الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

نتنیاهو عندما یتدلل

نتنیاهو عندما یتدلل

 

بنیامین نتنیاهو رئیس الوزراء الاسرائیلی یعیش هذه الایام افضل ایامه فی الحکم. فقد نجح فی تعطیل مفاوضات السلام، والحفاظ على الائتلاف الداعم لوزارته فی الکنیست، والاکثر من ذلک انه استأنف الاستیطان فی الاراضی المحتلة بالبدء فی بناء ستمائة وحدة سکنیة تحت سمع العالم وبصره.

ویبدو ان جمیع هذه 'الانجازات' لا تشفی غلیله، فهو ما زال یطلب المزید من التنازلات، ویملی العدید من الشروط على 'شرکائه' فی العملیة السلمیة المقبورة، ای السلطة الفلسطینیة ورجالاتها.

بالأمس وفی خطبة القاها فی مؤتمر انعقد فی القدس المحتلة حول 'مستقبل الشعب الیهودی' بمشارکة زعماء الیهود من کافة انحاء العالم، قال نتنیاهو 'ان السلام ممکن، ولکنه یتطلب تنازلات لیس فقط من الجانب الاسرائیلی وانما من الجانب الفلسطینی ایضا'، واضاف 'ان اعتراف الفلسطینیین باسرائیل کدولة یهودیة، هو الدلیل الوحید على استعدادهم للسلام'.

فی الماضی کان الاسرائیلیون یطالبون العرب بالاعتراف باسرائیل وحقها فی الوجود، وعندما فعل العرب ذلک من خلال القبول بقرار مجلس الامن الدولی رقم 242، بدأ الاسرائیلیون یطالبون بالمفاوضات، وعندما تحققت لهم مطالبهم هذه، اخترعوا صیغا مثل الارض مقابل السلام، وعندما حصلوا على السلام تشبثوا بالارض، وهکذا.

نتنیاهو، وفی ظل سلطة فلسطینیة متخاذلة، ربما سیحصل على ما یرید فی نهایة المطاف. فقد اصر على المفاوضات المباشرة وجاء من یرضخ لمطالبه، وأصر على استئناف الاستیطان فی الاراضی المحتلة ولم نر مظاهرة احتجاج واحدة فی رام الله.

السید یاسر عبد ربه بدأ التهیئة للقبول بمطالب نتنیاهو هذه، فقد قال ما معناه انه یرید خریطة بحدود دولة اسرائیل الیهودیة هذه قبل الاعتراف بها. واضاف بان قیام الدولة الفلسطینیة على الاراضی المحتلة عام 1967 هو شرط لبحث ای امور اخرى.

الرئیس الفلسطینی محمود عباس قال فی لقاءات مع قیادات الیهود فی واشنطن ونیویورک ان السلطة اعترفت باسرائیل، ولا اعتراض لدیه حول ای اسم تطلقه على نفسها. وذهب الى ما هو ابعد من ذلک عندما قال انه مستعد لإنهاء جمیع المطالبات بالحقوق التاریخیة للشعب الفلسطینی، مقابل التوصل الى تسویة تؤدی الى قیام الدولة الفلسطینیة المستقلة.

هذه التنازلات التی اقدمت علیها السلطة جاءت بنصائح من الامریکیین والاوروبیین، وهی بمثابة تمهید للسلطة الفلسطینیة للقبول بشروط نتنیاهو ومطالبه حول الاعتراف بیهودیة اسرائیل.

لا نعرف من الذی اعطى للرئیس عباس والسید عبد ربه الحق بتقدیم مثل هذه التنازلات، او اطلاق بالونات الاختبار هذه. ولا نعرف لماذا یصمت الشعب الفلسطینی على هذا التوجه الخطیر للتفریط بحقوق اجیاله.

نتنیاهو یتحدث بثقة، ویفرض شروطه بقوة، لانه یعرف، ان طرفا فلسطینیا یدعی تمثیل شعبه مستعد للتجاوب مع طلباته مهما بلغت المغالاة فیها، هذا اذا لم یکن نتنیاهو قد اتفق مسبقا مع السلطة على مطالبه هذه فی مقابلاته مع قیادتها فی الغرف المغلقة.

( عن القدس العربی اللندنیة )

ن/25

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 139901







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)