نداء استغاثةإلى أصحاب الجلالة والفخامة والسیادة

فی هذا الزمن الصعب تمر أمتنا بأحلک الظروف والصعاب فیما ترتکب السلطات الصهیونیة فی فلسطین أبشع المجازر فی توجه عام لتصفیة القضیة الفلسطینیة، کما یجری حصار غزة المجاهدة منذ أکثر من عام، بل ومنذ الانتخابات النیابیة الدیمقراطیة التی جاءت بحماس إلى الحکم، فلم تنفع هذه الدیمقراطیة لأنها لم تکن على مقاس الغرب کما لم تؤد إلى الاستسلام، کما وتزامن کل ذلک مع إعادة نشر الصور المسیئة للإسلام والمسلمین فی شخص نبیهم محمد (ص)، بل وطالب وزیر الداخلیة الألمانی الصحافة بإعادة نشر الصور فی مسعى تحریض للفتنة، کما عبرت الحکومتان الألمانیة والإیطالیة عن رغبتهما بالمشارکة والاحتفال بذکرى اغتصاب فلسطین وطرد شعبها فی أکبر مجزرة فی العصر الحدیث، کما دعت دور نشر فی فرنسا وإیطالیا مثیلاتها فی الکیان الإسرائیلی لتکون ضیف شرف علیها، فی الوقت الذی تجری فیه جرائم تصفیة للشعب الفلسطینی.
ومؤخراً طلعت علینا دولة الإرهاب الأمریکی بإرسال أساطیلها إلى سواحلنا فی خطوة معبرة عن نفسها لا تحتاج إلی شرح أو تحلیل، موضحة مشارکة الآلة الحربیة الصهیونیة فی قتل أبنائنا فی فلسطین وغیرها.
لقد شرعنت المنظمة الدولیة أکبر مجزرة فی التاریخ الحدیث حین أنشأت الکیان الصیونی تحت اسم دولة إسرائیل فخالفت میثاقها الذی أنشئت بموجبه فی نقطتین أساسیتین:
أولاً: أن میثاق تأسیس منظمة الأمم المتحدة قد أشار بوضوح إلى أن المنظمة لیست منظمة دینیة وهی موصوفة کونها منظمة علمانیة، إلا أنها مع ذلک أنشأت کیاناً دینیاً للیهود فی فلسطین وهو ما یتعارض مع میثاق الأمم المتحدة.
ثانیاً: لیس فی میثاق الأمم المتحدة ولا فی القانون الدولی ما یعطی المنظمة الحق فی مصادرة أرض شعب وإعطائها إلى آخرین لیسوا من هذه الأرض وبالتالی فقرار التقسیم الذی صدر فی عام 1947 هو قرار معدوم من الناحیة القانونیة.
ثم أبرمت منظمة التحریر الفلسطینیة اتفاقیتها فی أوسلو مع الدولة الإسرائیلیة المغتصبة للأرض والعرض والشرف، ومرت عشر سنوات من الهدوء فماذا تحقق؟
ثم طرحت القمة العربیة فی بیروت مبادرتها المشهورة التی قوبلت بالرفض الفوری والتعنت من الجانب الإسرائیلی والإهمال من الجانب الأمریکی، الذی تفتقت قریحته عن الدعوة إلى اجتماع أنابولیس لیس بغرض إنهاء المأساة الفلسطینیة وإنما انتصاراً للکیان الصهیونی، وإعلاماً کان الغرض منه حفظ ماء الوجه الکالح للولایات المتحدة الأمریکیة.
فی هذه الأیام یتعرض شعبنا فی فلسطین لعملیة تصفیة وإبادة جماعیة تستوجب منا وقفة شجاعة تظهر للعالم أننا قادرون على رد العدوان وإعادة الحقوق إلى أصحابها. انکم أیها القادة العرب ستجتمعون فی قمتکم المقبلة فی دمشق، وأمتکم والشارع العربی ینظرون إلی ما سوف تقدمون من عمل لبناء مستقبل مشرق بعیدا عن التنازلات والهرولات، وما یطلب منکم الیوم هو:
1 ـ عدم اتخاذ أی قرار یضفی الشرعیة على قرار التقسیم آنف الذکر.
2 ـ دعوة الدول التی تقیم علاقات مع العدو الإسرائیلی إلى سحب سفرائها.
3 ـ السعی الحثیث لجمع شمل الأطراف الفلسطینیة وتوحید کلمتها. والتاریخ یسجل وهو لا یرحم. والله من وراء القصد.
( المقال للمحامی السوری هیثم المالح )
ن/25