الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

هل یخطط الإیباک للإطاحة بمحمد السادس؟

 

هل یخطط الإیباک للإطاحة بمحمد السادس؟

علی الهیل

 

یبدو أن رفض (الملک محمد السادس) الأسبوع الماضی، استقبال (مهندس مذبحة قانا) الأولى، والمدافع الشرس عن جرائم (إسرائیل) أثناء الحرب الصهیونیة على غزة رئیس الکیان الصهیونی غیر الشرعی المُقام على أرض فلسطین، (شیمعون بیریز)، الذی کان ینوی حضور منتدى عالمی فی المغرب، قد أصاب الإیباک فی مقتل، وأی مقتل حتى على افتراض أن ما حصل کان صوریا ومن قبیل الاستهلاک السیاسی وامتصاص نقمة المغاربة والعرب والمسلمین. فهو یعنی فی ظاهر الاستنباط أن المغربَ المصدِّرَ العربیَّ الأکبرَ للیهود إلى (إسرائیل) فباراک وزیر حربها وأحد کبار مجرمیها مثلا من أصول مغربیة - اقتفى - بقصد أو بغیر قصد - خطى لبنان وسوریة وترکیا وإیران وفنزویلا فی مضمار التسابق لقراءة خریطة المتغیرات الدولیة والإقلیمیة المستجدة فی الشرق الأوسط الجدید عربیا وإسلامیا ولاتینیا (ولیس أمریکیا کما شاءته کوندولیزا رایس وزیرة الخارجیة الأمریکیة السابقة کما قال هوغو شافیز فی دمشق 21/10).

وبالنتیجة استقراء هذه الدول لتسارع تدهور أسهم دور وسمعة الولایات المتحدة الأمریکیة و(إسرائیل) وبنسب متفاوتة أدوار دول الاتحاد الأوروبی فی البورصة السیاسیة للشرق الأوسط وهیمنة (اللون الأحمر) النازل هبوطا على أسهمها.

وعلى أساس تلکمُ القراءة وفی ضوء استقراء آفاقها، اتخذت الدول التحرریة قراراتٍ نوعیةً وغیر مسبوقة فی تعاطیها مع ما یسمى (بالمجتمع الدولی) التی هی فی الواقع دول الإیباک والموجَّهةُ بوصلتُها لخدمة (إسرائیل). وهو بلا شک تطور جدید یبعث بإشارات ومؤشرات على کسر حاجز الخوف التقلیدی والمزمن من (إسرائیل) والإیباک ودولها.

وإن حاولت أطراف إقلیمیة ودول کبرى فی المنطقة العربیة من الشرق الأوسط بالتحدید ومعها ما یسمى (بالسلطة الفلسطینیة) أن تُظهر غیر ذلک، بحکم أنها تستمد استدامتها السلطویة (مع الاعتذار للتنمیة المستدامة) من قوة الغرب و(إسرائیل) وإن کانت هذه القوة دعائیة ومفترضة، أو بالأحرى من قوة الإیباک التی تصنع وتدیر قرارات الغرب، لاسیما فی الشرق الأوسط .

إن ثمة تسریباتٍ من دهالیز الإیباک عن أن الإیباک قد جُنَّ جنونُها لرفض الملک المغربی استقبال (بیریز) وعلى أساس ذلک الرفض ألغى (بیریز) زیارة کان مُعدا لها. ولعل الإیباک لم تکن تتوقع (لأسباب معروفة منها مثلا أن إسرائیل تعتبر المغرب أحد أهم القلاع التقلیدیة والملاذات الآمنة للیهود فی العالم العربی، وأن المغرب الذی یرأس ملکَه ملف القدس منذ عقود، بروتوکولیا طبعاً، قد خدم إسرائیل طویلا بعدم فعل أی شیء من أجل القدس) أن یستنسخ الملک المغربی موقف رئیس الوزراء الترکی إردوغان بانسحابه من مؤتمر (دافوس) العام 2009 احتجاحا على تصفیق الحضور لبیریز وهو یلقی کلمته.

وخلفیة الحادثتین تکاد تکون متشابهة. فإردوغان حین قرر اتخاذ قراره النوعی بالانسحاب کان یعی نبض الشارع الترکی والعربی والإسلامی والعالمی من أقصاه إلى أقصاه المحتج على الحرب الصهیونیة على غزة، وخاصة أشلاء آلاف الأطفال الفلسطینیین الذین مزقتهم قنابل الفوسفور الأبیض. والملک محمد السادس عندما أقدم على اتخاذ قراره النوعی (الذی فاجأ حتى وزراءه المقربین) کان یعی أیضا أن سمعة (إسرائیل) فی العالم حتى فی معاقـــلها التقلیــــدیة قد هبطت إلى ما دون الحضیض، من حربها على غزة واغــــتیال (المبحوح) باستخدام جوازات مزورة لدول غربیة صدیقة تقلیدیة لها، سببت لتلک الدول إحراجات لم تَخبُ تأثیراتها بعد، وما نتج عن مهــاجمة (إسرائیل) لسفن قافلة الحریة فی المیاه الدولیة، ولا سیما سفینة (مرمرة) الترکیة وقتلها بدم بارد تسعة من الأتراک وجرح عشرات آخرین یوم الحادی والثلاثین من أیار/مایو، إضافة إلى استمرار الاستیطان فی الضفة الغربیة والقدس الشرقیة والذی یرفضه العالم کله، بما فیه بالطبع ما یُعرف بالمجتمع الدولی الإیباکی بامتیاز (بمجرد الکلام فقط) أی مع وقف التنفیذ.

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 139904







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)