الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

المبیدات الحشریة فی غزة لها تأثیراً مدمراً على التناسل

 22 طفلا من قطاع غزة أصیبوا بالسرطان منذ مطلع العام الحالی، ؟ فقطاع غزة من أکثر المناطق عرضة للإصابة بأنواع السرطانات المختلفة.

قدسنا للأنباء /وکالات

ما دور الاحتلال الإسرائیلی فی هذا الأمر؟ وهل هناک رعایة کافیة یستحقها من یفقدون حواسهم واحدة تلو الأخرى لا لسبب سوى أنهم یعیشون بأخطر المناطق وأکثرها انفتاحاً على المواد المسرطنة کالمبیدات الحشریة المحرمة دولیاً والمهربة من إسرائیل والأنفاق...مع الاشارة الى انها قد تکون سبباً ولیست السبب الکامل للاصابة بالسرطان فی قطاع غزة.

د. عوض الهالول نائب رئیس قسم الدم والأورام فی مستشفى عبد العزیز الرنتیسی التخصصی للأطفال بغزة أکد ان المبیدات الحشریة قد تکون احد الأسباب المسرطنة، مشیرا إلى أن اکثر حالات الإصابة بالسرطان بین الأطفال تم تسجیلها فی شمال وجنوب القطاع حیث الأراضی الزراعیة والحمامات البلاستیکیة التی یحرص مزارعو القطاع على امتلاکها لإنضاج خضرواتهم والفواکه قبل الموعد ومن ثم حصادها.

الخیار والکوسا والفراولة " التوت الأرضی" هی أکثر المزروعات التی یتم رشها بالمبیدات الحشریة، وقد تم تسجیل اصابة 22 طفلا منذ مطلع العام الحالی بالسرطان أکثرهم بسرطان الدم " اللوکیمیا"، وتبلغ نسبة الحالات المستلمة منذ مطلع العام الحالی 2009 أکثر من نصف عدد الحالات المستلمة طوال عام 2008 ، خاصة فی المناطق التی تعتبر زراعیة فی قطاع غزة وهی مناطق الشمال والجنوب.

الهالول أکد أن جزءا کبیرا من المبیدات یحتوی على مواد سامة ومسرطنة، وفی حال لم یتم الالتزام بالکمیات والجرعات والشروط اللازمة لاستخدامها وفقاً للمعاییر والمواصفات الدولیة فحتماً ستکون سبباً مباشراً فی الإصابة بالسرطانات.

من أنواع السرطانات التی ممکن أن تکون المبیدات سبباً للإصابة بها سرطان الدم " اللوکیمیا " و سرطان
الغدد اللمفاویة، و الملاحظ لدینا بأن أغلب حالات سرطان الدم هی من مناطق زراعیة ما یدعم بأن المبیدات قد
تکون سبباً رئیسیاً للإصابة بالسرطان.

من المعروف بأن فئة الأطفال هی الفئة الأکثر عرضة للإصابة بالأمراض اذ أن الجهاز المناعی لدیهم اضعف بکثیر من الأشخاص البالغین ، کما أن أجسامهم لدیها قابلیة للتشبع بالسموم التی تعتبر عالیة جداً إذا ما قورنت بقابلیة الأشخاص البالغین، فضلاً عن أن عامل الحرص والاحتیاط لدیهم للابتعاد عن المخاطر أو استنشاق الغازات أقل بکثیر من الأشخاص البالغین.

کما یمکن الإصابة بالسرطان نتیجة الاستخدام المفرط للمبیدات ویتم ذلک عن طریق تناول غذاء ملوث و یحتوی على نسب کبیرة وزائدة من السموم مثل الخضار و الفاکهة، أو من خلال التعرض لاستنشاق السموم المنبعثة من المبیدات الزائدة فی المناطق الزراعیة لفترات زمنیة طویلة.

و وفقاً لمدیر مرکز الأورام بالقطاع د. خلیل حمدان فإن هناک عوائق تعطل عمل قسم الدراسات بالمرکز.

وفیما اذا کانت المبیدات الحشریة سببا من أسباب الإصابة بالسرطان قال حمدان:" لا یمکن الحکم على هذا الأمر دون القیام بدراسته فی المختبرات وقیاس مدى احتواء الخضروات والفواکه المزروعة فی قطاع غزة على نسب معینة من المبیدات مما قد یشکل أحد أسباب الإصابة بهذا المرض.

مدیر عام وقایة النبات والحجر الزراعی فی وزارة الزراعة بغزة المهندس زیاد حمادة أکد على أن الاصابة بالسرطان لا تتعلق فقط بالمبیدات الحشریة التی قد تکون أحد أسبابها فی حال استخدمت المبیدات السامة بکثرة ولم تراعى فیها فترة الأمان ولکنها لیست السبب الحاسم مشیرا الى ان قطاع غزة توافرت فیه بیئة خصبة للإصابة بالسرطان فی السنوات القلیلة الماضیة کالزیوت التی کانت تستخدم للسیارات والدخان المنبعث منها والمواد الکیماویة المختلفة والهرمونات المختلفة المستخدمة صناعیا بالمواد الغذائیة وغیرها من أسباب مختلفة لاسیما أثناء الحرب الأخیرة على غزة وما استخدم به من أسلحة.

وینتشر فی قطاع غزة 80-90 محلاً لبیع المبیدات الحشریة وهذه مراقبة من قبل وزارة الزراعة التی فقدت معظم طاقم قسم النبات والحجر الزراعی الذی کان تعداده 150 موظفاً لیصبح عشرة فقط خمسة منهم مراقبین داخل الوزارة والآخرین موزعین على المحافظات یقومون بمراقبة المزروعات وما یتم رشه من مبیدات.وحسب حمادة فإنه یجری الوقت الحالی إعادة ترتیب وضع المحلات التجاریة للمبیدات ومراقبتها و التأکد من الحصول على التراخیص اللازمة واستیفاء الأمور القانونیة المطلوبة، وإجراء عملیة جرد للمبیدات الموجودة و الرقابة على أسعارها.

أشار حمادة أن مختبرا واحدا لفحص المزروعات والمورد من قبل الاحتلال لقطاع غزة وهذا المختبر کما یقول اشخاص غیر مفعل ولم تقم الحکومة الأسبانیة التی مولت إنشاءه بتطویره فی حین لم یستطع الخبراء الأسبان مؤخرا دخول غزة ومنعوا من قبل الاحتلال الإسرائیلی وبالتالی فإن الفواکه والخضار الموردة للقطاع عبر معابر الاحتلال لا یتم فحصها وتحلیل بواقی المبیدات الحشریة علیها نظرا لضعف الإمکانات وانعدامها أصلا.

الضمیر استشارت وزیر سلطة جودة البیئة سابقاً د. یوسف أبو صفیة الذی أکد لها أنه یأکل الفواکه والخضار الموردة من الاحتلال بعد یومین من مکوثها بثلاجة منزله حیث تکون بقایا المبیدات کما أشار قد تحللت وبالتالی فإن خطرها قد یکون أقل.

ابو صفیة أکد أن جمیع الفواکه التی تصل لقطاع غزة من إسرائیل هی مخزنة منذ فترات طویلة وهی مخصصة لقطاع غزة فقط و لا یتم استخدامها داخل إسرائیل، کما لا یوجد أی إمکانیات فی القطاع لفحصها ومعرفة هل تحتوی على بقایا مبیدات أم لا.

المزارعون فی غزة متعجلون لقصف محصولهم وکما یقول أبو صفیة فإنه من المعروف انه لکل مبید فترة أمان معینة فبعد القیام برش المحصول یجب الانتظار لفترة معینة قبل قطفه واستهلاکه، مثلا مبید النیمکور فترة الأمان له هی ثلاث شهور بعد وضعه فی التربة، ولنستطیع أکل المزروعات بأمان وبدون أی مخاطر على الصحة یجب الانتظار لانتهاء هذه الثلاثة أشهر، ولکن للأسف فی الوقت الحالی یتم استخدامه بطریقة خاطئة من قبل المزارعین ویتم قطف المزروعات قبل انتهاء فترة الأمان، وللتأکد من ذلک یجب القیام بفحص المزروعات لکن للأسف لا تتوفر الأجهزة و المعدات لعملیة الفحص فی القطاع، الأمر الذی یزید من خطورة الوضع و یمنع مراقبة المزروعات باستمرار من حیث احتوائها على بقایا المبیدات.

ویشیر ابو صفیة إلى أن المزارعین بالقطاع أیضاً یستخدمون مبیدات منتهیة الصلاحیة مما یزید من مخاطر وآثار المبیدات کونها تتکسر وتتغیر طبیعتها ویصبح ترکیبها مجهول وتتکون وفقاً للظروف الطبیعیة، حیث یصعب معرفة ماهیة هذه المبیدات بعد تکسرها ویصبح تأثیرها اخطر بکثیر.

ودون التطرق لأسماء هذه المبیدات فإن خطرها الصحی کبیر ویمکن للمبیدات الحشریة الهیدروکربونیة أن تخترق بسهولة حاجز المشیمة فی جسم الأم، وقد تکون الکیماویات التی یتلقاها الصغار بهذه الطریقة صغیرة إلا أن ضررها أکبر باعتبار أن الأطفال عرضة للتسمم أکثر من الکبار.

ویؤکد أبو صفیة أنه ثبت أیضاً بشکل قاطع أن لهذه المبیدات تأثیراً مدمراً على التناسل لدى الرجل والمرأة، وانخفاض الخصوبة لدى السیدات و الرجال، حیث یتم تخزین المواد السامة فی الخلایا الجنسیة وفی الأنسجة عند الرجال، أضف لذلک فإن تراکم متبقیات المبیدات یؤدی إلى تضخم فی الکبد واضطرابات وظائفه ،وظهور أعراض تصلب الشرایین واضطرابات الأعصاب الطرفیة المتعددة ،وحدوث اضطراب فی کهرباء الدماغ، إضافة إلى ازدیاد حالات سرطان القولون والکبد فی الأعمار الصغیرة تحت سن 30 کما تسبب سرطانات الجلد والرئة ، وقد أکدت عشرات الدراسات أن تراکم العناصر الثقیلة مثل الرصاص والزنک والکادمیوم فی التربة وامتصاص النبات لها انتقل عبر المواد الغذائیة إلى الإنسان والحیوان معاً، فیما انتقل قسم من هذه المواد إلى المیاه الجوفیة مما أدى إلى تسممها فضلاً عن أن الإفراط فی استخدام هذه المبیدات أدى إلى القضاء على قسم کبیر من الحشرات والطیور النافعة والأسماک فی البحیرات.

فی قطاع غزة یبلغ مجموع المبیدات المستهلکة 282 طنًا فی السنة منها 182 طنًا من میثیل البروماید الذی یلوث المیاه الجوفیة وله آثار سلبیة على طبقة الأوزون، إلا أن اسم المبید لیس هو الفیصل بل المهم وعی المزارعین والمجتمع المحلی لهذه المبیدات وقیام الجهات المختصة بعملها لمراقبة عملیات الرش سواء داخل اللاراضی الزراعیة الواسعة أو الصغیرة أو حتى تلک خلف الخاصة خلف المنازل ویبقى السؤال کیف یمکن لقطاع غزة ان یعتمد على اکتفائه الذاتی من المزرعات والمبیدات غیر المهربة عبر الأنفاق أو المباعة من قبل الاحتلال لمزارعی القطاع وفیما اذا کان لا بد من هاتین الوسیلتین فالمطلوب فوراً هو مختبرات ذات جاهزیة عالیة لقیاس مدى خطورة هذه المبیدات على الصحة العامة.


| رمز الموضوع: 139706







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)