قدسنا ترصد معاناة الفلسطینیین من سکان الضفة الغربیة على معبر الکرامة
قدسنا ترصد معاناة الفلسطینیین من سکان الضفة الغربیة على معبر الکرامة جراء الإجراءت الإسرائیلیة المجحفة
الضفة الغربیة – تقریر خاص وکالة قدسنا للأنباء
یعانی الفلسطینیون أثناء تنقلهم عبر الحدود مع الأردن من خلال معبر الکرامة، والحدود مع مصر من خلال معبر رفح، وذلک منذ احتلال الضفة الغربیة وقطاع غزة وسیطرة السلطات الإسرائیلیة على الحدود والمعابر فی سنة 1967 . ولم یحدث أی تطور ملموس على حریة حرکة المواطنین الفلسطینیین عبر تلک المعابر بعد توقیع الاتفاقات الفلسطینیة الإسرائیلیة فی سنة 1993 . وازدادت معاناة الفلسطینیین بصورة حادة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى2000 ،و فی سلسلة التقاریر الذی تعدها وکالة قدسنا للأنباء، حول المعابر التی تربط فلسطین بدول الجوار، نخصص هذا التقریر حول معبر الکرامة فی ظل الإجراءت الإسرائیلیة المجحفة.
معبر بثلاث مداخل، هکذا یمکن أن نصف لقرّاء وکالة قدسنا للأنباء ما یعرف باسم معبر " الکرامة لدى الفلسطینیین" ومعبر اللنبی لدى الإسرائیلیین، ومعبر الشیخ حسین لدی الأردنیین"، فإذا کنت فلسطینیا ترید الذهاب إلى الأردن انطلاقا من أریحا یجب أن تدخل من مدخل الکرامة وکذلک العکس أیضا، أما إذا کنت إسرائیلیا أو من سکان مدنیة القدس المحتلة فیحضر علیک مدخل الکرامة بل یسمح لک الدخول من مدخل اللنبى وأیضا العکس، إما إذ کنت مواطنا أدرنیا وأنت فی زیارة للضفة الغربیة فکلا المدخلین لا یسمح لک بعبورها فقط تعبر من مدخل " الشیخ حسین، وکذلک العکس للمواطنین الأردنیین القادمین إلى الضفة، وهنا ننوه بأنک إذا کنت مواطنا أردنیا وترید القدوم لإسرائیل یسمح لک فقط أن تدخل من مدخل اللنبی ولیس من مدخل الکرامة أو الشیخ حسین".
محمد 29 عاما من سکان جنین یقول" أنا کمواطن ضفاوی یسمح لی بالدخول إلى الأردن عبر معبر الکرامة دون الحصول على تأشیرة بذلک ، فقط کل ما أفعله هو استخراج تصریح من وزرة الداخلیة فی رام الله وأدفع فقط 50 شیکل، ولکن العقبات الرئیسة دوما لدى الجانب الإسرائیلی، وتحدیدا من المخابرات التی تحاول أن تنغص على المسافرین ".
وقبل التطرق إلى المعاناة من الطرف الإسرائیلی ، سجلت شهادة للمواطن حمزة جبر 25 عاما وهو من سکان غزة ویعیش أهله فی الأردن فیقول، أنا قدمت مع شرطة السلطة إلى قطاع غزة، ولکی أذهب إلى الأردن یجب أن احصل على ما یسمى " بورقة عدم ممانعة"، وهذه الورقة تستخرج من قبل السفارة الأردنیة فى رام الله، بحیث یکون مضمونها أن هذا المسافر مسموح له بدخول الأراضی الفلسطینیة دون مشاکل وتکون موقعة من قبل السفیر الأردنی لدی السلطة الفلسطینیة ".
لا أرید ان اذکرآراء متعددة لأنها ستکون متشابه حول طریقة الخروج من الضفة الغربیة إلى الأردن، لکن سأرکز الآن على المعاناة التی یعیشها المواطنون الفلسطینیون على المعبر بسبب سیاسیة الاحتلال الإسرائیلی بحقهم ، وما یترکب من جرائم منافیة لمواثیق حقوق الإنسان الدولیة ، ولعل أبرز هذه المعاناة تتمثل فى الإغلاق المفاجئ للمعبر من قبل إسرائیل، دون أی سبب یذکر ، ودوما لدیها حجة" أسباب أمنیة وأعیاد".
خلیل عمره 45 عاما ویعمل تاجر ملابس بین الضفة الغربیة والأردن یقول" حینما قررت السفر قبل فترة إلى الأردن، وجهّزت اوراقى طُلب منی مقابلة ضابط المخابرات الإسرائیلی، وحینما ذهبت للضابط المتواجد على المعبر هددنی إما بالعمل معهم أو منعی من التجارة وسحب رخصتی ، رفضت عرض الضابط وتم منعی من المغادرة ".
وما قامت به إسرائیل قبل یومین من منع لوفد سیاسی من المغادرة، حیث أفادنا نهاد أبوغوش عضو اللجنة المرکزیة للجبهة أن مخابرات الاحتلال منعت خلال الأسبوع الماضی کلا من ماجدة المصری عضو المکتب السیاسی للجبهة، وندى طویر ورسمی عبد الغنی والدکتور نهاد الأخرس أعضاء اللجنة المرکزیة من السفر حیث کان بعضهم فی طریقه لحضور مؤتمرات دولیة والبعض الآخر للمشارکة فی اجتماعات مخصصة لبحث نتائج الحوار الفلسطینی، من السفر عبر معبر الکرامة إلى الأردن، وأعادتهم من دون إبداء الأسباب.
وهذا التصعید الإسرائیلی ومنع المسافرین عمل مقصود یهدف دوما، إلى المزید من محاصرة المواطنین الفلسطینیین والتضییق على معیشتهم .
ومن الجدیر ذکره بأنه بعد أن خضعت الضفة الغربیة بعد حرب عام 1948 للحکم الأردنی أصبحت کافة الأراضی الفلسطینیة تخضع لسیطرة الإحتلال الإسرائیلی، الذی إعتبر کافة المناطق المحتلة مناطق مغلقة لا یجوز الخروج منها، إلا بعد الحصول على تصریح خاص. وأصبح جسر الملک حسین (معبر الکرامة) على الحدود الأردنیة المنفذ الرئیسی للفلسطینیین فی الضفة الغربیة إلى العالم الخارجی، و فی أعقاب حرب عام 1967 ، أنشأت سلطات الإحتلال الإسرائیلیة جسر الملک حسین (معبر الکرامة)، لیکون ممرًا للعبور بین الضفة الغربیة وقطاع غزة من جهة والأردن من جهة أخرى. وجاء إفتتاح هذا المعبر بعد حوالی ستة شهور من بد ء الاحتلال، وتحدیدًا فی1967/12/11 ، وذلک بموجب الأمر العسکری رقم " 175 "، الذی سمی "أمر بشأن محطة إنتقال" ، ونص على التالی: "یجوز لوزارة الداخلیة وشرطة إسرائیل أن تقیما بالقرب من جسر اللنبی الواقع على نهر الأردن محطة، تتم فیها معاملات التصاریح والتفتیش بصدد کل راغب فی الإنتقال من الضفة الشرقیة لنهر الأردن بقصد الوصول إلى دولة إسرائیل أو الإنتقال من دولة إسرائیل إلى الضفة الشرقیة لنهر الأرد ن". وصدر فی وقت لاحق الأمر رقم " 466 "، الذی أضاف معبر "دامیة" إلى جسر اللنبی، کمعبر تجاری فقط، یتم من خلاله تصدیر البضائع باتجاه الأردن، فی حین لا یجوز الإستیراد لأسباب أمنیة . ولتسهیل إنتقال الفلسطینیین القاطنین فی الضفة الغربیة إلى الخارج، أصدر الأردن بعد عام 1967 جوازات سفر أردنیة للفلسطینیین المقیمین فی الضفة الغربیة، بمن فیهم سکان القدس الشرقیة.
ویمکن تصنیف المسافرین عبر معبر الکرامة، حسب وثیقة السفر التی یحملونها على النحو التالی " حملة جواز السفر الأردنی المؤقت وبطاقة الجسور الخضراء. ، حملة جواز السفر الأردنی وبطاقة الجسور الصفراء، ویعتبر هؤلاء أردنیی الجنسیة.، حملة هویة القدس، ولا یمر هؤلاء عبر استراحة أریحا، وإنما یتوجهون مباشرة إلى معبر الکرامة. ، حملة جواز السفر الإسرائیلی، ویستطیع هؤلاء الدخول إلى الأردن عبر معبر "الشیخ حسین" أو عبر المطارات الإسرائیلیة. ، حملة وثیقة السفر المؤقتة (لیسیه باسیه)، الصادرة عن وزارة الداخلیة الإسرائیلیة، والتی تمنح للفلسطینیین سکان القدس الشرقیة، وتمکنهم من السفر عبر المطارات الإسرائیلیة.، حملة وثیقة السفر المصریة المؤقتة من سکان قطاع غز ة. ویمکنهم المغادرة عبر معبر الکرامة، إذا تمکنوا من الوصول إلى الضفة الغربیة.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS