الثلثاء 15 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

إسرائیل تتحصن بالجدران

باتت جدران الفصل العنصری التی تعتمدها إسرائیل مشهدا اعتیادیا فی حیاة الإسرائیلیین، فالهاجس الأمنی والخوف من المصیر المبهم والتحصن من الأعداء هی المسوغات التی تروجها الحکومة.وتحولت إسرائیل إلى "دولة الجدران" خلال السنوات الأخیرة, حیث أعلن رئیس الوزراء بنیامین نتنیاهو مصادقة حکومته على إقامة جدار فاصل على طول حدودها مع مصر البالغة 120 کلم بمحاذاة شبه جزیرة سیناء. 

 وسوغ نتنیاهو القرار بقوله "بدون إحاطة إسرائیل بالجدران سوف تعج الدولة بالماکثین غیر القانونیین".وتعتمد إسرائیل نموذج الجدران داخل نفوذها أیضا، وتفصل من خلالها العدید من التجمعات السکنیة العربیة فی الداخل الفلسطینی عن البلدات الیهودیة.

وأقامت الحکومات الإسرائیلیة المتعاقبة جدرانا تفصل الأحیاء العربیة عن الیهودیة فی المدن المختلطة وهی اللد والرملة ویافا.

 وأصبحت النظرة السائدة فی المجتمع الیهودی أن العرب الفلسطینیین یشکلون خطرا إستراتیجیا على یهودیة الدولة، وأن نظریة الجدار بمثابة سلاح لمحاربتهم وإقصائهم عن المجتمع الإسرائیلی.

وقال الرئیس السابق لمجلس جسر الزرقاء مراد عماش إن "الجدار أقیم خلسة باللیل وتصدینا لمحاولاتهم ببناء جدار حدیدی إضافی، وسوغوا ذلک بمبررات واهیة، لحجب صوت الأذان ومنع السرقات ولحجب المساکن الیهودیة عن منازل القریة لکی لا تنخفض أسعارها".

وأضاف عماش أن هذه الجدران تغیب العربی وتقصیه، معتبرا أنها بمثابة وصمة عار لمن یوافق على إقامتها. واستطرد "نمط الجدران أصبح ممنهجا داخل إسرائیل، ما دامت الدولة تتحصن بالجدران من الخارج".

وأشار إلى أن الجدران توسع الشرخ وتعمق دائرة الصراع والصدام الداخلی بین العرب والیهود، متسائلا "کیف یمکننا أن نقنع أولادنا المحاصرین بالجدران بحسن الجوار والتعایش والسلام مع الجیران الیهود؟".

الجدیر بالذکر أن هناک سیاجا حدودیا یتضمن کافة المرکبات الأمنیة على طول الحدود مع سوریا ولبنان، وسیاجا حدودیا مع الأردن.

 کما أن قطاع غزة محاط بسیاج حدودی محکم، بینما تم بناء 510 کلم من أصل 810 من جدار الفصل العنصری فی الضفة الغربیة وداخل الأحیاء العربیة بالقدس المحتلة.

وفی هذا الشأن قال أستاذ العلوم السیاسیة فی جامعة القدس الدکتور محمود محارب إن "إسرائیل حسمت أمرها بالجدران منذ عشرة أعوام، فالفصل مع الفلسطینیین والعرب هو المفتاح".

 وأضاف محارب :"نمط الجدران اعتمد أیضا فی الداخل  الفلسطینی، فالعقلیة الإسرائیلیة تعتمد فکر فصل العرب وإقصائهم وتحییدهم ومحاصرتهم بجدران تتحکم إسرائیل فی مداخلها ومخارجها".

وأشار إلى أن الیهود باتوا لا یطیقون رؤیة العربی أو حتى الاختلاط به، ویغیبون العرب فی الداخل الإسرائیلی عن المجتمع بالجدران, وأنه للأسباب ذاتها یتحصنون بالجدران مع الدول العربیة.

وأکد محارب أن استطلاعات الرأی للعدید من مراکز الأبحاث الأکادیمیة فی إسرائیل أشارت إلى أن 70% من الیهود یرغبون فی تهجیر العرب من إسرائیل، لافتا إلى أن الجدران وما ینعکس عنها تحمل بین ثنایاها انفجارا شعبیا.

ذوأورد الکاتب الإسرائیلی إیتان هابر فی مقالته بصحیفة یدیعوت أحرونوت أن مشروع إحاطة الدولة بالجدران ترافقه مشاعر الخوف والحذر والإنذار والهلع فالدولة محصنة ومحاطة.

وقال هابر إن "کل تجمع یهودی أقیم بفترة الانتداب البریطانی أحیط بالجدران العازلة وأبراج المراقبة، فالجدران وبرج المراقبة کانا من أهم الرموز الإسرائیلیة البارزة  فی تاریخ الدولة".

ن/25


| رمز الموضوع: 139762







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)