معبر رفح یغلی من جدید فماذا ستفعل مصر
قسم التحلیل والتعلیق فی القسم العربی فی وکالة قدسنا
الاوضاع المعیشیة فی قطاع غزة إقتربت من الغلیان، بعد قرار حکومة الکیان الصهیونی وقف ارسال الوقود، وتکثیف هجماتها ضد المدنیین العزل ، مما ادى الى مقتل ستة یوم امس فقط ، بالاضافة الى اصابة عشرین آخرین بینهم اطفال.
الاسرائیلیون یتذرعون بمقتل اثنین من مستوطنیهم فی غارة لرجال المقاومة الفلسطینیة على معبر نحال عوز لتکثیف غاراتهم الجویة على القطاع، ولکن مثل هذه الذرائع لا تقنع احدا، لان الغارات وعملیات القتل لم تتوقف طوال الاشهر العشرین الماضیة.
ایهود اولمرت رئیس وزراء الکیان لم یتوقف عن وعیده بقصف الناشطین من حرکة المقاومة الاسلامیة حماس فی محاولة من جانبه للظهور بمظهر الزعیم القوی امام معارضین به فی الکیان ، ولکنه یدرک فی قرارة نفسه ان خیاراته تبدو محدودة للغایة، فالتهدیدات التی اطلقها وزیر حربه ایهود باراک طوال الاشهر باجتیاح قطاع غزة، واقتلاع حرکة حماس من جذورها حسب زعمه ، و وقف اطلاق الصواریخ، ما زالت مجرد کلمات جوفاء لم تطبق عملیا على الارض.
باراک یدرک ان عملیة الاجتیاح لو تمت، لن تکون سهلة، لان القوات الاسرائیلیة ستواجه مقاومة شرسة، جربت بعضا منها اثناء محاولة اقتحام شمال غزة قبل شهر وتکبدت خسائر کبیرة.
من المؤکد ان میزان القوی العسکریة بین الاسرائیلیین وقوات المقاومة یمیل بشکل واضح الى الطرف الاول، بل من السذاجة اجراء مقارنة بین قوة الطرفین وتسلیحهما، فالترسانة العسکریة الاسرائیلیة حافلة بشتى انواع الاسلحة واکثرها تقدما، بینما ما زال رجال المقاومة یعتمدون على اسلحة وصواریخ بدائیة.
إلا ان جدید المقاومة هو فی عدم تخوفها من التفوق الاسرائیلی العسکری، و وجود طابور طویل من الشبان الاستشهادیین الذین یتسابقون فیما بینهم علی الشهادة، فماذا یمکن ان تفعل القوات الاسرائیلیة بأناس یریدون الموت باسرع وقت ممکن للانتقال الى دار البقاء کشهداء مؤمنین؟
قطاع غزة سینفجر فی ای یوم من هذه الایام ، وربما یأتی الانفجار على الجبهتین الاسرائیلیة والمصریة معا، لان اوضاع الملیون ونصف الملیون من اهله باتت على درجة من السوء بحیث لم یعد فی الامکان تحملها او السیطرة علیها حتى من جانب حماس .
السلطات المصریة وعدت فی اعقاب الانفجار الحدودی الاخیر بایجاد صیغ دائمة لابقاء معبر رفح مفتوحا امام ابناء القطاع للخروج من اجل العلاج او الزیارة او قضاء الحاجات الضروریة، ولکن وعودها هذه لم تنفذ على الاطلاق رغم جولات الحوار التی اجرتها مع وفود تمثل حرکة حماس و الجهاد الاسلامی .
المسؤولون فی حرکة حماس هددوا بانهم لن یصمتوا طویلا على عملیات تشدید الحصار وابقاء المعابر مغلقة بالصورة التی نراها حالیا، وبدلا من ان تسارع السلطات المصریة الى تکثیف اتصالاتها مع حلفائها الامریکان والاسرائیلیین لفتح المعبر وتجنب اقتحامات جدیدة، بادرت بتکثیف حراساتها على الجانب الاخر من الحدود مع قطاع غزة، وهذا تصرف ینطوی على الکثیر من قصر النظر والاستهتار بأرواح الناس المحاصرین فی القطاع. هذا فی الوقت الذی افادت الانباء ان اصحاب المتجر فی رفح قاموا بالتزود ببضائع کثیرو إنتظاراً لفتح المعبر ثانیة و بیع بضائعهم للغزیین .
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS