أزمة المیاه فی قطاع غزة قد تزداد سوءا
تجمع خمسة أطفال صغار تتراوح أعمارهم من 3 إلى 7 أعوام خارج کشک صغیر فی مخیم جبالیا للاجئین فی قطاع غزة ، وهم یحملون أوعیة بلاستیکیة صفراء وحمراء قذرة من أجل ملئها بالمیاه من صهریج معدنی. وما أن حلت ظلمة اللیل حتى جلس غسان ، صاحب المتجر ، وسط الظلام الدامس سیما وأن قطاع غزة ما زال یعانی من انقطاع التیار الکهربائی بصورة منتظمة. وفی الخلف ، علق صاحب المتجر صورة لزعماء حرکة حماس الذین قتلتهم القوات الاسرائیلیة خلال السنوات الماضیة. وقال الرجل ، وهو یقدم الماء إلى ضیوفه : "هناک دوافع إنسانیة وراء ما أفعله من أجل هؤلاء الناس".
وشرح غسان هذا الأمر قائلا: "إذا لم یکن لدى هؤلاء ما یکفی من المال لشراء الماء ، فإننی أقدمه إلیهم مجانا. وإن کانوا یستطیعون شراءه ، فإننی أتقاضى التکلفة فقط" وأضاف أنه یأمل أن تعود الکهرباء حتى یبقى ما لدیه من مخزون من الجبن والمشروبات فی الثلاجة باردا.
وهناک العدید من المتاجر الصغیرة فی أنحاء غزة قد وضعت أمامها خزانات معدنیة للمیاه حیث یتجمع الناس للحصول على ما یحتاجونه من المیاه
وقال رمزی الذی یعمل سائق سیارة أجرة فی مدینة غزة: "کل یوم أذهب للحصول على الماء من أجل الشرب ولیس الطهی." وأضاف: "أی قدر من المیاه یحتاج الجسم نذهب لشرائه من مکان ما".
وبالنسبة إلى أی من سکان غزة ، فإن شراء مرشح للمیاه یعد أمرا مکلفا جدا بحیث یتعذر علیهم الحصول علیه کما أنهم لا یقدرون على تنقیة المیاه فی منازلهم.
وفی الغالب، وحتى المیاه غیر النظیفة لا تأتی نظرا لأن انقطاع الکهرباء یؤثر على تشغیل محطات ضخ المیاه ویلحق أضرار بالأنابیب التی تعرضت للتلف خلال الهجوم الأخیر للقوات الاسرائیلیة على القطاع ، مما أعاق وصول الامدادات من المیاه.
وقال رمزی: "فی أحد الأیام تأتینا المیاه وفی الیوم الآخر یتعذر الحصول علیها"
کما تسبب الاجتیاح الاسرائیلی للقطاع فی إتلاف خزانات المیاه وعلى الأخص فی المناطق الریفیة ، وهو ما یعنی أنه یتعذر على الناس تخزین المیاه عندما تتدفق لفترات من الوقت.
وبالاضافة إلى الضرر الذی لحق بأنابیب المیاه ، کان مرکز معالجة میاه الصرف الصحی هدفا للغارات الاسرائیلیة مما تسبب فی تسرب المیاه القذرة إلى الخارج لتمتد إلى الحقول القریبة ، وذلک بدلا من معالجتها جزئیا وإرسالها إلى البحر.
وشرح منذر شبلاق ، رئیس مرفق المیاه فی غزة ، الأمر قائلا: " اعتدنا القول بأنه من العار أن تذهب المیاه إلى البحر ، وذلک بدلا من معالجتها واستخدامها لأغراض الزراعة
وقال وهو یرفع یداه إلى السماء : "الآن نصلی کی تذهب إلى البحر ثانیة "
ویشار إلى أن الحصار الذی فرضته إسرائیل على قطاع غزة منذ مجیء حرکة حماس إلى السلطة ، قد أثر على عمل مرفق المیاه لما یزید عن عامین.
فمنذ تعرض خط أنابیب المیاه للقصف فی الایام الاولى للغارات الاسرائیلیة ، تدفق ما یقرب من 500000 متر مکعب من میاه الصرف الصحی إلى الارض ما أدى إلى إیجاد رقعة قذرة حوله بینما دمر القصف المزارع الصغیرة التی تزرع فیها الخضروات للاستهلاک المحلی.
م/24
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS