الحلقة الملیون من مسلسل وقف الاستیطان!
الحلقة الملیون من مسلسل وقف الاستیطان!
فتحی أحمد
قالت زوجة الرئیس المصری السابق جیهان السادات لو أن الفلسطینیین ردوا على طرح زوجی لأصبح لهم دولة أثناء عقد جلسات التفاوض الإسرائیلیة المصریة، فکانت القضیة الفلسطینیة قد طرحت على طاولة البحث وبدت إرهاصات الفرصة لدولة فلسطینیة سانحة أکثر من الیوم فی الوقت الذی کان عدم وجود مستوطنات بالکم الحالی فی الضفة الغربیة وغزة، فلم یکن هناک إلا بضع قلیل منها.. فإرادة الله لم تسمح بذلک. وثانیا المعتقد السیاسی الفلسطینی حول التنازل عن فلسطین لم یکن ناضجا، بالإضافة إلى المعتقد الصهیونی الرافض تماما للتنازل عن فلسطین.
الشوکة الموجودة الیوم فی حلق الفلسطینیین هی معضلة الاستیطان ومصادرة الأراضی.. صحیح أن إسرائیل تستولی على أراضی الضفة الغربیة بالقوة من باب إقامة بؤر عسکریة ولأغراض أمنیة فهذا خطر بحد ذاته، ولکن الأخطر من ذلک ما تتم مصادرته لغرض بناء المستوطنات.. هنا نستطیع أن نبوح بأعلى صوتنا ونقول: أین القیادة الفلسطینیة من عصابات بیع الأرض للمستوطنین؟ فثمة زمرة منظمة تعمل لیل نهار على تصفیة الأراضی الفلسطینیة لصالح الیهود، بمعنى آخر بیع الأرض بشکل قانونی.. إذن هذا النمط من البیع للیهود له أوجهه القانونیة الصرفة.
إسرائیل وعلى مستوى الحکومة تلعب سیاسیا بعدة أوراق على صعید الاستیطان ومصادرة الأراضی ولم تنفذ کل الأوراق التی بحوزتها، ناهیکم عن التعنت السیاسی ورفض کل الضغوطات الدولیة التی تمارس علیها.. فهی تجید اللعب فی الوقت، فإذا ما وصلت إلى مرحلة الصفر سنجدها تکشر عن أنیابها بشکل أکبر تعرض سندات البیع وطابو بیع شراء الأرض المرکونة فی أرشیفها.. بهذا تقف أی محکمة فی داخل إسرائیل أو فی العالم متأکدة من بطلان الإدعاء الفلسطینی بأن الأرض التی یطالب بها الفلسطینیون لإقامة دولتهم صودرت بالقوة. لماذا لا نکون على قدر المسؤولیة ونلاحق باعة الأرض وننزل أشد العقوبة بحقهم؟ أما أن نبقى متفرجین على ما یجری فی الشارع ونحمل الاحتلال تبعات کل شیء، فهنا یکمن الخطأ.
فی کتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" بینت سطوره کیف استطاعت عائلة روتشیلد الیهودیة أن تسیطر على العالم بالأموال التی جمعوها بالربا والصیرفة، فکانت الخطوة الأولى هی کیفیة جمع المال کمقدمة للسیطرة على العالم سیاسیا. وبین الکتاب کیف استطاعت الیهودیة العالمیة أن تستولی على أکبر مصارف انجلترا من خلال تقدیم القروض لهم وتشجیعهم على ذلک فی بدایة الأمر؛ وفی لحظة إفلاس المصرف استطاع روتشیلد وعائلته فرض السیطرة المالیة على انجلترا، وهذا انسحب على الولایات المتحدة الأمریکیة بعد الاستقلال، وعلى فرنسا أیضا.
یعتبر هذا النمط من التفکیر والغطرسة موجودا لغایة الآن.. إن خطة روتشیلد المرابی والسیاسی فی نفس الوقت أضحت نهجا لدى الیهود ولن یحیدوا عنه. لقد بین "ولیم غای کار" مؤلف کتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" مراحل السیاسة الیهودیة، وکیف سیطروا على العالم اقتصادیا وسیاسیا وفی النهایة افتضح أمرهم..
ومع ذلک نحن نعیش فی عالم من الأوهام، ونثق کثیرا بما یسمى "المواثیق الدولیة". فالیهود یحاربوننا بخبثهم ومکرهم ونسمع من نتنیاهو وغیره کلاما ممزوجا بالعنصریة والکراهیة والتهدید والوعید لدرجة أن البعض یذهب بعیدا عن الواقع لیقول إن العالم سیجبر إسرائیل على منح الفلسطینیین دولة حسب المقیاس الأممی.. فالحقیقة أن الدولة الفلسطینیة العتیدة لن تقام إلا حسب الرؤیة الإسرائیلیة البحتة فقط، وکل شیء لدى الیهود مخطط له تماما، فلسان حالهم یقول: لکل مقام مقال، ولکل حدث حدیث..
ن/25