قدسنا تحاور والدی الطفل البرعی ولسان حالهم یقول هل من منقذ لأطفال فلسطین من الموت المحقق بآلة القتل و الإجرام والإرهاب الصهیونی
غزة- حوار خاص وکالة قدسنا للانباء
" أولا الحمد لله على کل حال هذا قد الله علینا و على هذا الطفل الملاک ، لقد انتظرته خمسة أعوام بفارغ الصبر و بعد رحلة علاج طویلة حتى من الله علینا بمحمد و کانت فرحتنا لا توصف ، کنت اعد الأیام و الساعات حتى أراه شابا ولکن اختطفته صواریخ القتل و الإجرام الصهیونیة قبل ان یکتمل حلمی اختطفته من بین أحضانی ، ماذا فعل هذا الطفل لإسرائیل أکان یحمل صواریخ أم کان یلتف بحزام ناسف ویهدد کیانهم الغاصب ، ما ذنب محمد لیقتل بهذه الطریقة البشعة انه ملاک طاهر لا یعرف فی هذه الدنیا شیء".
و تابعت " إیمان" والدة الطفل الرضیع محمد "فی تلک اللیلة المشئومة کنا قد عدنا قبل ساعات قلیلة من الخارج و بعد ان أبدلت لمحمد ملابسه و أرضعته ترکته عند والده على السریر و ما کنا ندری ان الموت سو یخطفه من بیننا و ما هی إلا لحظات حتى سمعنا صوت انفجارا ضخم هز أرکان المنطقة و بدا الغبار یتطایر الى البیت حتى لدرجة أننا أصبحنا لا نستطیع الرؤیة و فجأة سمعت صوت زوج ینادی محمد محمد فأدرکت وقتها ان محمد أصابه مکروه ، ذهب الى الغرفة لأرى محمد فوجدت والده یحمله و یهرع به الى الخارج ولم أر محمد ولا اعرف مدى إصابته من کثرة الغبار الذی غطى المنزل فاتصلت بأخی حتى یذهب الى المستشفى لیطمئن على محمد فذهب ، و اتصل بی و قال لی لا تقلقی محمد بخیر و إصابته طفیفة مجرد جرح بسیط فی خده فبدأت روعتی تهدأ قلیلا وما هی إلا لحظات حتى سمعت اسم طفلی محمد شهیدا فی الإذاعة ولا ادری بعدها ماذا حدث لی لقد فقدت صوابی فماذا فعل محمد و ماذا فعلنا نحن لإسرائیل لماذا حرمونی من طفلی الوحید حسبنا الله و نعم الوکیل على إسرائیل المجرمة ، هذا لسان الأم الثکلى برضیعها".
أما والد الطفل ناصر البرعی والذی بدا علیه ملامح الصدمة و الحزن إلا انه متماسک بقوة الإیمان بالله و بقدر الله و قضائه قال " لقد کنت أداعبه و هو بجواری على السریر وکان ینظر الى بعیون تملاها الفرحة و الابتسامة و المرح ، کنت اقضی معه اسعد و أمتع الأوقات و أنا ألهو معه و هو یشارکنی الابتسامة و الفرح ، ما أصعبها من لحظات حینما یفقد الأب فلذة کبده و أغلى مخلوق فی الوجود لقد کان محمد یملا علینا حیاتنا رغم صغر سنه الذی لم یتجاوز الستة أشهر ، لم اصدق من جرى او إننی فقدت محمد الى الأبد ولم اعد أراه او أداعبه ، لم یتبقى لی من محمد إلا ملابسه الصغیرة التی تدل على براءته و سریره الذی کان ینام فیه ، لقد أصیب محمد وهو بجواری على السریر و فارق الحیاة و هو بین ذراعی انه أمر لا یحتمل ویجعل القلب ینزف دما من الحزن، لا یستطیع الإنسان مهما کان ان یحتمل ذلک ألهذا الحد وصل الإجرام الصهیونی ان یقتلوا أطفالا رضع و یغتالوا براءتهم و لکن ماذا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوکیل و الحمد لله محمد شهید و هو الآن عصفور طیار فی الجنة یغدو و یمرح بین أغصانها ونسأل الله ان یلهمنا الصبر على فراقه وحسبنا الله ونعم الوکیل .
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS