الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

فی لبنان:إسرائیل حصلت على ملایین المکالمات الهاتفیة

کشفت مصادر إسرائیلیة وهولندیة و ألمانیة متطابقة عن أن أجهزة الاستخبارات الإسرائیلیة ، وبشکل خاص " الموساد" ، قامت بواحدة من أکبر عملیات " السطو الهاتفی " فی تاریخها ، وربما الأکبر على الإطلاق فی العالم . وبحسب مصدر تقنی رفیع فی شرکة فرانس تیلیکوم ( أورانج) فی إسرائیل،فإن العملیة بدأت صیف العام 2004 عبر تقنیین وإداریین لبنانیین وأجانب یعملون مع شرکة دیتیکون الألمانیة التی تمثل الشریک الاستراتیجی لشرکة ألفا ، وهی إحدى الشرکتین المشغلتین للهاتف الخلیوی فی لبنان.

وذکر المصدر أن " البطلة الرئیسیة" فی هذه العملیة هی المدیرة التنفیذیة لشرکة " ألفا" ، إنیکی بوتر ، وهی مواطنة هولندیة.

وقال المصدر ، وهو مهندس فرنسی سبق له أن عمل لصالح " فرانس تیلیکوم" فی لبنان ، إن العملیة " قد تکون مستمرة حتى الآن ، وإن على نطاق أضیق بعد هرب زعیمة الشبکة من بیروت " .

ویؤکد المصدر أن عملیة السطو الاستخباری شملت نسخ عشرات ملایین المکالمات الهاتفیة ورسائل SMS ، فضلا عن المکالمات التی جرت عبر الشبکة الأرضیة ( السلکیة).

وطبقا للمصدر ، فإن جهاز الموساد استطاع تورید أجهزة تقنیة عالیة الدقة عبر العاملین المشار إلیهم من أجل وضعها فی کل من " سنترال الأشرفیة " ( شرقی بیروت) و" سنترال بئر حسن" ( فی الضاحیة الجنوبیة) الذی "لعب دورا هاما جدا فی التنصت على المکالمات الهاتفیة خلال حرب تموز / یولیو 2006 " .

وبحسب المصدر فإن المکالمات تشمل أیضا جمیع الاتصالات التی جرت بین لبنان وسوریا منذ أیلول / سبتمبر 2004 على الأقل ، بما فیها مکالمات بین الرئیسین السوری بشار الأسد واللبنانی إمیل لحود ، و الاتصالات التی سبقت ورافقت اغتیال رفیق الحریری ، والآخرین ،

بحیث یمکن القول إن لجنة التحقیق الدولیة الخاصة بجریمة اغتیال الحریری لن تستطیع إکمال عملها والوصول إلى القتلة المفترضین إلا إذا اطلعت على هذه التسجیلات التی تفتقر لها حتى أجهزة الأمن اللبنانیة ووزارة الاتصالات ،

بالنظر لأن الإسرائیلیین کانوا یعملون على النقل المباشر ( البث المباشر) لمحتوى المکالمات إلى محطة/ محطات تحویل Relay Station لیس معروفا بعد ما إذا کانت فضائیة ( أقمار صناعیة) أو بحریة ( سفن إسرائیلیة فی عرض البحر) .

لکن المؤکد ـ والکلام لم یزل للمصدر ـ هو أن واحدة من العقد التقنیة الخاصة بهذه العملیة کانت فی منزل زعیمة الشبکة إنیکی بوتر ، التی تمکنت من " تنظیف " منزلها والفرار أواسط تشرین الثانی / نوفمیر الماضی من لبنان بعد أن تلقت " إشارة إنذار" من ضابط الاستخبارات الإسرائیلی الذی یشرف على عملها تفید بأنها "على وشک أن تصبح فی مرمى مخابرات الجیش اللبنانی"

ورجح المصدر أن تکون الشبکة ساهمت فی عملیة تتبع ومراقبة اتصالات القائد العسکری لحزب الله عماد مغنیة ، الذی اغتیل فی دمشق قبل عام من الآن.

ویقول المصدر هناک روایتان حول تتبع السیدة المذکورة واکتشاف أمرها. أولاها تجزم بأن جهاز أمن حزب الله ، الذی یتتبع نشاط جمیع الأجانب فی لبنان ، وضع السیدة على قائمة المراقبة المشددة بعد أن تناهت إلیه معلومات عن اجتماعها مع " رجل أعمال" (؟) إسرائیلی فی دبی أواسط شهر أیلول / سبتمبر 2007 .

وبعد أن أصبحت وسط الدائرة الحمراء أوائل تشرین الثانی / نوفمبر الماضی ، وهو تعبیر یقصد به أن الهدف " مؤکد وشدید الخطورة" ، أبلغ مخابرات الجیش بأمرها من أجل اعتقالها ، بالنظر لأنها مواطنة هولندیة ولا یستطیع القیام بأی إجراء ضدها یمکن أن یوصف کـ " عملیة اختطاف " کما حصل فی الماضی .

لکن الإسرائیلیین کانوا أسرع من مخابرات الجیش ، حیث أبلغوها عن طریق وزیر لبنانی سابق معنی بوزارة الاتصالات ( وربما عن طریق ابنه) بضرورة مغادرة لبنان فورا ، فضلا عن الطلب من مسؤولین کبیرین فی الوزارة ( غ . ن . )و ( ک . ب . ف ) بأخذ الحیطة ، وتقنی ثالث یدعى " ک . ش." کان مقربا من الوزیر الموما إلیه.

وقد عمدت السیدة الهولندیة إلى مغادرة بیروت فورا إلى نیقوسیا ( قبرص) بعد أن ترکت استقالتها لدى مسؤول ألمانی فی الشرکة یدعى "دیریغ مونینغ" ، حیث طلبت منه أن لا یبلغ أی جهة لبنانیة ، رسمیة أو غیر رسمیة ، بأمر استقالتها ومغادرتها إلا بعد أن تتصل به من هولندة وتؤکد له أنها أصبحت فی أمان . وهناک معلومات غیر مؤکدة بعد تفید بأنها غادرت لبنان عن طریق یخت " قبرصی" من میناء جونیة ، ولیس عن طریق مطار بیروت !؟

أما الروایة الثانیة فتتقاطع مع الروایة الأولى فی معظمها ، لکنها تفترق معها فی أن الجهة التی کشفت السیدة هی محطة الاستخبارات الروسیة فی بیروت ، التی وقعت على الأمر بمحض المصادفة .

من هی إنیکی بوتر Ineke Botter؟

مصادر فی بروکسل وأمستردام أفادت بأن السیدة بوتر ( 48 عاما) تحمل شهادتین فی القانون والتعاون الدولی من الجامعات الهولندیة منذ الثمانینیات ، وقد عملت بعد تخرجها فی العدید من " العواصم التجاریة " العالمیة ، أبرزها لندن وهونغ کونغ وأمستردام .

وبعد سقوط الأنظمة " الشیوعیة " فی الاتحاد السوفییتی وأوربا الشرقیة ، وسیطرة طبقة من الأثریاء الجدد والمافیات على اقتصادیات هذه البلدان ، وجدت بوتر طریقها إلى أحضان هذه المافیات ، حیث عملت فی بوادبست ( هنغاریا) و کییف ( أوکرانیا) فی العام 1992 ، ثم فی براغ ( تشیکیا) أواسط التسعینیات وحتى العام 1998 حیث عملت رئیسة لمؤسسة الاتصالات الخلیویة التشیکیة! وبعد فترة قصیرة قضتها فی سویسرا ، عادت إلى أمستردام مطلع العام 2000 لتعمل مدیرة إداریة لشرکة " فیرستال تیلیکوم " وعضوا فی مجلس إدارة " أورانج" .

ویقول مصدر روسی إن إنیکی بوتر " معروفة على نطاق واسع فی أوساط المجتمع المخملی الأوکرانی باعتبارها أحد رموز المافیا الدولیة ، وکانت على صلة وثیقة برجال الأعمال الإسرائیلیین الذی یترددون على کییف وأودیسا وشبه جزیرة القرم .

والشیء اللافت هو أنها عمدت إلى استخراج شهادة تعمید کنسی کبروتستانتیة لإخفاء انحدارها من أصول یهودیة بعدما تعرضت لأسئلة متطفلة تتصل بدیانتها ". وطبقا للمصدر نفسه ، فإن بوتر " من المرجح أنها تعرفت على جهاز الموساد فی أوکرانیا أو براغ " .

تبقى الإشارة إلى أن معرکة التنصت القائمة الآن فی لبنان على علاقة بهذه القضیة ، وقد أثیرت من قبل أوساط فی الحکومة اللبنانیة من أجل التعمیة على القضیة الأساسیة ـ قضیة " شبکة إنیکی بوتر " ومنع وصولها إلى الرأی العام وتحولها بالتالی إلى قضیة کبرى تطیح برؤوس کبیرة کانت من عظام رقبة الحکومة السابقة التی سقطت على أثر اتفاق الدوحة .

م/24


| رمز الموضوع: 139679







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)