الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الطریق الوحید لتحریر فلسطین

 

 یواصل العدو الإسرائیلی شتی أشکال العدوان ضد شعبنا فی الضفة الغربیة وقطاع غزة، من عملیات القتل إلی الاغتیالات والاجتیاحات المتواصلة وعملیات التدمیر الممنهج، بما یؤکد أن تعلیق عملیة الشتاء الساخن لا یعنی وقف المحرقة الصهیونیة للأطفال والنساء والشیوخ والمدنیین العزل فی فلسطین. حیث قتلت إسرائیل فی غزة من 27/2 إلی 3/3/2008 ما یزید عن مائة وخمسة وعشرین شهیداً وأصیب أکثر من ثلاثمائة وثمانین جریحاً، وهذا جزء یسیر من جرائم الحرب الإسرائیلیة المنظمة ضد الإنسانیة فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة.

إن المحرقة التی تتم تحت قیادة أولمرت ومعه باراک ورئیس هیئة أرکانه غابی أشکینازی، تأتی فی إطار إظهار التزامهم بما جاء فی تقریر لجنة فینوغراد، من دعوة مکشوفة للثأر لسمعة الجیش الإسرائیلی واستعادة هیبته وقوته الردعیة. وهم یستفیدون فی ذلک من حالة الانقسام الفلسطینی والتشظی العربی لمواصلة مخططاتهم ولتحقیق أهدافهم. وهی أهداف أبعد من التهدئة، أو وقف إطلاق الصواریخ الذی فشل فی تحقیقه العدوان الوحشی.

لکن الحرب الإسرائیلیة المفتوحة على شعبنا تندرج فی إطار أوسع، أی فی سیاق المخطط الاستراتیجی الأصلی الرامی إلى کسر إرادة شعبنا وقدرته على الصمود والمقاومة، وتغییر وعیه وفرض الحلول الإقلیمیة العربیة علیه بتکریس الفصل بین شطری الوطن والعودة بالأوضاع إلی ما قبل البرنامج المرحلی فی عام 1974 وحتی عودة الأمور إلی ما قبل العام 1967، بإعادة غزة تحت الإدارة المصریة ومصادرة 42% من أراضی الضفة ونقل سکانها إلى أی مکان أو حل الأردن أو تقاسم وظیفی إسرائیلی أردنی فلسطینی.

مع ذلک فإن المعادلة التی تطرحها إسرائیل فی التعاطی مع موضوع التهدئة، تظهر أنها تریدها جزئیة، فحکومة الاحتلال فی الوقت الذی تضغط لوقف الصواریخ من غزة، فهی ترید تهدئة فی الضفة من طرف واحد مع استمرار قوات الاحتلال بالقیام بجمیع أشکال العدوان. وهو أمر ینبغی أن یرفض فلسطینیاً بشکل کامل.

وإذا کان الفصل بین شطری الوطن مرفوضا فلسطینیاً فی التهدئة، فهذا أیضاً ما ینبغی الحذر منه على صعید الحوارات والمفاوضات. فقد استأنف الرئیس أبو مازن المفاوضات ودون تلبیة شرطه بوقف العدوان، فیما یتواصل الحوار حول أوضاع غزة. وکأن هناک فصلاً عملیاً یجری بین الملف الأمنی الإداری فی غزة من جهة، والموضوع السیاسی الجوهری الذی یتعلق بالمفاوضات حول مستقبل الأراضی الفلسطینیة فی الضفة من جهة أخرى. وباتت الجهود والمبادرات والخطط الإقلیمیة التی توضع بعنوانین فلسطینیین متباعدین جغرافیاً على الأقل ولکل عنوان أجندة عمل خاصة به ومن یمثله.

کل ذلک یدفع إلی التساؤل عن مستقبل أیة تهدئة إذا لم یتوافر لها شرطان أساسیان:

* الشرط الأول: إن تعامل الجانب الفلسطینی مع التهدئة یتطلب إجماعاً فلسطینیاً تتوصل من خلاله أطراف الحالة الفلسطینیة بشکل عام والمعنیة بالعمل المقاوم بشکل خاص إلی استراتیجیة موحدة للمقاومة.

