الاثنين 24 جمادي الثانية 1447 
qodsna.ir qodsna.ir

صبرا وشاتیلا.. لا غفران ولا نسیان

 

صبرا وشاتیلا.. لا غفران ولا نسیان

 

أبو المعتصم عبد الله

 

إنها جریمة بحق الإنسانیة.. جریمة یندی لها الجبین.. جریمة أبکت الحجر والشجر ولم تبکی عیون البشر فی هذا العالم الظالم المنحاز للجانی ضد الضحیة.. عالم مات ضمیره وغاب العدل فیه وسادت شریعة الغاب..

أشلاء تتناثر فی السماء.. تتطایر کالفراشات.. ودماء تنزف شلالات وأنهارا لتروی الأرض العطشى لتنبت ثورة.. لحم الأبریاء والضحایا تمضغه أنیاب بلدوزرات وجنازیر دبابات حاقدة غاشمة.. وجثث ملقاة فی کل مکان.. ورائحة الدم والبارود تفوح فی المکان.. إنها المجزرة البشعة.. إنها صبرا وشاتیلا..

إنهم وحوش بشریة لا تعرف رحمة ولا إنسانیة.. وحوش اجتاحت المخیم تتلذذ بالقتل والذبح والتدمیر.. مجرمون بقروا بطون النساء بالسکاکین وقتلوا الأجنة فی بطون أمهاتهم.. ولاحقوا برصاصهم الفارین من الموت فأجهزوا علیهم.. قتلوا الأطباء فی المستشفیات وأعدموا الجرحى ودمروا کل شیء فی المخیم.. إنهم عصابات الإرهابی شارون وعملاء العدو الصهیونی..

إنها مجزرة فاقت ببشاعتها کل تصور.. إنها بربریة وهمجیة الاحتلال وعصابات الإجرام الحاقدة.. إنها مذبحة مخیمی صبرا وشاتیلا... دموع اختلطت بالتراب والدم.. دموع امتزجت باللحم والعظم.. ودم خضب الأرض وکساها باللون الأحمر القانی لیثبت للعالم أجمع أن الدم والروح لیسا بأغلى من الوطن.. فالوطن أغلى من أی شیء.. وفی سبیله یهون کل شیء..

لاجئون مشردون من وطنهم لا حلم لهم إلا العودة إلى دیارهم.. فتلاحقهم فی منفاهم أیادی الغدر والجریمة لتقتلهم وتغرقهم بدمائهم ظنا منهم أن یموت الحلم.. قتلوهم ولکن لم ولن یقتلوا الحلم فینا، حلم العودة ومعانقة أرض الوطن فلسطین.. إنه حلم الشهداء الذی ارتوی بالدماء الطاهرة لینبت صمود وتحد وإصرار وأمل وحریة..

إنها سیاسة ونهج العدو الصهیونی.. فمخیما صبرا وشاتیلا لم یکونا أول المجازر الصهیونیة.. بل سبقتها مجازر کثیرة منها دیر یاسین وکفر قاسم وبحر البقر، والکثیر الکثیر.. ولم تکن آخرها، فهو احتلال غاشم یعیش على دم الأبریاء وعلى الحروب والإجرام.. وتوالت مجازره الإرهابیة ولم تتوقف لحظة.. وجریمة حرب غزة "الرصاص المصبوب" لا زالت تنزف، ولم ولن تکون الأخیرة.. فالعدو ینتهج نهجا إجرامیا وحرب إبادة ضد شعبنا.. مجزرة راح ضحیتها أکثر من اثنی عشر ألف فلسطینی لاجئ بریء لا ذنب لهم إلا أنهم فلسطینیون..

صبرا وشاتیلا.. عنوان للإجرام الصهیونی والتخاذل العالمی والصمت العربی.. فها هم الجناة لا زالوا یصرون على إجرامهم.. سفاحو بشر ارتکبوا القتل والدمار بدم بارد.. فلم تتم محاکمة الجانی بل زاد الإجرام ضد الضحیة.. فها هی الذکرى تمر والدم لا زال ینزف من خاصرة المخیم ومن قلب کل فلسطین.. وسیظل نازفا ما دام هناک احتلال.. ففی ذکری مرور 28 عام على مجزرة مخیمی صبرا وشاتیلا ستبقى الذاکرة حیة.. لا غفران ولا نسیان..

رحم الله الشهداء.. وستبقى دماؤهم نورا للثوار ونارا تحرق الأعداء.. وحسبنا الله ونعم الوکیل.

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 139873







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)