الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

زیاد أبو زیاد: إسرائیل تسعى إلى تهوید القدس، والموضوع الإیرانی على رأس جدول الأعمال الإسرائیلی

 بیت لحم  ــ  خاص لقدسنا

قال المحامی زیاد أبو زیاد لمراسل وکالة قدسنا فی فلسطین إن إسرائیل تعمل منذ العام 1967 على تغییر القدس من مدینة عربیة إسلامیة الى مدینة یهودیة، وحول المفاوضات الجاریة قال السید أبو زیاد إن إسرائیل غیر مستعدة لا الآن ولا ماضیا ولا فی المستقبل سلام لان ذلک یتنافى مع المفهوم الصهیونی الذی قامت عله، وحول تهدیدات إسرائیل بضرب إیران قال السید أبو زیاد إن أمورا کثیرة سوف تتغیر فی المنطقة إذا أقدمت إسرائیل على فعل ذلک وأشار السید أبو زیاد إلى انه یتوقع أن یقوم السید محمود عباس بزیارة لدمشق وأن یقوم بإجراء اتصالات أکثر جوهریة مع طهران.  

و حول رؤیته لتأثیر الاستیطان على مستقبل مدینة القدس ، قال : منذ العام 1967 وإسرائیل تعمل على تغییر طابع مدینة القدس وتحویلها من مدینة عربیة فلسطینیة الى مدینة یهودیة، ویمکن القول انه من الناحیة العمرانیة نجحت الى حد ما فی تغییر طوبوغرافیة المدینة من خلال إقامة العدید من الأحیاء الیهودیة سواء فی قلب المدینة أو حولها، وتغییر طابعها الخارجی، وکذلک تغییر الإطار الخارجی للمدینة، وهی تسعى الى استکمال طوق المستوطنات المحیط بالمدینة من اجل فصلها وعزلها جغرافیا عن بقیة الأراضی العربیة، وبرغم ما تحقق لإسرائیل على الأرض وبرغم أنها استطاعت أن  تضیف حوالی 250 ألف مستوطن فی المنطقة الشرقیة من المدینة، إلا أن وجود المواطنین الفلسطینیین فی القدس سیبقى شوکة فی حلق الاحتلال، کما سیبقى عائقا أمام المحاولات الإسرائیلیة الهادفة الى تحویل القدس العربیة الى مدینة یهودیة.

وبشأن ما تتخذه إسرائیل من خطوات على الأرض إلا إن المفاوضات مستمرة، هل یعتقد انه وفی ظل ضعف اولمرت وحکومته بسبب ما أثیر من قضایا فساد ضده  یمکن إن یقدم شیء للفلسطینیین، صرح ابو زیاد : الموضوع لا یتعلق باولرمت وحکومته وإنما یتعلق بالمفهوم الصهیونی الذی قامت على أساسه دولة إسرائیل، حیث اعتقد بان إسرائیل غیر مستعدة لا الیوم ولا فی أی وقت سابق أو لاحق  بالتسلیم بقبول قیام دولة فلسطینیة مستقلة فی حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، واستطیع إن أؤکد أن إسرائیل کانت تعمل منذ أوسلو على إفشال أی فرصة لإقامة الدولة الفلسطینیة، والحقیقة إن إسرائیل تعمل کل ما بوسعها من اجل إفشال تحقق دولة على الأراضی المحتلة عام 1967.

وعن المفهوم والدور الذی قامت علیه إسرائیل، کشر موفاز عن أنیاب دولته وهدد بضرب إیران إن لم یقم العالم بذلک، هل تعتقدون أن لزیارة رایس علاقة بهذا الموضوع ، قال :الحقیقة إن الموضوع الإیرانی موجود على رأس جدول الأعمال الإسرائیلی وقد قالت إسرائیل فی أکثر من مناسبة بأنها سوف تضرب إیران إن لم تقم أمیرکا أو المجتمع الدولی بذلک، وقد نجح اللوبی الصهیونی بالضغط باتجاه ضرب العراق سابقا  وقامت أمیرکا فعلا بذلک وحصل ما حصل للعراق والآن یحاول اللوبی الصهیونی  وإسرائیل اعادة الکرة فیما یتعلق بإیران، وأخشى ما أخشاه انه إن لم تفلح المساعی بالضغط على أمیرکا للقیام بذلک هو أن تقوم إسرائیل بعمل ذلک وان تبادر الى ضرب إیران وبالتالی القیام بمغامرة لا احد یعلم نتائجها.

و فیما لو تحقق ذلک وأقدمت إسرائیل على ما وصفته بالمغامرة کیف سیکون تأثیر ذلک على المنطقة ، قال : یجب الإشارة أولا الى أن تصریح موفاز هو جزء من التنافس الداخلی على السلطة وخلافة أیهود اولمرت کما انه جزء من المزایدات  السیاسیة والإعلامیة فی إسرائیل، ومعروف انه کان لهذا التهدید أصداء وانتقادات واسعة، کما انه اثر على أسعار النفط فی الأسواق العالمیة بشکل ملحوظ، واعتقد بأنه إذا ما أقدمت إسرائیل على ضرب إیران، فان هنالک أمورا کثیرة قد تتغیر فی المنطقة، حیث لا احد یستطیع أن یضمن نوعیة الرد الإیرانی، کذلک فإننا نحن هنا متداخلین جغرافیا مع إسرائیل وسوف نتأثر بشکل مباشر بذلک، إضافة الى  أن لا احد یضمن ما الذی سیحدث فی المنطقة وقد تتغیر الکثیر من الأمور والمسائل فی الشرق الأوسط.

ورداً على سؤال من انه وما أن تأتی رایس أو غیرها من الساسة الأمیرکیین حتى تعلن إسرائیل عن توسیع أو زیادة الوحدات الاستیطانیة هل هذا یعنی أن هنالک موافقة ضمنیة أمریکیة على ذلک ، أجاب ابو زیاد : إن أی متابع  للموقف الأمیرکی یمکنه ملاحظة أن هنالک تراجعا فی المواقف الأمیرکیة فیما یتعلق بموضوع الاستیطان، حیث کانت الإدارة الأمریکیة تقول إن الاستیطان غیر قانونی، ثم تراجعت وقالت انه عقبة فی طریق السلام، ثم صارت تتحدث عن الخطوات أحادیة الجانب وتأثیرها على المحادثات، کذلک لا بد لنا من أن نتذکر رسالة الضمانات التی قدمها بوش لشارون والتی أعطى من خلالها "شرعیة" للضم والاحتلال حیث قال فیها بان من غیر الواقعی العودة الى حدود 1967 أو ما قبل ذلک، ولهذا  فانا اعتقد بان أمیرکا لا تعارض الاستیطان بشکل حقیقی، وکل ما یقال عن معارضة أمیرکیة فی هذا الموضوع لیس حقیقیا،والحقیقة أن إسرائیل لا تقوم بذلک فقط عندما تأتی رایس أو سواها الى المنطقة وإنما هی تقوم بذلک بشکل  مستمر وبدون توقف، وبأموال أمیرکیة فی کثیر من الأحیان.

وحول علاقة زیارة رایس بالحوار الفلسطینی أو اجتیاح غزة ، قال : اعتقد بان زیارتها لها علاقة بطبخ "شیء" یتم الإعلان عنه قبل نهایة ولایة بوش الذی لا زال یؤکد بان رؤیته  للدولتین سوف تتحقق قبل نهایة العام الحالی، ولا یمکن لأحد أن یستبعد أن لزیارة رایس علاقة بالموضوع الإیرانی ومبادرة الرئیس عباس  بشأن الحوار والتی تحظى بتحفظات وشروط أمیرکیة، وکذلک اجتیاح غزة والتهدئة.

وبشأن دعوة الرئیس عباس  للحوار ما هی إمکانیات نجاحها فی ظل الواقع الإقلیمی والدولی  والمتمثل بالضغوط  الأمیرکیة الإسرائیلیة على الرئیس عباس ، قال : الکرة الآن فی ملعب الإخوة  فی حرکة حماس، واعتقد  بان المسؤولیة الرئیسیة تقع على عاتقهم لان حماس هی من بدا بالعمل الانقلابی فی القطاع،  وها نحن قد أضعنا عاما کاملا  واجه فیه الشعب الفلسطینی الکثیر من المعاناة، والآن علیهم أن یدرکوا أن الشعب الفلسطینی لا یطمح بالحصول على دویلة هزیلة فی قطاع غزة، وإنما  یهدف الى أن یتحرر من الاحتلال ویقیم دولته المستقلة، والشیء  الوحید الذی  یضمن تحقیق ذلک هو الوحدة الوطنیة، واعتقد بان على الإخوة فی حماس أن یلتقطوا الفرصة،  حیث أن هذا هو الوقت المناسب لتحقیق المصلحة والمصالحة الوطنیة، ولا بد من أن تقوم حماس  بکل جرأة وان تتقدم أماما باتجاه المبادرة التی أطلقها الرئیس عباس حتى یلتئم الجرح الفلسطینی، اعتقد بان هناک ضغوطا تمارس على الرئیس عباس لتقیید حریته فی التحرک نحو حماس، لکن على حماس أن تتخذ الخطوة من اجل تعزیز موقف الرئیس من اجل الصمود أمام هذه الضغوط.

و إجابة على هذا السؤال :السید عباس أعلن عن مبادرته للحوار وقام بجولة عربیة، إلا أنها لم تشمل سوریا التی هی على علاقة هامة مع القضیة الفلسطینیة بحکم التاریخ والتواجد الفلسطینی  الفصائلی والشعبی، وکذلک لم یقم بزیارة طهران برغم ما لها من علاقة حمیمة مع حرکة حماس لماذا لم یقم بذلک بتقدیرکم ، أجاب : أنا لا اعتقد بان الرئیس عباس یمکن أن یستطیع زیارة جمیع العواصم فی جولة واحدة کما لا اعتقد انه لدیه موقف سلبی تجاه کل من سوریا أو إیران، واعتقد بان هذین البلدین مهتمان ومعنیان تماما بالمصالحة الفلسطینیة وبالمصلحة الفلسطینیة، وهما ینظران على المدى الاستراتیجی الى  مصلحة هذا الشعب ونحن فی الحقیقة نکن کل الود والاحترام والتقدیر للأخوة فی سوریا وإیران ویجمعنا معا تاریخ ومنطقة ودین واحد  بغض النظر عن التفسیرات  کلها  واعتقد بان الطریق  لا زال طویلا ولم ینته بعد ولذلک فأنا أتوقع زیارة قریبة یقوم بها عباس لدمشق، والى اتصالات أکثر جوهریة مع إیران.

( اعد الحوار رشید شاهین )

ن/25

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 140522







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)