أبو مور : حق العودة للاجئین حق مقدس لا یسقط بالتقادم و لا یملک احد حق التنازل عنه
غزة- حوار خاص وکالة قدسنا للأنباء
حمل أنور أبو مور الناشط فی مجال قضایا اللاجئین و عضو اللجنة الشعبیة للاجئین بمخیم رفح ، المجتمع الدولی بمؤسساته المختلفة بالأساس مسئولیة ما آلت إلیه أوضاع اللاجئین سواء بطریقة مباشرة أو غیر مباشرة وهو مطالب بإلزام و إجبار الاحتلال على تنفیذ القرارات الدولیة وخاصة التی صدرت عن الجمعیة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن و التی بلغت نحو50 قرارا تنص جمیعها على حق العودة للاجئین الفلسطینیین و کان أهمها قرار 194 عام 1948 کذلک تتحمل وکالة غوث و تشغیل اللاجئین الفلسطینیین الأنروا المسئولیة عن تقدیم الخدمات الأساسیة للاجئین وهی مطالبة بتحسینها و زیادتها وعلى الصعید الفلسطینی تعتبر منظمة التحریر الفلسطینیة ممثلة بدائرة شئون اللاجئین هی المسئولة سیاسیا عن مخیمات اللاجئین دورها المنوط بها هو حمایة حقوق اللاجئین وفی مقدمتها الدفاع حق العودة والعمل على تعبئة وحشد طاقات اللاجئین وتنظیم صفوفهم من أجل الدفاع عنه فی مواجهة مخططات التوطین والتهجیر والمشاریع التصفویة التی تستهدف النیل من هذا الحق أو الانتقاص منه .
وقال أبو مور فى حوار مع مراسل وکالة قدسنا للأنباء الیوم فی ختام فعالیات ذکرى مرور 61 عاما على النکبة الفلسطینیة، إن النکبة التی نعیش ذکراها هذه الأیام تعنی لنا و لشعبنا الفلسطینی و لجمیع أحرار العالم ذکرى مؤلمة ما زال شعبنا یعیش آثارها و تداعیاتها حتى الآن رغم مرور 61 عاماً على حدوثها ، ففی هذه الذکرى نستذکر ما ارتکبته الحرکة الصهیونیة وعصاباتها الفاشیة من جرائم و مجازر بشریة و وطر و تهجیر أهالی 350 مدینة وبلدة و 662 قریة فی أبشع عملیة إبادة و تطهیر عرقی لم یشهد التاریخ الحدیث و المعاصر مثلها نتج عنها اقتلاع شعباً بأکمله من أرضه و وطنه لیتحول شعبنا الفلسطینی بین عشیة و ضحاها إلى لاجئ فی مخیمات یتجرع فیها مرارة الغربة و الحرمان و لکن رغم عذابات السنین مازالت عیون شعبنا ترنو إلى العودة إلى أرض الوطن و إلى دیارنا التی هجرنا و شردنا منها و نحن نعتبر أن ذکرى النکبة من کل عام مناسبة یتجدد فیها نضال اللاجئین و کل الأحرار للتأکید على التمسک بحق العودة و هی دعوة للمشارکة الفاعلة فی فعالیات إحیاء ذکرى النکبة لتظل الذکرى حیة فی عقل و وجدان الأجیال المتعاقبة .
وعن وجهة نظره حول الذکرى والظروف السیاسیة الصعبة التى یمر بها الشعب الفلسطینی و قضیته الوطنیة قال " نعم تأتی ذکرى النکبة هذا العام فی ظل ظروف صعبة یمر بها شعبنا و قضیته الوطنیة فمن جهة ما زال الاحتلال یشن حرباً شاملة على کل ما هو فلسطینی من حصار و اغتیال و اعتقال و اجتیاحات للمدن و القرى و المخیمات و مصادرة ونهب للأرض و مواصلة بناء جدار الفصل العنصری و محاولات تهوید القدس و من جهة أخرى فإن استمرار حالة الانقسام السیاسی و الجغرافی بین شطری الوطن یشجع الاحتلال على مواصلة عدوانه و یزید من مخاطر الانزلاق فی آتون صراع داخلی یعرض مستقبل و أمن الشعب الفلسطینی للخطر و یهدد وحدانیة التمثیل السیاسی واستقلالیة القرار الوطنی الفلسطینی هذا بالإضافة إلى وصول الیمین المتطرف فی دولة الاحتلال إلى سدة الحکم وتشکیله لحکومة یمینیة متطرفة تتنکر لحقوق شعبنا و تتهرب من تنفیذ القرارات و المواثیق الدولیة .
و أمام جملة الأوضاع السابقة فإننی اعتقد أن المواجهة الحقیقیة لجملة الأخطار و التحدیات التی تواجه المشروع الوطنی الفلسطینی المتمثل بالعودة وتقریر المصیر وإقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة وعاصمتها القدس تتطلب وحدة وطنیة حقیقیة تغلب المصلحة الوطنیة العلیا و تستند على سیاسات واضحة نابعة من إستراتیجیة وطنیة واحدة الأمر الذی یتطلب توفیر عوامل النجاح للحوار الوطنی الشامل کخیار لا بدیل عنه لإنهاء الانقسام و استعادة الوحدة للوطن والشعب .
وتعقیبا على المخاطر و التحدیات التی تواجه قضیة اللاجئین أوضح أبو مور لقدسنا" أن قضیة الأرض و اللاجئین هما جوهر الصراع مع المشروع الصهیونی و تعد القضیة المرکزیة لشعبنا و قد جرت العدید من المحاولات و المخططات المشبوهة للنیل من حق العودة أو للانتقاص من حقوق اللاجئین کمشاریع التوطین و الوطن البدیل و غیرها من التلمیحات و الوثائق التی تتعارض مع حق العودة و تستهدف تصفیة قضیة اللاجئین ولکن شعبنا تصدى لتلک المخططات و أفشلها بصموده و نضاله و الآن و بعد مرور 61 عاماً على النکبة فإنه ما زال أکثر إصرارا على استرداد حقوقه و أکثر تشبثاً بأرضه و تمسکاً بحقه فی العودة إلى وطنه فحق عودتنا إلى أرضنا هو حق مقدس لا یسقط بالتقادم وغیر قابل للتصرف و لا یجوز لأحد و لا لأی جهة التنازل عنه و هو حق للاجئین و لأجیالهم المتعاقبة تتوارثه جیل بعد جیل تدافع عنه و تناضل من اجل تحقیقه رغم کل التحدیات و مهما عظمت التضحیات .
وفى وعرض رده على سؤال حول الدور الذی لعبه المخیم فی الحفاظ على قضیة اللاجئین حیة رغم مرور 61 عاماً على النکبة أوضح " أن المخیم شکل رمزاً لقضیة اللاجئین و باعثاً للنضال و حافز على المقاومة فقد کانت مخیمات اللاجئین معاقل للثورة و معیناً لا ینضب یرفد فصائل العمل الوطنی بالثوار و المناضلین و کانت المخیمات الحاضنة و الحامیة للثورة و المشروع الوطنی و سیظل اللاجئ و المخیم على الدوام الأحرص على الثورة و القضیة و الأکثر تمسکاً بالثوابت الوطنیة حتى تحقیق أهداف الشعب الفلسطینی فی العودة و الحریة و الاستقلال .
وفى سؤال حول رؤیته لدعم صمود اللاجئین فی المخیمات أشار" أن المخیمات فی الوطن و الشتات تجسد معاناة اللاجئین و خاصة فی ظل انعدام شروط الحیاة الکریمة و تدهور الأوضاع المعیشیة للاجئین و إذا کانت قضیة اللاجئین قضیة سیاسیة بالدرجة الأولى فهی أیضا قضیة ذات بعد إنسانی تتطلب العمل على توفیر سبل العیش الکریم للاجئین و تحسین مستوى الخدمات المقدمة لهم و الاهتمام بقضایاهم و شؤونهم لدعم صمودهم لحین تنفیذ حق العودة وفق القرار الأممی 194 الذی یکفل عودتهم إلى أرضهم و دیارهم التی شردوا منها.
وفی ختام حواره لوکالة قدسنا وجه أبو مور کلمة للاجئین فی ذکرى النکبة قال فیها" نقول لأهلنا و أحبتنا فی مخیمات اللجوء و الشتات و لأبناء شعبنا الصامدین إن إنهاء حالة الانقسام و استعادة الوحدة هو طریق العودة و استرداد الحقوق و أن مسیرة النضال ستتواصل و تستمر حتى تحقیق أهدافنا فی الحریة و العودة و تقریر المصیر و نقول إننا مطالبین أکثر من أی وقت مضی بتغلیب المصلحة الوطنیة العلیا لشعبنا و توحید کل الجهود و حشد کل طاقات و إمکانات الشعب الفلسطینی فی مواجهة الاحتلال الذی یمثل التناقض الرئیس لشعبنا و نقول أن شعبنا لن ینسى حقه فی أرضه و وطنه و لن یقبل بدیلاً عن حق العودة .
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS