جیروزالیم بوست:مصر دفعت ثمن سلامها مع إسرائیل
شنت صحیفة "جیروزالیم بوست"، الإسرائیلیة، هجوما حادا على مصر، فی استعراضها للعلاقات بین القاهرة وتل أبیب، بمناسبة مرور 30 عاما على توقیع معاهدة السلام بین الجانبین، واتهمتها بالتغاضی عن عملیات التهریب التی تتم عبر حدودها إلى داخل قطاع غزة، وعدم الضغط بما فیه الکفایة على "حماس"، فضلا عن اتهامات بالإساءة إلى إسرائیل فی المحافل الدولیة، وإن أبدت تفهما لما وصفته بـ "السلام البارد"، نتیجة العوامل المحیطة.
وفی تقریر لها بعنوان "بدأ العد التنازلی"، قالت الصحیفة إنه "فی غضون شهر سیمر 30 عاما على توقیع معاهدة السلام بین مصر وإسرائیل، عندما انسحبت إسرائیل من سیناء عام 1979 بعد الاتفاق، وتخلت عن سیاسة العمق الاستراتیجی والأجواء الحیویة، کما ترکت القواعد العسکریة وحقول النفط المکتشفة حدیثا، علاوة على السیطرة على مضیق تیران والذی یعد البوابة إلى إیلات".
وأضافت فی المقابل أن مصر "دفعت ثمنا باهظا، لکونها أول دولة عربیة تبرم معاهدة سلام مع إسرائیل، وأصبحت معزولة عن العالم العربی، وتم لعنها من قبل طهران ، والرئیس أنور السادات الذی اغتیل فی أکتوبر 1981 من قبل أسلاف القاعدة لم یعش لیرى الانسحاب النهائی للقوات الإسرائیلیة من مستوطنة "یامیت" فی أبریل 1982".
ولفتت إلى تأکیدات الرئیس السادات على أهمیة إیجاد حل للمشکلة الفلسطینیة وربط ذلک بالتقدم فی العلاقات الثنائیة بین القاهرة وتل أبیب، ونقلت عنه قوله فی کلمته أمام البرلمان الإسرائیلی، إنه "حتى إذا حل السلام بین جمیع دول المواجهة وإسرائیل وتحقق فإنه فی غیاب حل عادل للمشکلة الفلسطینیة لن یکون هناک سلام دائم وعادل".
وأشارت إلى أن السادات تبنى اقتراح الحکم الذاتی المقدم من مناحیم بیجن، لکن الفلسطینیین أزاحوا الاقتراح جانبا "وکانوا أمناء لمبدئهم الدائم بإضاعة الفرص ولم یألو جهدا لتقویض العلاقات بین القاهرة وتل أبیب"، واعترفت ببرودة العلاقات بین مصر وإسرائیل، قائلة "لا بیجن ولا السادات خططا لظهور السلام البارد، ربما علینا خلال الأسابیع القادمة والتی تسبق الذکرى السنویة لاتفاقیة السلام فی مارس 1979 یجب علینا أن نفکر فیما تم إنجازه رغم الصعاب".
وذکرت أن "هناک الکثیر من الإسرائیلیین لا یفهمون شیئا عن السیاسة المصریة ونحن لا نفهم لماذا عارض الرئیس المصری حسنی مبارک عام 2000م وجود إدارة دولیة للمسجد الأقصى محذرا الرئیس الفلسطینی یاسر عرفات، وداعیا إیاه إلى عدم التخلی عن السیادة على الحرم الشریف".
واتهمت مصر بعدم مراقبة حدودها بشکل یحول دون تهریب الأسلحة إلى الفلسطینیین، "لا نفهم موقف القاهرة الواهن فیما یخص تهریب الأسلحة لحرکة حماس، فعلى الرغم من الحد من عدد القوات المصریة على طول الحدود، فإن المعاهدة لا تعقد الجهود التی تبذلها القاهرة لتأمین ممر فیلادلفیا، وعلى الرغم من وجود دعم تکنولوجی من الولایات المتحدة وأوروبا تدفقت الأسلحة من الناحیة العملیة دون هوادة".
وانتقدت رفض مصر التی تتوسط بین إسرائیل والفلسطینیین للربط بین التوصل لاتفاق تهدئة وإطلاق سراح الجندی الأسیر جلعاد شالیط، "نحن لا نفهم لماذا تجاهد مصر لتحقیق وقف إطلاق النار بالقطاع مما یعزز من قوة حرکة حماس وترک جلعاد شالیط فی براثنها، ولا نفهم لماذا ترفض القاهرة السیطرة على حدودها بین قطاع غزة وسیناء ووقف البنادق والإرهابیین فی الوقت الذی تسمح فیه بأمور أخرى کی تمر من هناک".
کما طالبت مصر بالضغط على "حماس" لتلبیة شروط اللجنة الرباعیة، متسائلة "مصر تحاول مرة أخرى تعزیز المصالحة بین حماس وفتح، فلماذا لا تشترط على حماس تلبیة مطالب المجتمع الدولی لنبذ العنف والاعتراف بإسرائیل والالتزام بالاتفاقات التی وقعتها القیادة الفلسطینیة"؟.
واستطردت، قائلة: "یمکن أن نقدر نحن الإسرائیلیین البرود السیاسی المصری تجاهنا وتجاه بلدنا بأنه نتیجة التأثر بمجموعة معقدة من العوامل الخارجیة والداخلیة، لکن على الرغم من ذلک فإننا لا نعی لماذا تشن مصر اتهاماتها فی المحافل الدولیة ضد إسرائیل، لماذا تعزز الصور النمطیة السیئة للیهود داخل إعلامها".
وتطرقت الصحیفة إلى الانفجار الأخیر فی منطقة حی الحسین بقلب القاهرة، مضیفة "عندما انفجرت قنبلة بدائیة فی القاهرة الإسلامیة یوم الأحد وأدت إلى مقتل سائح فرنسی، کان لهذا أصداء فی القدس، کنا مضطربین لأن البعض أرجع الهجوم إلى "الإحباط" من مصر وعدم فعالیتها فی الرد على الهجوم الإسرائیلی على غزة".
م/24
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS