فولک ینتقد قیادات من السلطة
وجه ریتشارد فولک مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فی المناطق الفلسطینیة إنتقاداً حاداً للسلطة الفلسطینیة، وقال انها طلبت تأجیل البت فی تقریره أمام مجلس حقوق الإنسان الذی یدین إسرائیل بإنتهاک حقوق الفلسطینیین، إضافة إلى طلبها منه التنحی عن منصبه.
وقال فولک فی مقابلة نشرتها وکالة 'معاً ' المحلیة ان السلطة الفلسطینیة طلبت منه التنحی عن منصبه، فی أعقاب انتقادات وجهها للسلطة، بسبب تعاملها مع تقریره المقدم للأمم المتحدة.
وکان فولک وجه انتقادات للسلطة الفلسطینیة فی أعقاب موافقتها الأولى على تأجیل البت فی تقریر القاضی ریتشارد غولدستون فی نهایة شهرکانون الاول (دیسمبر) من العام الماضی والذی یتهم إسرائیل بارتکاب 'مجازر حرب' خلال عدوانها على غزة.وأبدى فولک خلال المقابلة انزعاجه من 'ممارسات السلطة الفلسطینیة'، وأکد أنه لا ینوی الاستقالة من منصبه.
وتابع 'أشعر أنه من الضروری عدم الانصیاع لهذه الضغوطات، إذ من المفروض أننا مستقلون'. وأشار المسؤول الأممی إلى أن البعثة المشترکة للسلطة الفلسطینیة ومنظمة التحریر فی مقر الأمم المتحدة فی جنیف هی من طلبت تأجیل البت فی تقریره الذی قدمه لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول انتهاکات إسرائیل للحقوق الفلسطینیة.
وقال : رجال الرئیس محمود عباس کرروا الفعلة ذاتها(طلب التأجیل) مع تقریر أعددته . مشیراً إلى أن مبعوث السلطة الفلسطینیة إلى الأمم المتحدة إبراهیم خریشة طلب من مجلس حقوق الإنسان تأجیل مناقشة هذا التقریر حول انتهاک إسرائیل للحقوق الفلسطینیة منذ آذار حتى أیار من العام 2009.
وأرجع فولک سبب موافقة السلطة على تأجیل تقریره إلى إمکانیة تعرضها لـ 'ضغوطات' من قبل الولایات المتحدة وإسرائیل.
یشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان وافق على طلب خریشة، الذی قال بدوره فی تصریحات صحافیة ان طلب التأجیل کان بسبب أن التقریر 'ناقص ویحمل أخطاء غیر مقبولة'.
ویقتصر عمل فولک على رصد الانتهاکات الإسرائیلیة لحقوق الإنسان فی الضفة الغربیة وقطاع غزة، وکان من المفترض بعد موافقة مجلس حقوق الإنسان فی جنیف على تقریر فولک أن یحول التقریر للجمعیة العامة للأمم المتحدة وللأمین العام، لیدرس التقریر کحالة من حالات حقوق الإنسان.
وذکر فولک أن مسؤولین من السلطة الفلسطینیة ، لم یسمهم طلبوا منه الاستقالة من منصبه بدعوى أنه لم یعد قادرا على أداء مهامه منذ أن احتجزته السلطات الإسرائیلیة فی مطار بن غوریون الدولی قبل أن یتم إبعاده فی أواخر عام 2008.
وأبدى استغرابه من التناقض فی التصریحات الرسمیة وغیر الرسمیة للسلطة، وقال 'فالتصریحات غیر الرسمیة غیر صحیحة حین یقولون إن وضعی الصحی لا یسمح لی بأداء عملی أو أننی منحاز لحماس'.
یشار إلى أن عدة مؤسسات حقوقیة فلسطینیة انتقدت تأجیل تقریر فولک، وحملت السلطة الفلسطینیة المسؤولیة، وأول أمس نددت حکومة حماس فی غزة بالتأجیل واعتبرت أن ذلک یعنی 'إعدام التقریر وإقصاء صاحبه'.
ن/25