الثلثاء 15 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

قدسنا ترصد متاعب الحیاة و الفقر فی البیوت الفلسطینیة

قدسنا ترصد موائد رمضان فی البیوت الفلسطینیة الفقیرة فی ظل الحصار المحکم على غزة

غزة- تقریر خاص وکالة قدسنا للأنباء

الحصار متواصل و مشدد و البطالة فی ازدیاد و الفقر و الحرمان داء یستشری فی الجسد العائلات الغزیة وقد بدت أثار الحصار واضحة فی کل بیت غزی و فی کل محل تجاری و فی کل مکان ولم تعد الحیاة کما کانت قبل الحصار فالمواد الغذائیة فقدت و الملابس و المواد الکیماویة للتنظیف أصبحت صعبة المنال فی الأسواق و کذلک مواد البناء و کل لوازمه منعت من الدخول لأنها و کما یبدو تهدد امن دولة الصهاینة و الأهم من ذلک کله منع الأدویة و المستلزمات الطبیة من الوصول إلى القطاع. ونحن فی العشر الأواخر من وداع شهر رمضان المبارک و قبل ساعة من موعد الإفطار فی مدینة غزة ، رصد مراسل وکالة قدس للأنباء " قدسنا" فی مشهد حالة بعض العائلات الفلسطینیة فی جبل الریس شرق مدنیة غزة، الذی کان أکثر الأماکن تضررا من الحرب الصهیونیة على قطاع غزة و أیضا لما یعانی منه تلک المخیم من حالة البؤس و الحرمان ، طرقنا عدة أبواب حتى نسلط الضوء على مدى الفقر التی یعیشه معظم سکان هذا المخیم التعیس و کانت الصورة ابلغ من أی تعبیر یمکن أن یخطه قلم صحفی أو تلتقطه عدسة کامیرا . ربما یکون الأحوال فی کثیر من البیوت متشابهة عدد أفراد العائلة کبیر یفوق العشرة أفراد و یسکنون فی بیت صغیر متواضع من الصفیح لا یناسب للسکن أو الحیاة الآدمیة و لا یتوفر فیه ابسط الخدمات کالکهرباء أو صرف صحی و رغم ذلک فتلک العائلات متمسکین ببیوتهم رغم بساطته لأنه یحمیهم من برد الشتاء و من حر الصیف و یقولون هو أفضل من الخیمة . طرقنا بیت المواطن" أبو خلیل خضر" قبل ساعة من موعد الإفطار و إذا بالمفاجأة أن جمیع أفراد العائلة یتجمعون على مائدة طعام بسیطة التکوین من ما تیسر علیهم أهل الخیر ، یقول رب الأسرة أبو خلیل " کما ترى حالنا نحن نتناول طعام الإفطار فی الشارع، بجوار بیتنا الذی تعرض للقصف، وحاولنا بعد ذلک أن نجمع ما تبقى من البیت لإعادة البناء لکن هذا صعب علینا جدا ونحن الآن نعیش فی کرفان وبعض ألواح الصفیح. العم أبو خلیل الذی تتکون أسرته من 10 أفراد، کان یحدثنا وهو شارد الذهن ،ویتأمل حال بیته، وللحظات غررت عیونه بالدموع، وهنا لم نحتاج للحدیث، ففضلنا الذهاب، ولسان حالنا یقول " إلى متى ؟. وأثناء جولتنا فی جبل الرئیس کان المشاهد مؤلمة، خیام بعضها مغلق، وآخرون یشعلون النیران من أجل الطهی علیها، حیث ترک الحصار أثاره خاصة على الأسر الفقیرة فی قطاع غزة فالبضائع أصبحت نادرة و أسعارها مرتفعة و خیالیة فی معظم الأحوال و معظم أرباب البیوت لا یعملون و فقدوا أعمالهم إما بسبب الحصار أو بسبب التدمیر الذی لحق بالبنیة التحتیة للقطاع بسبب الحرب . بیت أخر دخلنا إلیه وقت الإفطار فکان أسوء من الذی قبله فقد افطر أصحابه على بعض لقیمات من النواشف و الزعتر و الدقة و أکواب من الشای ولقد کان الحرمان و الفقر واضحا معالمه على تعابیر تلک الأسرة البسیطة . وقالت لنا الحاجة أم محمد درونة التی کانت تشعل النیران لطهی طعامها وهی زوجة احد الشهداء فی الحرب الصهیونیة الأخیرة على قطاع غزة " والله یا ابنی کل یوم یمر علینا بحتار شو أجهز فطور لأولادی فالبیت کما ترى فارغ و بدک تروح تشترى من السوق خضرة أو لحوم أو فواکه مثلا فهی قلیلة فی السوق بسبب إغلاق المعابر و الحصار المفروض علینا و أسعارها نار ومش بقدرتنا انه نشتریها و نسمع باسمها ولکن و الله یا ابنی ما بنذوقها ، حسبنا الله و نعم الوکیل شو بدنا نحکی ربنا کبیر وربنا یفرجها علینا یا رب ، شو ذنب هؤلاء الأطفال إنهم ینحرموا من الأکل و الشرب ، لما کان أبوهم موجود کان حالنا أفضل من هیک بس أبوهم استشهد و ترکهم لی أطفال کیف بدی أربیهم وغیر ربنا لیس لی معین " . ربنا تکون موائد الإفطار فی شهر رمضان کثیر من البلدان العربیة و الإسلامیة تعج بخیرات کثیرة و تکفی المائدة الواحدة للإطعام عشرین بینا هنا فی قطاع غزة و ما یقذف فی مکبات المهملات أکثر مما یؤکل ، ورغم ذلک فالأسر هنا فی قطاع غزة لدیها من الکرامة و غزة النفس و لا یطلبون المعونة إلا من الله خالق العباد بان یفرج کربهم و یفک الحصار عن القطاع و یعود الرجال إلى أعمالهم لکی یوفروا لأطفالهم حیاة کریمة بکل مقوماتها " .وفی طریق عودتنا لفت نظرنا مشهد آخر لامرأة عجوز تجلس على باب احد خیم اللجوء تقید الحطب کی تعد بعض الأطعمة للإفطار و تبدو ملامح الحسرة و التعب واضحة على وجهها " فسألناها ما تفعل فقالت لنا " والله یا ابنی بطبخ لأولادی على النار شو بدنا نعمل کنا عایشین فی بیوتنا معززین مکرمین نطبخ على الغاز و نجلس فی بیوتنا ولکن الیهود حسبنا الله علیهم هم سبب شقائنا قصفوا بیتنا و شردونا فی تلک الخیم و هیک ذی ما أنت شایف حیاتنا جحیم لا تطاق و الموت أفضل من تلک الحیاة . مهما تحدثنا أو صورنا، فکل ذلک لا یعطی للواقع حقه، فحال المواطنین الفلسطینیین فی غزة لا یمکن أن یوصف ولا یمکن تخلیه، فبعد انتهاء الحرب فی 18- 1 – من العام الماضی لا تزال المشاهد حاضرة وکأنها الیوم.

المصدر : وکالة قدس للانباء(قدسنا)

انتهی / شا / 24

 


| رمز الموضوع: 139721







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)