الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

فشل دیبلوماسیة واشنطن تجاه إیران

فشل دیبلوماسیة واشنطن تجاه إیران وتداعیاته على علاقاتها مع تل أبیب

 

تقول المعلومات والتسریبات، بأن المزید من الخلافات بدأت تظهر على خط واشنطن- تل أبیب، وذلک على خلفیة ازدواج تداعیات ملف اجتماع دمشق، وملف البرنامج النووی الإیرانی، فما هی التطورات والمستجدات الجدیدة الجاریة على خط واشنطن- تل أبیب؟

• ملف العقوبات الجدیدة ضد إیران: الانتقادات الإسرائیلیة ضد أمریکا؟

تشیر المعطیات الجاریة فی المسرح الدبلوماسی الدولی والإقلیمی إلى أن ردود الأفعال الدولیة والإقلیمیة إزاء بنود مشروع العقوبات الجدیدة کانت على النحو الآتی:

- بند مقاطعة النظام المصرفی الإیرانی: رفضت روسیا والصین الموافقة على هذا البند، وطالبت بضرورة استبداله بصیغة تطالب بتشدید الرقابة على حرکة التحویلات المصرفیة، وشددت روسیا والصین على ضرورة عدم فرض أی عقوبات أو مقاطعة ضد البنک المرکزی الإیرانی.

وأشارت المعلومات الإسرائیلیة بأن مقدمی مشروع العقوبات (أمریکا وفرنسا) قد وافقوا على إسقاط وحذف هذا البند.

- بند فرض الحظر على واردات إیران من الجازولین، ومقاطعة الغاز الإیرانی: رفضت روسیا والصین الالتزام بهذا البند.

- بند تنفیذ وفرض الحظر الکامل والشامل على تزوید إیران بالأسلحة والعتاد العسکری، وقد رفضت روسیا الالتزام بمبدأ الحظر الکامل والشامل، وأکدت على إمکانیة القبول بالحظر الجزئی المحدود فقط.

هذا، وتقول المعلومات والتسریبات، بأن واشنطن تدرس بالتعاون مع فرنسا وبعض حلفاءها الغریبین، إمکانیة التوصل إلى صیغة جدیدة للعقوبات تتضمن الآتی:

. امتناع أمریکا وحلفاءها الغربیین عن تزوید منشآت النفط والغاز الإیرانیة بقطع الغیار والأجهزة والعتاد، بما یؤدی إلى إلحاق الأضرار بصناعة النفط والغاز الإیرانیة.

. إلزام دول الخلیج الفارسی والسعودیة، لجهة القیام بإغلاق خدمات الموانئ والمطارات والمصارف والبنوک، فی وجه المعاملات التجاریة والمالیة الإیرانیة، إضافة إلى وقف التعامل مع رجال الأعمال الإیرانیین ومنشآت دوائر الأعمال الإیرانیة.

. تشدید العقوبات ضد الحرس الثوری الإیرانی، بما یستهدف إلحاق الأضرار بالمنشآت والشرکات ومنها المجمع الصناعی العسکری التابعة له، إضافة إلى استهداف تحرکات قیاداته.

تقول التسریبات الإسرائیلیة بأن الخبراء والمسئولین الإسرائیلیین، أصبحوا أکثر قناعة بأن العقوبات الدولیة الجدیدة ضد إیران، قد أصبحت عقوبات بلا أسنان، وبالتالی فإنه لا فائدة منها، وأضافت المعلومات والتسریبات، بأن الإسرائیلیین یعتقدون، بأن السبب فی إفشال جولة العقوبات الجدیدة ضد إیران یعود إلى الأسباب الآتیة:

- تباطأت واشنطن فی الالتزام بتنفیذ وفرض العقوبات المتشددة ضد إیران، وقد سبق وأن قدم الرئیس الأمریکی أوباما فی مطلع عام 2009م الماضی وعداً لرئیس الوزراء الإسرائیلی نتیاهو بأن أمریکا سوف تسعى لفرض هذه العقوبات.

- التباطؤ الأمریکی، وکثرة تردد واشنطن، وسعی واشنطن إلى الإفراط والإکثار من المشاورات، قد أدت إلى أن تفقد جولة العقوبات الجدیدة زخم الاندفاع الذی کانت تتمتع به فی مطلع العام الماضی.. وعلى وجه الخصوص فی بلدان الاتحاد الأوروبی.

- تزاید أخطاء دبلوماسیة وزیرة الخارجیة الأمریکیة هیلاری کلینتون، وعلى سبیل المثال لا الحصر، سبق أن أعلنت الإدارة الأمریکیة والوزیرة کلینتون، بأن شهر آذار /مارس/ 2010 الحالی سیشهد تنفیذ جولة العقوبات الرابعة الجدیدة ضد إیران، ولکن الوزیرة هیلاری کلینتون عادت وصرحت تصریحاً مختلفاً، أشارت فیه إلى أن إکمال فرض جولة العقوبات ضد إیران، یحتاج إلى بضعة أشهر، ولیس بالضرورة أن یتم الأمر فی شهر آذار /مارس/ 2010م

- تردد أمریکا وتباطؤ الرئیس أوباما وإدارته، أدیا إلى تردد دول  الإتحاد الأوروبی، وأیضاً إلى إتاحة المجال أمام روسیا والصین لاستغلال الفرصة من أجل المماطلة فی الموافقة على مشروع العقوبات.

- فشلت الإدارة الأمریکیة فی حسم أزمة البرنامج النووی الکوری الشمالی، وقد أغرى ذلک إیران بالرفض والعناد، إضافة إلى أن استمرار کوریا الشمالیة کدولة نوویة، قد أتاح لها  أن تقدم الدعم النووی لإیران، إضافة إلى دعم القدرات الصاروخیة الإیرانیة.

هذا، وأضافت التسریبات والتقاریر، بأن تحرکات دبلوماسیة الرئیس الأمریکی أوباما فی الساحة الأوروبیة والروسیة والصینیة، إضافة إلى تحرکات دبلوماسیة وزیرة الخارجیة الأمریکیة هیلاری کلینتون والتی شملت منطقة الخلیج الفارسی والسعودیة، والمنطقة الأوروبیة، والصین والبرازیل والأرجنتین، لم تکن تحرکات کان حصادها هو الفشل وحسب، وإنما ساعدت فی إفشال تحرکات الدبلوماسیة الإسرائیلیة، والتی تضمنت قیام رئیس الوزراء نتیاهو بجولات زار فیها العدید من العواصم الأوروبیة إضافة إلى موسکو، وأیضاً قیام وزیر الشؤون الإستراتیجیة الجنرال موشی إیالون وحاکم البنک المرکزی الإسرائیلی ستانلی فیسر بزیارة العاصمة الصینیة بکین.

• ماذا تقول آخر التخمینات الإسرائیلیة:

برزت العدید من وجهات النظر الإسرائیلیة التی حاول الخبراء الإسرائیلیین من خلالها مقاربة ملف أزمة البرنامج النووی الإسرائیلی، وتعتبر مقاربة الخبیر الإسرائیلی إیمیلی بی لانداو، مدیر برنامج ضبط التسلح والأمن الإقلیمی فی معهد دراسات الأمن القومی الإسرائیلی التابع لجامعة تل أبیب، الأکثر أهمیة، هذا ویمکن الإشارة إلى ما أوردته هذه المقاربة ضمن النقاط الآتیة:

- توجد دلائل متزایدة بأن إیران تمضی قدماً وبشکل حثیث لجهة إنقاذ برنامجها النووی.

- أدرکت بعض الأطراف الدولیة، حقیقة الخطر النووی الإیرانی، وبدأت هذه الأطراف فی رفع أصواتها من أجل تشدید العقوبات ضد إیران.

- الموقف الدولی أصبح فی غیر صالح فرض جولة العقوبات الجدیدة ضد إیران، فالصین أصبحت ترفض مجرد فکرة فرض العقوبات، وروسیا أصبحت غیر متحمسة، أما مفوضیة الاتحاد الأوروبی، فهی ما تزال تتصرف بشکل یؤکد بأن هذه المفوضیة أصبحت تجهل تماماً حقیقة أن جولة العقوبات قد فشلت بسبب إفراغ بنود العقوبات من محتواها.

هذا، وإضافة لذلک فقد أشارت مقاربة الخبیر الإسرائیلی لانداو، إلى أن الإدراک الدولی، قد بدأ ینظر إلى أزمة الملف النووی الإیرانی، بشکل أصبح أکثر تأکیداً  لجهة أن البرنامج النووی الإیرانی برغم المخاطر والتهدیدات المترتبة علیه، فإنه من الصعب إیقافه لأنه وصل إلى نقطة اللارجعة، وفی هذا الخصوص، أشار الخبیر الإسرائیلی لانداو إلى الإدراک الدولی والإقلیمی والرسمی وغیر الرسمی، الذی أصبحت تسیطر علیه الأطروحات الآتیة:

- الأطروحة الأولى: سعى العدید من الخبراء والمسئولین فی الماضی إلى القول بأنه لا داعی لاستهداف إیران، لأنه لا یوجد أی دلیل مادی یؤکد بأن إیران تسعى من أجل الحصول على القدرات العسکریة النوویة، وطالبوا بضرورة الحصول على الدلیل والبرهان المادی قبل الإقدام على استهداف إیران.. والآن، أصبح هؤلاء الخبراء والمسؤولین ذاتهم بعد اقتناعهم بأن إیران تسعى من أجل الحصول على القدرات العسکریة النوویة، یقولون بأنه لا داعی لاستهداف إیران، طالما أن من الممکن معالجة الملف النووی الإیرانی بالطریقة نفسها التی تمت بها معالجة الملف النووی الهندی والملف النووی الباکستانی، وذلک عن طریق استخدام لعبة توازن القوى، بحیث تقوم أمریکا وحلفاؤها بنشر المزید من القدرات النوویة بما یحقق التوازن مع القدرات الإیرانیة.. ویردع الخطر النووی الإیرانی.

- الأطروحة الثانیة: ظل بعض "کبار" المسئولین فی "العواصم الکبرى والعظمى" یقولون فی الماضی، بأن "من غیر المسموح لإسرائیل أن توجه أی ضربة عسکریة إستباقیة ضد إیران إلا بعد حصول تل أبیب على موافقتهم المسبقة".. والآن بعد أن أدرک هؤلاء المسئولین الکبار حقیقة البرنامج النووی الإیرانی، فقد أصبحوا یستخدمون لهجة جدیدة، تقول بأن إسرائیل یمکنها أن تقوم بتوجیه الضربة العسکریة ضد إیران، ولکن فی هذه الحالة على تل أبیب أن تدرک بأنه من غیر الممکن لإسرائیل أن تتفادى ضربات خصومها الانتقامیة..

یقول الخبیر الإسرائیلی لانداو، بأن فشل دبلوماسیة واشنطن إزاء ملف أزمة البرنامج النووی الإیرانی، قد بدا واضحاً منذ خطوات الدبلوماسیة الأمریکیة الأولى، وذلک لجهة أن واشنطن لم تکن قادرة على تحدید إجابة واضحة للسؤال القائل: ما هو الخیار البدیل إذا فشل خیار العقوبات فی إنهاء البرنامج النووی الإیرانی؟.. ویضیف الخبیر الإسرائیلی لانداو قائلاً، بأن الدبلوماسیة الأمریکیة کانت مترددة وملتبسة إزاء تحدید الإجابة الواضحة، وبأن الطرف الوحید الذی کان یملک الإجابة الواضحة هو إسرائیل، والتی کانت تقول بکل وضوح: إذا فشل خیار العقوبات.. فإن الخیار العسکری هو البدیل.

سعى الخبیر الإسرائیلی لانداو إلى توضیح وجهة نظره التی تفضل اللجوء إلى الخیار العسکری.. وتحدیداً الخیار العسکری الإسرائیلی ضد إیران، وفی هذا الخصوص أشار الخبیر لانداو، إلى أن الضربة الإسرائیلیة ضد إیران، برغم عدم رغبة أمریکا والغرب، هی ضربة یمکن أن تتیح لأمریکا والغرب الحصول على المزید من المنافع والمزایا، والتی من أبرزها:

- إبعاد شبح المسئولیة عن أمریکا والغرب، وطالما أن إسرائیل هی التی سوف تقوم بتنفیذ الضربة، فإن الرأی العام الدولی سوف یفهم أن إسرائیل قد قامت بذلک من أجل الدفاع عن النفس.

- توجیه الضربة الإسرائیلیة ضد إیران، سوف یترتب علیه تقویض القدرات الإیرانیة، ومن ثم خروج إیران من حسابات معادلة الصراع فی المنطقة، وهذا فی حد ذاته سوف یتیح لأمریکا أن تتفرغ بهدوء لمعالجة حساباتها ومصالحها فی المنطقة دون إعطاء أی اعتبار لتأثیر العامل الإیرانی.. طالما أن تأثیره بعد الضربة الإسرائیلیة سوف یصبح صفراً.

من الواضح أن مقاربة الخبیر الإسرائیلی لانداو تفضل خیار الضربة العسکریة الإسرائیلیة، وبرغم أن لانداو قد سعى إلى توضیح الإیجابیات والمزایا التی ستحصل أمریکا على منافعها قد حدوث هذه الضربة، فإن نقطة الضعف الکبیرة فی مقاربة الخبیر العسکری لانداو تتمثل فی أنه لم یشیر إلى الأضرار والخسائر التی لن تلحق بإسرائیل وحسب.. وإنما بأمریکا أیضاً.. ومن الواضح أن الخبیر لانداو یدرک هذه الخسائر جیداً، خاصة وأنه أشار فی معرض مقاربته إلى أنه لا توجد وسیلة تتیح لإسرائیل تفادی الضربة الانتقامیة الثانیة إذا أقدمت تل أبیب ووجهت الضربة الأولى!!!.

ن/25


| رمز الموضوع: 139795







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)