227 ألف عاطلاً عن العمل یعانون من سیاسیة القمع الإسرائیلی

 
غزة- تقریر خاص وکالة قدسنا للأنباء
 
ترکت الحرب الصهیونیة الأخیرة على  قطاع غزة مزیدا من المعاناة و القهر و الإذلال لشریحة العمال التی تعد من اکبر شرائح المجتمع الفلسطینی ، فالعمال الفلسطینیون مغلوب على أمرهم فی ظل الحصار و انتشار البطالة بشکل رهیب و اتساع رقعة الفقر فی قطاع غزة حتى طالت کل بیت غزی ، ولعمال فلسطین حکایات و حکایات من الماسی ترویها أدق تفاصیل حیاتهم المفعمة بالحرمان و القهر و الجوع ، کیف لا و هم من فقدوا أعمالهم عنوة لأکثر من عشر سنوات بسبب السیاسة التی تتبعها إسرائیل ضدهم  وهم یقتاتون بما توفره لهم المساعدات الخارجیة و الکابونات التی توزعها وکالة غوث و تشغیل اللاجئین علیهم والتی بالکاد تسد جزءا من متطلبات الحیاة الیومیة للإنسان وبمناسبة الیوم العالمی لعید العمال والذی یصادف الیوم الجمعة الأول من آیار تلقى وکالة قدسنا للأنباء الضوء على حیاة عمال فلسطین.
 
احد العمال العاطلین عن العمل وهو خلیل العقاد من مدمیة خان یونس 50 عاما یشکو لوکالة قدسنا للأنباء مرارة الواقع التی یعیشه من دون عمل ویقول " کنت اعمل فی احد المصانع فی المنطقة الصناعیة و کنت أتقاضى راتبا یکفینی والحمد لله ولکن وبعد الأحداث الانتفاضة و ما تبعها من إغلاق للمنطقة الصناعیة أمام العمال الفلسطینیین فقدت عملی و أصبحت عاطلا عن العمل لا استطیع أن أوفر لقمة العیش لعائلتی المکونة من عشرة أفراد بالإضافة إلى والدی وأنا المعیل الوحید لهم ، طرقنا أبوابا عدة بحثا عن عمل و لکن دون جدوى و مما زاد الطین بلة و ازدادت ظروفا مأساویة الحرب على غزة و الحصار المفروض على القطاع ، أصبح الأغلبیة العظمى من العمال لا یعیشون و یقتاتون لقمة الخبز عن طریق المساعدات الخارجیة التی توزعها وکالة الغوث ، نحن عمال فلسطین نطالب العالم فی یوم عیدنا ان یلتفتوا لقضیتنا و إیجاد حلول تساعدنا على العیش الکریم "
 
عامل أخر شارک بمسیرة الیوم الخمیس فی ساحة الجندی المجهول وسط قطاع غزة وهو أنور حسن عابد 43 عاما یقول و تبدو على ملامحه الحسرة و الشقاء " کنت اعمل فی مجال البناء و کما أنت ترى الحال واقف و إسرائیل تمنع دخول مواد البناء منذ فترة طویلة الى قطاع غزة ،  وتوقفت کل مشاریع البناء  حتى بعد الحرب على غزة و ما خلفته من دمار و خراب فی المبانی نحن بحاجة إلى إعادة الاعمار  ولکن تعنت إسرائیل تسبب لنا کثیر من الضرر و الویلات ، أصبحنا مشردین نبحث عن المساعدات و الکابونات بعد أن کنا نعمل و نکسب ، الیوم لا احد یعمل ، نطالب الدول العربیة و کل الجهات المسئولة أن یمارسوا ضغوطا على إسرائیل لکی تفتح المعابر و تعود الحیاة للبلد کما کانت "
 
أما العامل فؤاد ضهیر من مدنیة رفح جنوب قطاع غزة  فیقول " حسبنا الله و نعم الوکیل ، نحن العمال نحارب بلقمة عیش أطفالنا ، ما ذنبنا أن نجلس فی البیوت کالنساء ننتظر المساعدات  لکی نأکل ، أنا واحد من الناس أقلک و بکل أمانة و صدق أعیل اثنی عشر فردا ، کان ابنی الکبیر یدرس فی الجامعة فی السنة الثالثة ولکنه توقف عن الدراسة ، لأننی لم أتمکن من توفیر له القسط الجامعی ، أحیانا  أقوم ببیع الکعک أو البسکویت أو الترمس على شاطئ البحر لکی استطیع أن أؤمن القلیل من متطلبات عائلتی و الأطفال لا ترحم فمن حقهم أن یعیشوا کباقی أطفال العالم  ویعیشوا طفولتهم بدون حرمان أو جوع .
 
فی عید العمال نطالب کل الجهات المسئولة أن تساعدنا بإیجاد فرص عمل ، نحن لا نرید أن نبقى نعیش على المساعدات نرید أن نعمل  و نوفر لأولادنا احتیاجاتهم بعرق جبیننا و مجهودنا و لیس منة من احد  ، نرید أن نعیش بکرامة
 
یذکر أن الجهاز المرکزی للإحصاء الفلسطینی، أفاد الیوم، بمناسبة الأول من أیار الذی یصادف عید العمال العالمی، بأن 648 ألف عاملاً و 227 ألف عاطلاً عن العمل فی الأراضی الفلسطینیة عام 2008.
وأوضح الإحصاء خلال استعراضه أوضاع وظروف العمل والعمال فی الأراضی الفلسطینیة، حیث یطل علینا والأراضی الفلسطینیة تمر فی ظروف بالغة التعقید من الناحیة الاقتصادیة، أن المشارکة فی القوى العاملة تعتبر مؤشراً أساسیاً لمدى نشاط سوق العمل وفاعلیته فی توفیر فرص العمل.