* الشرط الثانی: أن تأتی التهدئة فی سیاق لا یرتبط بکسر الحصار فحسب وإنما بأفق ینهی الاحتلال أیضاً.

إن الحالة الفلسطینیة ومنذ 2007/6/14 کما هی الیوم تقف أمام أسئلة کبرى حول مستقبل الوضع الفلسطینی وخیاراته فی مواجهة المحرقة المتواصلة ضد شعبنا. فقد قوبل الانقسام الفلسطینی من قبل الجانب الإسرائیلی بتصعید العدوان والاستیطان وتهوید القدس.

ویجری الآن التعامل مع هذا الانقسام باتجاه تعمیقه، بمفاوضات أمنیة حول غزة، ومن ناحیة أخرى مفاوضات حول مستقبل الضفة الفلسطینیة من غیر القدس وإبقاء الکتل الاستیطانیة تحت الحیازة الإسرائیلیة ومواصلة الاستیطان والضغط على المفاوض الفلسطینی کی یبقى مجرداً من أسلحته، وخاصةً الحق المشروع لشعبنا فی مقاومة الاحتلال. وفی کلتا الحالتین فإن المخاطر واضحة حول وجود مسارین فلسطینیین، وهو ما ینبغی العمل لتجنبه.

بقی أخیراً أن نستخلص الدروس والخیارات فی مواجهة المحرقة الصهیونیة المتواصلة. فالمذبحة توفر فرصة لتوحید القوى الفلسطینیة ولیس لتصفیة الحساب فیما بینها کما یحدث الآن. خاصة وأن العدوان ما زال مرشحاً للتصاعد، والجمیع یدرک أن الاحتلال هو الخطر الأعظم، والنصر علیه غیر ممکن دون استعادة الوحدة الوطنیة.

وفی هذا الصدد فإن هناک ضرورة ملحة لتسریع الخطی من أجل حوار هادئ لتشکیل جبهة مقاومة موحدة لجمیع قوی المقاومة بما فیها حرکتا فتح وحماس، وبما یوحد جمیع الجهود والطاقات ویحدد أشکال النضال فی کل مرحلة. والتأکید على أن التهدئة المتبادلة والشاملة والمتوازنة تتطلب وقف کل أشکال العدوان الإسرائیلی فی الضفة وغزة وکسر الحصار بفتح معبر رفح وجمیع معابر غزة.

إن الحرب الإعلامیة المتبادلة، وبعض المواقف الخرقاء التی صدرت عن دوائر محسوبة على حرکتی فتح وحماس، ألحقت الأذی بالحالة الفلسطینیة جمعاء. ولا شک أن الانجرار وراء الغرائز والمواقف الموتورة قد صبت کلها فی خدمة المعتدی والتغطیة على جریمته. وهو ما ینبغی وقفه وتوفیر الأجواء الملائمة للحوار الوطنی الشامل للخروج من کارثة الأزمة الداخلیة.

کما أن العدوان الإسرائیلی یکشف أن العملیة التفاوضیة الدائرة تشکل عبئاً سیاسیاً علی الحالة الفلسطینیة. وهنا ندعو من جدید إلى وقف المفاوضات حتی یتوقف العدوان والحصار والاستیطان. کما نؤکد ضرورة ترکیز الجهود على دعوة المجتمع الدولی لتحمل مسؤولیاته بتأمین الحمایة الدولیة للشعب الفلسطینی فی الضفة وغزة وتحت علم الأمم المتحدة، ومن أجل تطبیق قرارات الشرعیة الدولیة بإنهاء الاحتلال والاستیطان وإقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة کاملة السیادة بعاصمتها القدس وصیانة حق العودة.

وأخیراً وبغض النظر عن تباین الخیارات، فإننا ندعو مجدداً للخیار الوطنی الفلسطینی: خیار إنهاء الانقسام. فلا توجد امکانیة لردع العدوان خارج الوحدة الوطنیة. فهذه هی الصرخة التی انطلقت فی کل أنحاء فلسطین والبلسم الذی یضمد جراح شعبنا بأطفاله وشیوخه ونسائه.

 

( صالح زیدان عضو المکتب السیاسی للجبهة الدیمقراطیة لتحریر فلسطین ووزیر الشؤون الاجتماعیة السابق )

 ن/25


| رمز الموضوع: 140411







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)