خبراء یشککون فی قدرة إسرائیل على الإطاحة بحماس
إستئصال أو إضعاف حماس فی غزة جربته إسرائیل بوسائل عدة ولم تنجح
شکک محللون فلسطینیون فی قدرة إسرائیل على الإطاحة بحرکة المقاومة الإسلامیة (حماس) فی قطاع غزة، مستبعدین تنفیذ عملیة إسرائیلیة واسعة فی القطاع، لکنهم توقعوا رفع مستوى الاغتیالات والاجتیاحات.
وکان حاییم رامون نائب رئیس وزراء الکیان الصهیونی قد توعد بتصعید الحملة العسکریة ضد حرکة حماس فی قطاع غزة, وذلک بهدف التخلص منها فی غضون عدة شهور، کما یزعم, فیما أصدر وزیر الدفاع الإسرائیلی إیهود باراک أوامره للجیش بالاستعداد لعملیات واسعة النطاق فی القطاع غزة ردا على الصواریخ الفلسطینیة.
وذکر المحللون عدة أسباب یعتقدون أنها تمنع إسرائیل من تنفیذ تهدیداتها منها عدم استعدادها لدفع ثمن الاجتیاح الباهظ من أجل إعادة أجهزة أمنیة لم تنجح سابقا فی وقف الصواریخ، إضافة إلى أن حماس ذات قاعدة شعبیة واسعة ولیست مجرد مجموعات أو أفراد.
ویعتقد أستاذ العلوم السیاسیة بجامعة النجاح الفلسطینیة الدکتور عبد الستار قاسم أنه "بإمکان إسرائیل أن تسقط حماس وتنصب بعد ذلک من تشاء، فقط إذا نفذت اجتیاحا کاملا لقطاع غزة. لکنها تعرف ثمن البقاء فیه، وأن الخسائر التی ستلحق بالجانب الإسرائیلی ستکون کبیرة".
وتساءل قاسم عما إذا کان لدى إسرائیل الاستعداد لدفع ثمن باهظ من أجل عودة أجهزة أمن السلطة الفلسطینیة إلى غزة، مشیرا إلى أن "هذه الأجهزة لم تمنع فی السابق الصواریخ من السقوط على سدیروت".
وتوقع المحاضر الفلسطینی أن تستمر إسرائیل فی تنفیذ الاغتیالات ضد القیادات المیدانیة والسیاسیة الفلسطینیة، لکنه استبعد أن یتمکن القصف من وقف الصواریخ "التی تحتاج إلى قرار سیاسی فصائلی".
أما المحلل السیاسی ورئیس تحریر صحیفة فلسطین فی غزة مصطفى الصواف فقال إن "على إسرائیل إذا أرادت القضاء على حماس أن تضع فی حسبانها أنها ستقضی على جزء کبیر من الشعب الفلسطینی".
ورأى أن القضاء علیها فی هذه المرحلة مسألة غیر واردة بالمطلق لأنها "لیست مجموعات بسیطة وصغیرة تمکن محاصرتها وإنما هی حرکة متجذرة فی الشعب الفلسطینی وواقع سیاسی کبیر".
و وفق الحسابات الإسرائیلیة یضیف الصواف : فإن عملیة الاجتیاح للقطاع ستؤدی إلى مقتل مائة ألف فلسطینی، وألف جندی إسرائیلی. وتساءل "هل لدى إسرائیل القدرة على تحمل هذا العدد من القتلى؟".
ویستنتج أن هذه الحسابات تمنع الجانب السیاسی من اتخاذ قرار بالاجتیاح الشامل للقطاع، ولذلک لن "تغیّر إسرائیل من سیاستها القائمة الآن وهی عملیات اجتیاح لمناطق متعددة واغتیال قیادات میدانیة وسیاسیة"، مشیرا إلى الشروع مؤخرا فی استخدام صواریخ مضادة للأفراد.
من جهته أوضح الخبیر فی شؤون الحرکات الإسلامیة الدکتور إیاد البرغوثی، أن "التهدید الإسرائیلی قابل للتطبیق إذا أرادت إسرائیل ذلک".
وأضاف أن إسرائیل إذا أطاحت بحماس فی قطاع غزة لن تکون معنیة بالبقاء فیه وستعید الأمور للسلطة الفلسطینیة، لکنها مرتاحة لحالة الانقسام الفلسطینی، وعلیه فلن تکون سببا فی إعادة الوحدة الفلسطینیة.
ویرى البرغوثی أن إسرائیل توازن بین مصلحتها فی بقاء الانقسام الفلسطینی کما هو من جهة وضرب حرکة حماس لدعم الیمین وتعزیز شعبیة حکومة إیهود أولمرت من جهة أخرى.
وأعرب عن اعتقاده أن إسرائیل ستواصل ضربها للمقاومین فی غزة، لکنه توقع أن ترفع مستوى الشخصیات المستهدفة لتطال قادة سیاسیین.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS