الدکتور عمر عبد الهادی: تحدّت غزة القهر وتحدّت الأعداء المحیطین بها من الإتجاهات الأربعة

صرح الدکتور عمر عبد الهادی  الکاتب والخبیر العربی  المقیم  فی الاردن عن سروره لفتح معبر رفح امام  الفلسطینیین وقال فی حدیث له مع مراسل وکالة قدسنا : أجمل البشائر أتتنا الیوم من ثورة الغزیین حیث دفعتهم آلامهم ومعاناتهم الى تحطیم أجزاء من السور الفاصل بین رفح الفلسطینیة ورفح المصریة , و عبر الیوم  الآلاف من ابناء غزة المحاصرین الى أسواق رفح المصریة وتزودوا منها ببعض من إحتیاجاتهم المعیشیة الملحّة .

 وأضاف الدکتور عمر عبد الهادی : لقد تحدّت غزة القهر وتحدّت الأعداء المحیطین بها من الإتجاهات الأربعة فأعلنت الثورة والتمرد على الطغیان الذی یمارسه علیها معظم الأخوة وجمیع الأعداء . غزة فیها الآلام کلها ومنها تنطلق البشائر کلها, إنها تقول کلمتها الآن وتعلن العصیان والثورة على الظلم وبأفعالها لا بأقوالها, والآن غزة تدعو العرب والمسلمین الى النهوض والى السیر خلفها ومعها فی قافلة الثوار کی یقاوموا طواغیت هذا العصر الذین منهم أعداء أمتنا البیّنین وأعداء آخرین متسترین یرتدون ثیابا کثیابنا وینطقون بلسان مثل لساننا .

واردف الکتور عبد الهادی فی حدیثه مع مراسل وکالة قدسنا قائلاً  : یبزغ الفجر بعد أحلک سویعات الظلام فبعد الظلام الدامس یأتی النور وبعد الشدة القصوى یأتی الفرج وبعد التمادی فی الطغیان لا تأتی إلا الثورة , هذا ما بدأنا نشاهده فی غزة المظلومة وهذه هی رسائل غزة المحاصرة التی انطلقت کأشعة من نور لتأخذ طریقها الى قلب العالمین العربی والإسلامی جالبة معها الأمل فی یقظة ساکنیهما وانهاء حالة السبات المزمن والمستفحل. ابتدأت الأصوات العربیة والمسلمة تعلو منطلقة من عواصمنا ومدننا وهی مرشحة کی تعم أکثر وتعلو أکثر فنسمعها هادرة فی الأریاف والبوادی أیضا فیتردد صداها فی کل مکان من بلادنا العربیة والإسلامیة .

وأضاف : إن غزة المحرومة والمظلومة تتحول شیئا فشیئا الى عنوان للنهوض مثلما هی عنوان للمظلومیة , لقد ارتکبت القیادة الحالیة للکیان الصهیونی حماقة کبیرة حین أغلقت جمیع المعابر التی تزود الغزیین بالإحتیاجات المعیشیة الیومیة وضاعفت من حماقتها حین هددت مصر بالعواقب الوخیمة إن هی أتاحت لأحد من المحاصرین استعمال معبر رفح , یذکرنا هذا التصرف الإسرائیلی العدوانی وغیر العاقل بالخطأ الذی ارتکبته نفس القیادة حین شنت عدوانا على لبنان وعلى مقاومته الإسلامیة فی تموز 2006 حیث لم تجن منه سوى الخیبة والإنکسار.

وختم  الدکتور عمر عبد الهادی حدیثه  مع مراسل وکالة قدسنا بالقول : لقد بدأت جماهیر شعبنا العربی وشعوبنا المسلمة بالخروج الى الشوارع معلنة عن غضبها وعن وقوفها الى جانب الشعب الفلسطینی المحاصر فی وطنه ومطالبة بالنصرة لغزة وداعیة حکام العرب للخروج من قصورهم من أجل أن یواجهوا مسؤولیاتهم القومیة والاسلامیة اننا نشاهد فی الفضائیات المظاهرات العربیة الإنتفاضیة ونستمع لأحادیث المنتفضین وهم یصبون جام غضبهم على حکامهم کل فی القطر الذی یعیش فیه ومن یتابع الحرکة المتصاعدة لهؤلاء المواطنین المقهورین الذی راحوا شیئا فشیئا یحتلون شوارع مدنهم وساحاتها العامة لا یسعه إلا الإحساس بالأمل وبحرارة التغییر الذی تنتظره الجماهیر المقهورة منذ عقود. فهل تفعلها غزة فتتحول الى شرارة تشعل نار الحریة التی سوف تنقلنا من العیش فی أحلام النصر والوحدة والتحریر الى التمتع بها کحقائق موجودة  على ارض الواقع ؟

ن/25