة الصحیحة فی المجتمع الفلسطینی، وعدم السماح لأی کان بالعبث بعقیدة أهلنا فی فلسطین، مع دعوته إلى الجلوس مع کل من یظهر علیه علامات للتشیع ومناظرته وإقناعه بالحجج والبراهین، کاشفًا فی الوقت ذاته إلى أنه جلس مع بعضهم وقام شخصیًا بإقناعهم ببطلان مذهب الشیعة.
وکشف الدکتور الرقب إلى أنه قام بتأسیس جمعیة أهل السنة والجماعة – أنصار آل البیت والأصحاب للذب عن عقیدة أهل السنة فی فلسطین ولتحذیر الفلسطینیین من خطر التغلغل الشیعی لأرض الرباط، وسیکون هدفها الأول القیام بکل ما یحفظ عقیدة أهل السنة فی فلسطین من أی خطر قد یحدق بها، داعیًا علماء السنة فی أقطار العالم الإسلامی لدعم هذه الجهود التی لابد من وضعها فی سلم الأولیات .
( منقول من موقع نصیحة و هو لا یعبر عن موقف قدسنا )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS