ماذا یفعل الموساد فی شمال العراق وعاصمته؟!
تکتم واشنطن و تل أبیب حول الوجود -التغلغل- الاسرائیلی بالعراق الا أن هذا الوجود أصبح مرصوداً ومعروفاً للجمیع؛ و قد توسع نطاق التدخل الإسرائیلی فی الشمال العراقی و لم یعد ینحصر فی مجال التعامل مع الحرکات الکردیة و إنما امتد إلى ما یتضمن قیام الإسرائیلیین بتنفیذ المزید من العملیات السریة، وتشیر المصادر الصحفیة الى أن التواجد الإسرائیلی لم یعد مقتصراً فی المنطقة الکردیة العراقیة وحسب وإنما شمل بغداد العاصمة وبعض المدن الأخرى، ویرى مراقبون أن أبعاد مثل هذا التواجد بالمنطقة المذکورة لها انعکاسات اقلیمیة تهدد أمن و وحدة أکثر من دولة مجاورة للعراق، ویکون هذا التهدید بشقین، الأول التأثیرات السلبیة على الوضع الداخلی لتلک الدول إذا ما أعلن الأکراد استقلالیة کیانهم، والآخر خارجی متمثل فی التواجد الاسرائیلی الذی جاء لأغراض معروفة وخصوصاً فی مجالات المراقبة والرصد والتجسس والأعمال "التخریبیة".
و المعروف أن إسرائیل تتکتم بصورة مطلقة على کل نشاطاتها الناتجة عن تدخلها فی العراق خاصة منذ حرب 1991 التی أسفرت عن نجاح الولایات المتحدة فی جعل أجزاء من شمال العراق خارج سیطرة الحکومة المرکزیة وتحت سیطرة موالین لها مثل الطلبانی والبرزانی، وبالتالی أصبحت تلک المنطقة موطئ قدم لکل أجهزة الأمن والمخابرات والجیش الإسرائیلی تعمل أساساً ضد العراق.وتقول مثادر عراقیة موثوقة أن ثمة نشاطاً للموساد الاسرائیلی فی مناطق شمال العراق وتحدیداً فی : نینوى - أربیل -الحمدانیة - بارتالا - بطنایا -باشیقا - الکوشفین - عقرا- الموصل.وأن الهدف من هذا النشاط کما تشیر المصادر هو استعادة المناطق التی یزعم الإسرائیلیون أنها تتضمن آثاراً إسرائیلیة قدیمة وتحدیداً الآثار والمواقع ذات الطبیعة المقدسة بالنسبة للیهود.وعن خطة التنفیذ فعن طریق:
- شراء الأراضی من العراقیین المالکین لها حالیاً.
- استخدام الترغیب والترهیب لإبعاد السکان عن المناطق المستهدفة.
• أبرز المواقع المستهدفة: المواقع التی یزعم حالیاً الإسرائیلیون بأنها ذات صلة بالتاریخ الیهودی هی: مرقد النبی ناحوم فی الکرش، مرقد النبی یوناح فی الموصل، مبرة النبی دانیال فی کرکوک.
وتقول المصادر الصحفیة الغربیة نقلاً عن مصادرها فی شمال العراق بأن عملیة الموساد یتم تنفیذها حالیاً بموافقة ودعم حکومة کردستان الإقلیمیة وتتمثل أبرز الجهود الجاریة وفقاً لصفقة أربیل - تل أبیب فی الآتی:
• إعادة توطین الیهود الأکراد فی المناطق المستهدفة .
• إغراء السکان المحلیین وجمیعهم من المسیحیین (آشوریین - کلدان) بالأموال وتسهیل الهجرة إلى الدول الغربیة وأمریکا وکندا واسترالیا مقابل التنازل عن المواقع والأراضی وفی حالة الرفض تقوم عناصر الملیشیات الکردیة باستهدافهم بعملیات القتل والإرهاب بما یدفعهم إلى الهجرة والنزوح القسری.
إضافة لذلک، تقول المصادر الصحفیة أن المنظمات الکنسیة المسیحیة - الصهیونیة قد وافقت على دعم مشروع تهجیر المسیحیین من مناطق الشمال العراقی، وأن الکثیر من هذه المنظمات ساهمت بالمال والعناصر والخبراء لتنفیذ مشروع التهجیر.
وفی سیاق متصل، تقول المعلومات أنه یعمل فی العراق عدد من الشرکات الإسرائیلیة التی لها نشاطات متعددة من أهمها:
1. شرکة "سولیل بونیه" من مجموعة "شیکون فبینوی" (إسکان وبناء) المعروفة بخبرتها العالیة فی مجال البنى التحتیة، ولها باع طویل من المشاریع الضخمة التی نفذت فی دول أفریقیة وشرق أوروبیة
2. شرکة "أرونسون" -وهی أکبر الشرکات الإسرائیلیة الخاصة فی مجال البنى التحتیةوالتی تقوم - بدراسة الاستثمار فی العراق على ضوء توجه بعض الشرکات الأردنیة فی هذا الصدد.
3. شرکة "کاردان" المتخصصة فی المیاه، و"أشتروم" فی مجال إنشاء بنى تحتیة، و"أفریقیا إسرائیل" فی مجال إنشاء الطرق، و"الشرکة لإسرائیل" المتخصصة فی تقطیر المیاه، و"بزان" التی تعمل فی مجال تشغیل مصافی التکریر وقد أشار مدیرها العام یشار بن مردخای إلى أنها "تستعد لشراء نفط خام من العراق سیصل عن طریق ترکیا، ویدور الحدیث فی المرحلة الأولیة عن 10% من إجمالی واردات إسرائیل من النفط، لکن الکمیة ستزداد بعد ذلک .
4. وفی مجال الزراعة والأغذیة، أشار البعض إلى المحادثات التی أجراها کبار المسؤولین فی وزارة الزراعة الإسرائیلیة مع نظرائهم فی الإدارة الأمیرکیة لإتاحة تسویق الفواکه والخضار الإسرائیلیة إلى العراق. والسلع الزراعیة المزمع تصدیرها إلى العراق هی منتجات زراعیة طازجة من الأراضی الفلسطینیة مثل الخضار والفواکه والبیض واللحوم. کذلک الأمر بالنسبة لشرکة "تامی" الإسرائیلیة لتسویق أجهزة تطهیر المیاه فقد حصلت على طلبیة أولى بقیمة 50 ألف شیکل (11 ألف دولار) عن طریق شرکة أجنبیة لتسویق 20 جهاز لتطهیر المیاه فی العراق. کما شرع رجال أعمال إسرائیلیون فی التعامل مع إقلیم کردستان العراقی, حیث قاموا بإبرام عدد من الصفقات لتزوید الإقلیم بالمنتجات الغذائیة
وتجدر الإشارة إلى أن هناک علاقات قائمة بین شخصیات إسرائیلیة ومسؤولین کردستانیین منذ سنوات طویلة, وتم نقل مساعدات إسرائیلیة إلى هذا الإقلیم فی الماضی. کما طالب رؤساء إقلیم کردستان العراقی فی السابق من جهات إسرائیلیة مقربة من الإدارة الأمیرکیة التوسط لتحقیق مصلحتهم لدى واشنطن.
م/24
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS