تقریر قدسنا : فلسطینیو الداخل یحیون یوم الأرض الخالد
فلسطین المحتلة 48- تقریر خاص وکالة قدسنا للأنباء
یحیی الیوم الاثنین 30-3- الفلسطینیون فی الداخل الفلسطینی وکذلک غزة والضفة الغربیة والنقب المحتل، الذکرى ال33 لیوم الأرض الخالد، حیث أکد الفلسطینیون على حق الهویة والتمسک بالأرض رغم کل الصعاب التى یواجهونها فی الداخل، نتیجة العنصریة الصهیونیة التی تلاحقهم، مراسل وکالة قدسنا للأنباء فی الداخل ، اعد هذا التقریر الذی یلقى الضوء على أجواء یوم الأرض الخالد".
حیث قال النائب مسعود غنایم عن القائمة الموحدة والعربیة للتغییر " أن یوم الأرض 1976 یعتبر من المحطات الهامة فی تاریخنا کأقلیة عربیة داخل دولة إسرائیل؛ والسبب فی ذلک یعود لکونه أول استجابة لتحدی نکبة 1948. لقد فرضت هذه النکبة على الشعب العربی الفلسطینی تحدیا کبیرا تمثل فی تشرید معظم الشعب الفلسطینی خارج وطنه، والأهم أنه تمثل بتحول شعب کان أکثریة فی وطنه إلى أقلیة تحکمها أکثریة یهودیة کانت لوقت قریب تعیش کأقلیة فی هذه البلاد.
مضیفا " إن تحدی دولة إسرائیل کدولة یهودیة تسیطر فیها الأکثریة الیهودیة على السلطة وعلى الأرض والموارد، بینما تعیش أقلیة عربیة على هامش هذه الدولة، استوجب ردا من الأقلیة على هذا التحدی. ولا زلنا کعرب فی هذه البلاد نحاول بلورة استجابة خلاقة لهذا التحدی، وکان یوم الأرض من أولى محاولات تکوین استجابة فاعلة لمحاولة تهوید المکان والإنسان، الذی یحاول المشروع الصهیونی فرضه علینا.
موضحا" بانه فی یوم الأرض 1976 قاومت الجماهیر العربیة محاولة تهوید منطقة الجلیل تحت شعار وحجة تطویر الجلیل، وهکذا ومن یومها اکتشفنا أن کل تطویر بلسان الحکومات الإسرائیلیة عندما یتعلق بالعرب یقف من ورائه محاولة تهوید ، و کانت مصادرة آلاف الدونمات من الأرض تمهیدا لمخطط أصبح معروفا وکشفته منذ عام 1976 ما سمی بوثیقة کینغ الذی کان متصرفا للواء الشمال، وثمار هذا المشروع ما زلنا نعانی منه فی الجلیل على سبیل المثال بمحاصرتنا عن طریق المجالس الإقلیمیة وعلى رأسها المجلس الإقلیمی مسجاف الذی یحد من امتداد القرى والمدن العربیة التی یحیط بها کالأخطبوط من جمیع الجهات.
بینما قال الشیخ إبراهیم صرصور – رئیس الحرکة الإسلامیة " ان الأرض هى وطن ووجود وهویة ، وان مشیئة الله سبحانه اقتضت أن تکون ( الأرض ) مستقر آدم علیه السلام حینما خرج من الجنة ، والمحیط الذی یعیش فیه الإنسان ، والدار التی جُعِلَتْ له امتحانا وابتلاء ... منها خلق الله تعالى أبا البشر وذریته وإلیها یعودون بعد الموت، ومنها یُخْرجون یوم البعث والحساب... تماما کما قال الله: " منها خلقناکم، وفیها نعیدکم، ومنها نخرجکم تارة أخرى." ... صدق الله العظیم".
وأضاف" أنأرضا وعالما بهذه الصفات لحقیق أن یفتدى بالأرواح ، وأن یحمى بکل عزیز ... کیف لا وهی مدخلنا إلى الجنة ، وسُلَّمُنا إلى الخلود الأبدی ، وطریقنا إلى رضوان الله ... لذلک لم یکن غریبا أبدا أن یجسد الرسول الأکرم أعظم صورة لحب الأرض على اعتبارها الوطن والهویة ، حینما اضطر تحت ضغط إرهاب قومه وقسوتهم أن یخرج من مکة بلده الذی أحب ، فما لبث غیر بعید حتى وقف على مکان مشرف ، ثم نظر إلى مکة وعینه تدمع وقال : ( والله یا مکة إنک لأحب أرض الله إلى قلبی ، ولولا أن اهلک أخرجونی منک ما خرجت . ) ... ظل هذا الحب لمکة على قوته فی قلبه علیه السلام وفی قلوب أصحابه وهم یعیشون فی المدینة ، وکم عبروا عن هذا الحب فی مناسبات کثیرة امتلأت بها کتب السیر والتاریخ رغم السعة والسعادة التی تمتعوا بها فی المدینة المنورة ، حتى حقق الله لهم العودة على بساط العبودیة لله والخضوع الکامل لشرعة".
بدوره دعا التجمع الوطنی الدیمقراطی فی مدینة الطیرة الأهالی للمشارکة فی فعالیة إحیاء ذکرى یوم الأرض الـ33، الیوم الأثنین، التی تشمل غرس أشجار زیتون فی أنحاء مختلفة من المدینة.
وقال التجمع: "إن ذکرى یوم الأرض هذا العام تحل فی ظروف حرجة یمر بها شعبنا الفلسطینی سواءً فی الداخل أو الضفة الغربیة والقدس وقطاع غزة والشتات، وخصوصاً إستمرار الصراع الفلسطینی الداخلی وإرتفاع منسوب العنصریة والفاشیة فی إسرائیل المتمثلة بحکومة نتنیاهو – لیبرمان، ومحاولات نزع شرعیتنا کمواطنین أصحاب البلاد الأصلیین ومحاولات فرض واجب الولاء علینا للدولة الیهودیة أی للمشروع الصهیونی العنصری المعادی للعرب، إضافة لإستمرار مخططات المصادرة والهدم فی الداخل کما فی الضفة والقطاع وإن أختلفت الأسالیب والذرائع".
من جهته أکد عضو الکنیست الجبهوی د. عفو إغباریة على دور الشیوعی الدور البارز والمسؤول فی التصدّی لمؤمرات الترحیل ونجح عام 1948 بإعادة آلاف المواطنین الذین نزحوا عن قراهم إلى الدول العربیة وکان لخالد الذکر المحامی حنا نقارة الدور الطلیعی فی معرکة الهویات وتثبیت الناس فی أرضهم وبلدهم. وخوض معرکة کفاحیة طویلة ضد مصادرة الأراضی العربیة، وکان القابلة الشرعیة لیوم الأرض الخالد الذی أصبح یوماً وطنیاً عالمیاً".
أما الکاتب الدکتور عدنان بکریه عقب قائلا" لقد انطلقت فکرة التهوید قبل یوم الأرض عام ستة وسبعین وکانت وما زالت على أجندة الحکومات الإسرائیلیة المتعاقبة والتی ما فتئت تبرمج الخطط والمشاریع والمؤامرات لتجرید المواطنین العرب مما تبقى لهم من أراضی .. تارة تحت یافطة تطویر الجلیل وتارة أخرى تحت یافطة إنعاش المناطق العربیة !! لکن الهدف یبقى سلب ما تبقى من أراضی لبناء المناطر الاستیطانیة لمقاومة الخطر الدیموغرافی الذی یهدد یهودیة الدولة !! ولتضییق الخناق على الأقلیة الفلسطینیة هنا بهدف تطویعها وتدجینها وعزلها عن قضایا الأمة العربیة وشعبنا الفلسطینی .
وأضاف" أن قضیة الأرض والوجود شکلت محور صراع دائم بین الصهیونیة والشعب الفلسطینی.. وکان طبیعیا أن یدافع الفلسطینی هنا عن أرضه التی تعتبر عنوان وجوده ومرکب بقائه فی الوطن.. کان من الطبیعی أن تنتفض الجماهیر دفاعا عن الأرض والوجود.... دفاعا عن حقها فی البقاء .. فلو استطاعت إسرائیل مصادرة الأراضی التابعة للأقلیة الفلسطینیة هنا لأقدمت لاحقا على تهجیر جزء کبیر من أبناء شعبنا حفاظا على نقاء الدولة ویهودیتها ...لکن إصرار الفلسطینی على الدفاع عن أرضه ووجوده فاجأ قادة إسرائیل .
وفى ختام تقریرنا نذکر أن یوم الأرض 1976 والذی بدأ کإضراب وانتهى بسقوط ستة شهداء وعشرات الجرحى وهم بلغت حصیلة انتفاضة یوم الأرض ستة من الشهداء الفلسطینیین الأبرار الذین رووا بدمائهم الطاهرة أرض الآباء و الأجداد وهم :خیر یاسین من عرابة ، وخدیجة قاسم شواهنة من سخنین ، و محسن طه من کفر کنا ، ورجا أبو ریا من سخنین ، وخضر فلایلة من سخنین ، ورأفت علی زهیری "من مخیم نور شمس بالضفة الغربیة واستشهد فی الطیبة وأصیب 49 مواطنا فلسطینیا بجراح ، واعتقل 300 مواطن فلسطینی و أصیب 20 من شرطة وجنود العدو الإسرائیلی ، کان بدایة العمل على تنظیم الأقلیة العربیة الفلسطینیة وترتیب أوراقها، وبدایة العمل المنظم فی مواجهة سیاسة الحکومات الإسرائیلیة تجاه العرب فی هذه البلاد. وأثبتت أحداث یوم الأرض أن هناک حاجة ملحة لتوحید القوى العربیة فی البلاد وضرورة انطلاقها من تحت سقف واحد لیصبح لدیها فاعلیة أکبر.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS