حبس صحفیة إسرائیلیة سربت وثائق اغتیالات
تواصل الرقابة العسکریة فی الکیان الصهیونی فرض حظر نشر اعتقال صحفیة إسرائیلیة متهمة بتسریب وثائق عسکریة حصلت علیها أثناء خدمتها العسکریة تکشف مصادقة الجیش الإسرائیلی على تصفیة ناشطی المقاومة الفلسطینیة.
واعتقلت السلطات الإسرائیلیة الصحفیة الیساریة " عنات کام " فی دیسمبر/کانون الأول الماضی بعد قیامها بتسریب تلک الوثائق لصحیفة هآرتس، وتواجه اتهامات بالتجسس والخیانة وتطالب النیابة العامة بسجنها فعلیا مدة 14 عاما.
وکانت کام تعمل فی موقع "واللا" التابع لصحیفة هآرتس الإسرائیلیة، واتهمت بتسریب وثائق سریة من الجیش أثناء خدمتها العسکریة للصحفی أوری بلاو فی هآرتس والذی فر من البلاد إلى بریطانیا خشیة الاعتقال.
ورغم أن الرقابة العسکریة أجازت نشر بعض تلک الوثائق نهایة 2008 فإن محکمة إسرائیلیة حظرت مطلع العام الحالی نشر اعتقال الصحفیة وتفاصیل القضیة المرتبطة بها.
وبحسب هذه الوثائق أصدر قائد لواء المرکز فی الجیش الإسرائیلی وقتها الجنرال یئیر نفیه فی مارس/آذار عام 2007 تعلیمات خاصة بفتح النار على ثلاثة من قادة الجهاد الإسلامی فی الضفة الغربیة فور تشخیصهم ودون سابق إنذار وحتى لو لم یشکلوا أی تهدید.
وفی الیوم التالی صادق قائد أرکان الجیش الإسرائیلی غابی أشکنازی على استهداف قادة الجهاد الإسلامی وفعلا استشهد أحدهم فی جنین زیاد ملیشة فی یونیو/حزیران بعد تصفیته فی عملیة زعم الجیش أنها کانت حادثة "تبادل نیران".
وأفادت مدونات إسرائیلیة أیضا بأن الاحتلال اغتال 232 فلسطینیا فی الفترة من عام 2000 حتى عام 2008 بینهم 154 مدنیا لا علاقة لهم بالمقاومة، وتعرف عملیات التصفیة تلک فی القاموس الإسرائیلی الملطف بـ"عملیات تحیید".
وتبدی أوساط إسرائیلیة واسعة انتقاداتها للرقابة العسکریة ولجهاز المحاکم الإسرائیلیة التی تصدر أوامر منع نشر تفاصیل القضیة کما فی قضایا أخرى فی الماضی، رغم أن وسائل إعلام أجنبیة ومدونات خاصة تواصل نشر تفاصیلها منذ مطلع العام.
وتستغرب بعض هذه الأوساط صدور أمر منع النشر رغم نشر الموضوع فی هآرتس قبل عامین ونصف العام وترجح أن السلطات الإسرائیلیة تستخدمه للحیلولة دون الکشف عن فضیحة جماهیریة من شأنها خلق موجة تعاطف مع کام وتخفیف عقوبتها.
ونددت رئیسة مجلس الصحافة فی إسرائیل دالیا دورنر بأمر منع النشر فی القضیة التی باتت معروفة فی العالم وذلک فی تصریح لإذاعة الجیش ووصفته بالسخیف ودعت وسائل الإعلام للالتماس ضده.
وتساءلت مجموعة ناشطین قبل شهرین أین اختفت عنات کام؟ ولکن سرعان ما تم إزالتها من الشبکة کما نقلت مدونات إسرائیلیة عن مدونات أجنبیة نشرت القصة وبعد أیام تم إنزالها أیضا.
وتم محو اسم عنات کام فی الموسوعة الإلکترونیة ویکیبیدیا بالعبریة فیما عبرت صحیفة یدیعوت أحرونوت عن عدم رضى الأوساط الإعلامیة حیال منعها من نشر القضیة.
ن/25