السبت 12 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

مزاد التصریحات الجنونیة لحکام إسرائیل!

أفقدت الصواریخ التی تطلقها أیدی المقاومة الفلسطینیة ساسة إسرائیل صوابهم, وأوصلتهم إلى حالة من فقدان العقل اضطروا معها إلى فتح أفواههم بتصریحات تشیر إلى مدى استمرائهم القتل والتدمیر, وما ذلک علیهم بغریب فهم خریجو مدارس الجریمة الأولى فی العالم, وعلى صدورهم تتأرجح أوسمة القتل والتشرید والإبادة, وما شئت من مفردات تدل على أن الخیط الرفیع الذی قد یربطهم بالإنسانیة انبت منذ زمن غابر بعید.‏

و لعل مزاد التصریحات الجنونیة کان حامی الوطیس خلال الآونة الأخیرة, لذلک اندفعوا زرافات ووحداناً یرفعون عقیرتهم بالتهدید والوعید, وهذا التهدید یشیر إلى حالة الإفلاس السیاسی والنفسی التی وصلوا إلیها.‏

کبیرهم الصغیر قدراً وقیمة, الذی علمهم القتل وجعلهم أعلام جریمة یشار إلیهم ببنان الخزی والعار هو الذی افتتح المزاد, وماهی إلا لحیظات قلیلة حتى تقاطر أتباع ( أیهود أولمرت) ومریدوه من الوزراء وأعضاء الکنیست, فقد دبت فیهم الغیرة وعز علیهم أن ینفرد کبیرهم الصغیر بتهدید الفلسطینیین وتبشیرهم بالمزید من الأیام السوداء القاتمة, وراح الساسة الإسرائیلیون یدبجون تلک الخطب المنمقة, یحدوهم الأمل الکبیر بانتزاع لقب المجرم الأکثر دمویة فی تاریخ الکیان الصهیونی, بعد أن رؤوا أن رئیس الوزراء الحاقد (أولمرت) بات أوفر المرشحین حظاً لنیل هذا اللقب الذی یعتز به کل من سار على طریق الجریمة والتخلی عن کل ما یربطه بالإنسانیة من وشائج وأواصر.‏

بدأ ( أولمرت) المزاد بالتهدید باغتیال القیادات السیاسیة لحرکة المقاومة الوطنیة الفلسطینیة حماس فی قطاع غزة, وانتفخت أوداجه حتى خشی محبوه المجرمون علیه من الاختناق, وهو یفغر فاه أمام أعضاء حکومته معلناً عزم حکومته على استهداف المسؤولین الفلسطینیین دون استثناء.‏

لقد حاول ( أولمرت) أن یقترب اقتراباً مباشراً من الحقیقة فخذله خوفه الدائم منها, عندما کشف النقاب عن أن الاغتیالات المنظمة باتت سیاسة شبه رسمیة اعتمدتها حکومته وظفرت بثقة الکنیست الإسرائیلی, لکنه لم یستطع الوصول إلى الحقیقة کاملة وظل بعیداً عنها, لأن الحقیقة الکاملة تقول إن المسؤولین الفلسطینیین کلهم هدف لآلة قتله وعدوانه, ومعهم الأطفال والنساء والشیوخ وحتى أعضاء المنظمات الإنسانیة التی تسعى بما تملک من وسائل متواضعة لتضمید جراح الشعب الفلسطینی الأعزل فی قطاع غزة.‏

ورشات تصنیع المواد الغذائیة والخشبیة هدف مباح للصواریخ والقذائف الإسرائیلیة, ومن یدری فقد تکون هذه الورشات قادرة على جعل هذه المواد صواریخ تنهمر على ( سدیروت) وغیرها من المستوطنات الإسرائیلیة حسب منطق ( أولمرت) ویا له من منطق!.‏

تلا ( أولمرت) فی المزاد نائب رئیس الوزراء ( حاییم رامون) فلم یجد أمامه إلا العودة إلى سجل إسرائیل الحافل بالاغتیالات, فأعاد إلى الذهن الجریمة التی ارتکبتها إسرائیل عندما أقدمت على اغتیال الشیخ الجلیل ( أحمد یاسین) مؤسس حرکة حماس عام ,2004 وذکر أن على إسرائیل التی ارتکبت هذه الجریمة النکراء أن تمطر مناطق غزة بوابل من النیران. ولم یأت وزیر الحرب ( ایهود باراک) بجدید عندما قال: إن الجیش الإسرائیلی سیواصل بکل السبل ضرب واغتیال القیادات الفلسطینیة فی قطاع غزة.‏

أما ( زئیف بویم) وزیرالإسکان الإسرائیلی فوجد الفرصة متاحة للتعبیر عن حجم مخزونه الاحتیاطی الذی یفیض عنصریة وشحناء فقد وصف قادة حماس ( بالأفاعی) معلناً تأییده لاغتیالهم, وهم فی رأیه بمنأى عن أی حصانة, وذکر بأن حصانة قادة حماس حالیاً لاتختلف عما حصل للشیخ أحمد یاسین والدکتور عبد العزیز الرنتیسی اللذین استشهدا عام 2004 فی اعتداءات إسرائیلیة.‏

ولا بأس من تذکیر هذا الوزیر الإسرائیلی وغیره من ساسة الکیان الصهیونی أن قادة حماس یفتحون صدورهم للبنادق الإسرائیلیة غیر خائفین, وهم یعملون فی وضح النهار, یقدمون التضحیات الکبیرة دفاعاً عن عروبة فلسطین وحق أبناء شعبهم فی بناء الدولة الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشریف أولى القبلتین ومسرى النبی محمد علیه السلام, أما القادة الإسرائیلیون فهم الذین یلوذون بالجحور, ویقیمون أطیب علاقة مع اللیل والظلام فهم خفافیش أدمنت الظلمة لأنهم یکرهون الحقیقة ویخشونها.‏

إسرائیل هی التی تختبىء فی الجحر, تهرب من قرارات الأمم المتحدة, وتفر من مواجهة الحقیقة عندما تفکر فی الجلوس للتفاوض مع جیرانها العرب لإقامة السلام العادل الشامل الذی یعید إلى کل ذی حق حقه.‏

لقد جربت إسرائیل مراراً وتکراراً سیاسة التدمیر والاغتیالات فلم تحصد إلا الفشل الذریع, کانت تعتقد أنها ستلقی الرعب فی قلوب الفلسطینیین بسیاستها الحمقاء هذه فإذا بالرعب یستحیل تصمیماً على التصدی للإرهاب الإسرائیلی, ومزیداً من التشبث بالأرض والحقوق, خسرت إسرائیل بسیاستها تلک حتى أولئک الذین خدعوا بها یوماً فتعاطفوا معها وبات هؤلاء على قناعة أن إسرائیل هی المعتدیة الغاصبة, وأن الفلسطینیین هم أصحاب الحق الشرعیون, وأنهم سینالون هذا الحق الیوم أوغداً وإن غداً لناظره قریب.‏

( المقال للدکتور جهاد طاهر بکفلونی نشر فی صحیفة "الثورة" السوریة )

م/ ن/25


| رمز الموضوع: 140902







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)