شمولیة الأنظمة تقود لتغییر شامل..!

معظم الدول العربیة تقع تحت وطأة الأنظمة الشمولیة المغالیة فی قمع شعوبها وفی الإستئثار بالسلطة وتوارثها وفی الإرتهان للأجنبی ومما لا شک فیه ان خضوع الجماهیر العربیة لنفس المعاناة وتساویهم فیها یقود هذه الجماهیر الى وحدة المصیر , فحاضرهم واحد ومستقبلهم سیکون کذلک.  إنّ تشارک کافة الجماهیر العربیة فی هذا الواقع السلبی والقبیح لا ینفی عنه بعض الإیجابیة والجمیل فیه أن الشعوب العربیة باتت شریکة فی مستقبل واحد وأصبح أبنائها ملزمین فی صناعة التغییر مجتمعین ومتکاتفین کی ینالوا الحریة معا بعد أن شاهدنا الأحداث تنبئنا باقتراب سقوط حجر الدومینو الأول الذی سوف تبدء بعده بقیة الأحجار بالتسارع فی السقوط کنتیجة منطقیة لتداعیات المواجهة الشرسة التی تمارسها المقاومات الشعبیة ضد الإحتلالین الإسرائیلی والأمیرکی لفلسطین والعراق وأفغانستان وأجزاء من لبنان ونتیجة  منطقیة أیضا للإنتصارات العظیمة التی حققتها هذه المقاومات فی فلسطین والعراق وجنوب لبنان , إن سقوط أحجار الدومینو سیأتی أیضا ضمن إجابة الشعب على هیمنة اعدائنا التاریخیین على معظم أنظمتنا وتواجد حاملات طائراتهم وبوارجهم الحربیة فی البحار والخلجان العربیة والإسلامیة.

لم یعد خافیا على أحد أن المقاومات العربیة والإسلامیة فی کل من فلسطین ولبنان والعراق وأفغانستان أحتلت مکانا لها فی قلوب ونفوس الجماهیر العربیة والمسلمة وراحت تحدث تغییرا تراکمیّا بداخلهم سوف یقودهم حتما الى الثورة على أعداء الأمة فی الداخل والخارج. ویدلل على صحة هذا الکلام ما نشاهده من خروج أحرار العرب والمسلمین بمئات الآلاف الى شوارع المدن العربیة معبرین عن ألمهم ومعلنین عن تضامنهم مع أخوانهم الغزیین إثر تعرضهم فی الأیام القلیلة الماضیة للقتل والحرق والإبادة الجماعیة على ید العدو الصهیونی الغادر. ولا بد أیضا من رصد حجم الفرح الذی عبرت عنه الجماهیر بعد الصمود الأسطوری لمقاومی القطاع فی وجه الهجمة الإسرائیلیة الشرسة حیث دحرت المقاومة الفلسطینیه الإسرائلیین وأجبرتهم على التراجع کما لا بد من الحدیث عن الفرح الکبیر الذی عبرت الجماهیر الفلسطینیة والعربیة عنه إثر نجاح العملیة الإستشهادیة الإنتقامیة التی أصابت العدو الصهیونی فی القدس الغربیة فی مقتل وذلک بوصول ید المقاومة المبارکة الى مدرسة "مرکاز هراف" تلک المدرسة التی تخرّج منذ العام 1924 عتاة الصهاینة الأکثر تطرفا والأکثر خبرة فی الاستیطان والأشد کرها للأسلام والعروبة, لقد أثلجت العملیة صدور أحرار الأمة وشحذت عزائمهم وأضیف إسم منفذها البطل الشهید علاء ابو دهیم الى قائمة ابطال العرب والمسلمین العظماء من أمثال الشهیدین الشیخ أحمد یاسین وعماد مغنیة وشهداء عظام آخرین .

ما زال ورثة سایکس- بیکو مکابرین ومعاندین یرفضون التصالح مع شعوبهم ولا یقبلون التخلی طوعا عن استفرادهم بجمیع مقالید الحکم ویرفضون الإعتراف بالحقوق السیاسیة والإجتماعیة لأبناء الوطن , فمنذ أن عمل مقص سایکس- بیکو فی بلادنا اعتاد الحکام رؤیة المواطن خاضعا ومطأطئا لرأسه یسیطر الخوف على قلبه وعقله وربما لم یدرکوا بعد ان المقاومات العربیة والإسلامیة أدخلت المنطقة فی عصر جدید وراحت تصرخ بآذان المواطنین من أجل أن یستیقظوا وبآذان الحکام کی یکفوا عن الإستفراد بالسلطة والتحکم ظلما بمصائر شعوبهم... آلیة التغییر فی وطننا الکبیر انطلقت وستقودنا حتما لبلوغ الأنعتاق من التسلط والى التحرر والنصر ویبدو أن شمولیة الأنظمة ستجعل من التغییر المنتظر تغییرا شاملا أیضا سوف یمتد لیطال کامل المساحة العربیة والإسلامیة فی الإتجاهات الأربع.

( المقال للدکتورعمرعبد الهادی استلمته وکالة قدسنا )

ن/25