العصابتان الکبیرتان فی العراق

قسم التحلیل والتفسیرـــ القسم العربی فی وکالة قدسنا
لم یکن لاحد ان یتصور ان العنف والفوضى والخراب السائد فى العراق هو الهدف الذى تسعى الولایات المتحدة وکذلک ربیبتها الکیان الصهیونی . فمنذ الایام الاولى وحتى اولى الساعات التی دخل فیها الجنود الامریکان أرض العراق ، سعى الصهاینة و الاسرائیلیون بشتى الطرق و بعلم من واشنطن ومن دون علمها التسلل الى العراق و التواجد فیه من أجل اغراض خاصة بهم ومنها والاهم بالطبع ما یزعمونه " من النیل الى الفرات " .
انه لمن المؤسف ان یتغاضى الکثیر من المراقبین او حتى جمیعهم التواجد الاسرائیلی فی العراق وحتى الصحفیین خاصة وان عملاء الکیان الصهیونی فی العراق او بالاحرى جنودهم یسعن دوماً من اجل التفرقة او تضخیم الخلافات والنزاعات الطائفیة والسیاسیة فی العراق و استغلالها حسبما یشاؤون .
لقد انفقت الولایات المتحدة حتى الآن ما یناهز 600 ملیار دولار على غزوها للعراق، ولکن الأحوال الأمنیة والإقتصادیة والسیاسیة فى العراق أسوأ الیوم مما کانت علیه فى الأیام الأولى للإحتلال. وخسر الجیش الأمریکى ثلث تعداد قواته العاملة فى العراق، بین قتیل وجریح، ولکنه لا یبدو قادرا على السیطرة على أى منطقة فى العراق، بما فیها المنطقة الخضراء فى بغداد نفسها، التى تعد أکثر قواعد الإحتلال تحصینا. کل هذا واضحة اسبابه وهو ما بذله عملاء الکیان الصهیونی للاستمرار فی تأزیم الاوضاع وبالتالی استغلالها.
على الرغم من ان الولایات المتحدة تستخدم، الى جانب الـ160 ألف جندى من جیشها، نحو 170 ألف مرتزق أجنبی ، مازالت واقعة فی المستنقع العراقی عارفة وغیر عارفة ، عالمة وغیر عالمة و راغبة وغیر راغبة ، هذا فی الوقت الذی یبذل فیه الکیان الصهیونی کل ما فی وسعه من أجل ترسیخ تواجده ونفوذه فی العراق ، خاصة وان الکیان معروف بمؤامراته ضد کافة بلدان العالم العربی والاسلامی دون ای تمییز .
عملاء و اعوان اسرائیل فی العراق مازالوا خلال الاعوام التی مضت على احتلال العراق یثبتون اقدامهم فی هذا البلد لکی یستهدفوا بلدان اخرى من معسکراتهم و مراکز تواجدهم هذا فی الوقت الذی نرى الجمیع یتغاضى هذا التواجد وخاصة بعض جیرة العراق بینما من الواضح ان الهدف الاساسی للتواجد الاسرائیلی فی العراق هو الاعتداء على هؤلاء الاخرین الذین وکأنهم لا یریدون ان فیقوا من غفوتهم الحالیة فی حین أدت غفوتهم السابقة الى ضیاع ارض فلسطین و للأسف.
التقاریر الواردة من شمال العراق تشیر بل تؤکد وجود بعض المعسکرات التابعة للکیان الصهیونی ومرتزقته هناک وعملیات التنصت التی یقوم بها هؤلاء ضد کافة بلدان المنطقة وخاصة المحیطة بالعراق و القریبة منه وکذلک یمکن التأکبد على ان غالبیة احداث العنف الطائفیة والسیاسیة فی العراق تنشب بسبب قیام الاسرائیلیین یإشعال نارها.
وقبیل أشهر نشرت فی وسائل الاعلام الغربیة صور حول مراسیم صهیونیة اقامها الجنود الیهود الامریکان فی العراق ... ومع ذلک لم یهتم بها أحد وللأسف الشد ید ... فمتى سیستیقظ البعض لمواجهة هذا الخطر ...
القوة العظمى، تکون عظمى بقدراتها على تغییر الواقع، لا عظمى بفشلها فیه؛ وتکون قوة عظمى بقدرتها على فرض نموذجها السیاسى والأخلاقی، لا بتحویل المسرح الذى تلعب فیه الى مسرح خراب وفوضى؛ وتکون قوة عظمى بإملاء إرادتها، لا بتحولها الى قوة تتوسل إرادة ونفوذ الغیر.
امام هذا الواقع لیس علینا الا القول ان امریکا و ازلامها فی المنطقة والذین یعملون بعکس رغبات شعوبهم یمهدون کل شئ من اجل توسیع النفوذ الامریکی وبالتالی الاسرائیلی فی المنطقة .
ن/25