نشاط المخابرات الاسرائیلیة فی العالم العربی
نشاط المخابرات الاسرائیلیة فی العالم العربی
ذکرنا أکثر من مرة بأن وسائل الاعلام الاسرائیلیة وأجهزتها الأمنیة هی دائماً السباقة فی ازاحة اوراق التوت عن سوءات قادة الأنظمة العربیة ومن ضمنها سلطة رام الله، ولولا إسرائیل لما عرف المواطن العربی شیئاً عن تواطؤ الأنظمة العربیة مع الاحتلال، ولما عرف هذا المواطن عن الزیارات السریة والتعاون المشترک بین الطرفین، اخر هذه الزیارات قیام فریق من قادة وأجهزة الأمن الفلسطینی بزیارة مرکز تراث اسحاق رابین فی تل أبیب بمناسبة مرور 15 عاماً على اغتیاله، وقد طالب الضباط الفلسطینیون بأن تبقى زیارتهم سریة، لکن الاسرائیلیین قاموا بفضحها تحت غطاء حریة الرأی.
الیوم یکشف رئیس جهاز الاستخبارات العسکریة السابق عاموس یادلین عن نشاط المخابرات الاسرائیلیة فی العالم العربی، ووصف یادلین حرکة حماس بأنها تشکل خطراً شدیداً على اسرائیل لذلک طالب خلیفته فی قیادة جهاز الاستخبارات افیف کوخافی بالاستمرار بمحاولات تحطیم هذه الحرکة والقضاء علیها.
من جهة ثانیة اعترف یادلین بأن اسرائیل افرغت السلطة الفلسطینیة من محتواها وسیطرت على معظم قادة منظمة التحریر الذین عادوا الى الأراضی الفلسطینیة المحتلة، وقال شبکنا معهم أوثق العلاقات، منهم من ساعدنا کثیراً للوصول الى مواقع داخل الدول العربیة لم نحلم بها، ومنهم من عبّد لنا الدروب لاقامة علاقات مباشرة مع أجهزة وقادة عرب، لکن الخطر الأشد ما زال مصدره حرکة الجهاد الاسلامی لانها تعمل بسریة تامة فی بلادنا وخارجها.
وفی ما یخص الدول العربیة اعترف یادلین بأن جهازه حقق انجازات کبیرة فی العراق والسودان ومصر والیمن ولبنان ، وقال: أنجزنا خلال الأربع سنوات ونصف السنة الماضیة کل المهام التی أوکلت إلینا، واستکملنا العدید من التی بدأ بها الذین سبقونا'.
وأضاف: ' کان أهم الإنجازات الوصول إلى الساحر'، وهو الاسم السری الذی وضعته اسرائیل على القائد اللبنانی عماد مغنیة. وتابع یادلین: 'لقد تمکن هذا الرجل من عمل الکثیر ضد دولتنا، وألحق بنا الهزیمة تلو الأخرى، ووصل إلى حد اختراق کیاننا بالعملاء لصالحه، لکننا فی النهایة استطعنا الوصول إلیه فی معقله الدافئ فی دمشق، والتی یصعب جداً العمل فیها'.
وأوضح أن 'نجاحنا فی ربط نشاط الشبکات العاملة فی لبنان وفلسطین والعراق أوصل إلى ربط الطوق علیه فی جحره الدمشقی، وهذا یعتبر نصراً تاریخیاً ممیزا لجهازنا على مدار السنین الطویلة'.
وأردف یادلین قائلا: لقد 'أعدنا صیاغة عدد کبیر من شبکات التجسس لصالحنا فی لبنان، وشکّلنا العشرات مؤخراً، وکان الأهم هو بسط کامل سیطرتنا على قطاع الاتصالات فی هذا البلد؛ المورد المعلوماتی الذی أفادنا إلى الحد الذی لم نکن نتوقعه'.
وتابع: 'کما قمنا بإعادة تأهیل عناصر أمنیة داخل لبنان؛ من رجال میلیشیات کانت على علاقة مع دولتنا منذ السبعینات، إلى أن نجحت وبإدارتنا فی العدید من عملیات الاغتیال والتفجیر ضد أعدائنا فی لبنان،وأیضاً سجّلت أعمالاً رائعة فی إبعاد الاستخبارات والجیش السوری عن لبنان، وفی حصار منظمة حزب الله'.
وبشأن اغتیال الحریری قال: 'کان لحادثة اغتیال رفیق الحریری الفضل الأکبر فی إطلاق أکثر من مشروع لنا فی لبنان، یجب مواصلة العمل بهذین المخططین ومتابعة کل أوراق العمل على الساحة اللبنانیة، خصوصاً بعد صدور القرار الظنی الدولی، والذی سیتوجه إلى حزب الله بالمسؤولیة عن اغتیال الحریری للانطلاق إلى مرحلة طال انتظارها على الساحة
اللبنانیة'.
وقال: 'یجب أن یتم ذلک قبل التوجه إلى سوریة، المحطة النهائیة المطلوبة، لکی تنطلق جمیع مشروعات الدولة الیهودیة، بعد الإنجاز الکبیر فی العراق والسودان والیمن، والقریب جداً إتمامه فی لبنان کما یجب تحیة الرئیسین حسنی مبارک ومحمود عباس لما قدماه لاستقرار دولتنا وانطلاق مشاریعها، أما فی السودان فأنجزنا عملاً عظیماً للغایة، لقد نظمنا خط إیصال السلاح للقوى الانفصالیة فی جنوبه، ودرّبنا العدید منها، وقمنا أکثر من مرة بأعمال لوجستیة لمساعدتهم'.
وأکمل: 'نشرنا هناک فی الجنوب ودارفور شبکات رائعة وقادرة على الاستمرار بالعمل إلى ما لا نهایة، ونشرف حالیا على تنظیم (الحرکة الشعبیة) هناک، وشکلنا لهم جهازا أمنیا استخباریا'.
کما اعترف یادلین بخروقات اسرائیل بین عرب أفریقیا بالقول: 'تقدمنا إلى الأمام کثیراً فی نشر شبکات التجسس فی کل من لیبیا وتونس والمغرب، حتى أصبح کل شیء فیها فی متناول أیدینا، وهی قادرة على التأثیر السلبی أو الإیجابی فی مجمل أمور هذه البلاد'.
أما فی مصر، الملعب الأکبر لنشاطاتنا، قال یادلین: 'إن العمل تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979، فلقد أحدثنا الاختراقات السیاسیة والأمنیة والاقتصادیة والعسکریة فی أکثر من موقع'.
وتابع 'فی مصر نجحنا فی تصعید التوتر والاحتقان الطائفی والاجتماعی، لتولید بیئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أکثر من شطر فی سبیل تعمیق حالة الاهتراء داخل البنیة والمجتمع والدولة المصریة، لکی یعجز أی نظام یأتی بعد حسنی مبارک فی معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشی فی مصر'.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS