الى متى یبقى الفلسطینیون أداة بید امیرکا والکیان الصهیونی

انها الوقاحة بعینها ان تتدخل امریکا و الکیان الصهیونی بهذه الطریقة الفجة فی الشأن الفلسطینی وأن تمنعا التواصل بین الفصیلین المتخاصمین، ذلک الخصام الذی غذته هاتان اللئیمتان باثارة الفتنة والبغضاء بعد فوز حماس بالانتخابات علی منافستها فتح مما اغاظ زعیمتی الارهاب العالمی، وحرضتا عباس على افتعال مشاکل لإقالة حکومة حماس المسلمة المنتخبة بطریقة دیمقراطیة ونزیهة وباکثریة ساحقة تحسد علیها.

وکما یحدث فی البلدان العربیة من نزاعات وتفرقة وعدم اتفاق على موقف موحد للحیلولة دون وصول الاسلامیین الى السلطة بسبب التدخل الامریکی حتى لا تقوم ای قائمة للدول العربیة ولإبقائها فی حالة تشرذم وخلافات دائمة وبث روح الکراهیة والبغضاء بین حکامها من جهة وبین هؤلاء الحکام وشعوبهم من جهة اخرى، لتبقی المنطقة فی حالة غلیان وصراعات یسهل افتراسها الواحدة تلو الاخرى لکی تفوز اسرائیل فی النهایة وتسیطر على المنطقة العربیة بأکملها على مرأى ومسمع من حکامها وشعوبها.

فقد اوعزت اسرائیل الى حلیفتها امریکا بإشعال نار الفتنة والحیلولة دون استمرار حماس فی السلطة. فلولا حالة التخاذل والضعف الاخلاقی واللامبالاة التی اصابت الحکام والشعوب العربیة لما تمکن الکیان الصهیونی  من فرض ارادته على مقدرات العالم العربی وتصل بها الوقاحة والجرأة لاختراق هذا العالم وتفکیکه عن طریق اللعب بعقول حکامه وزرع الفتن بینهم لتفریقهم، وتبنیهم النظریة اللئیمة التی تقول: انا اولا ومن بعدی الجحیم. فبعد ان کانت استعادة فلسطین، کل فلسطین وعودة اهالیها المشردین الیها هی الهدف الاول للدول العربیة، حولتها امریکا واسرائیل بقدرة قادر الى مجرد حلم یصعب تحقیقه، مما جعل الحکام العرب یرضخون لهذه المشیئة مستسلمین تارکین الشعب الفلسطینی یواجه مصیره بنفسه.

 وبما ان الشعب الفلسطینی، هو جزء من النسیج العربی فقد اصابت العدوى قیادته الحالیة التی رضخت هی الاخرى للاملاءات الامریکیة ـ اسرائیلیة. فبعد موت الرئیس یاسر عرفات مسموما، تولى محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطینیة بتکلیف من الدولتین المارقتین اللتین رأتا فیه رجلهما الذی یصغی الیهما باستسلام بعد ان اختبرتاه سابقا فی اتفاقات اوسلو اللعینة وادرکتا مدى ضعفه وسهولة السیطرة علیه.

وقد اصغى عباس الیهما جیدا کعادته. فقد اقنعتاه بان حرکات المقاومة الفلسطینیة هی حرکات ارهابیة یجب القضاء علیها. وقد تم فعلا تجریم العملیات الفدائیة وتجرید معظم کوادر حرکة فتح من اسلحتهم. وعندما حیکت المؤامرات للقضاء على حرکة حماس، الرافضة للحلول الاستسلامیة، استشعرت الحرکة بالخطر وکانت السباقة للالتفاف حول المتآمرین بقیادة دحلان واحکمت سیطرتها على قطاع غزة. کان المتوقع  من السلطة الفلسطینیة الارتقاء فوق الاحقاد وتناسی الخلافات بعد ما حدث من مآسی لاهالی قطاع غزة. فرغم سقوط عشرات الشهداء المناضلین على مدى خمسة ایام متتالیة، ورغم الحصار الخانق المستمر على القطاع وموت أسر بأکملها بفعل الآلة العسکریة الاسرائیلیة، ورغم قتلها للاطفال والرضع والشیوخ ، قامت شلة منتفعة من الخلاف الحاصل بین الفصیلین برفض قاطع  المصالحة مع حماس. لیس لأنهم یعرفون مصلحة الوطن اکثر من حماس ولکن لأنهم یضعون مصلحتهم الشخصیة فوق کل مصلحة.

هم یخشون خسارتهم للدعم المالی الامریکی القائم على اشعال نار الفتنة بین الفریقین وفقدان مشاریعهم التی تدر علیهم ارباحا طائلة على حساب الشعب الفلسطینی المجوع والمقهور. الامل ، کل الأمل من الفئة الفتحاویة الغیورة على مصلحة الشعب الفلسطینی وقضیته العادلة ان تأخذ زمام الامور بنفسها بطریقة سلمیة سلسة لانقاذ ما یمکن انقاذه مما تبقى من ارض الوطن بعد ان خسر الشعب الفلسطینی الکثیر من جراء اتفاقات اوسلو المجحفة على ایدی الشلة الذین یصدقون الاوهام الامریکیة ـ الاسرائیلیة والاحلام السرابیة.

( المقال للصحفی ماجد الشریف )

( المقال لا یعبر بالضرورة عن رأی الموقع )

ن/25