صکوک غفران وفتاوى ضد حزب الله وقوى المقاومة
أمس الأحد تم توزیع بیان على مواقع الانترنت موقع من قبل 22 من رجال الدین فی العربیة السعودیة لم یکتفوا فیه بتکفیر الشیعة حیث أننا نعتقد بأن هنالک من ' الکفار' من هم أفضل من بعض المسلمین – الذین تآمروا فی الماضی ولا زالوا وسیبقون على تآمرهم مستقبلا - فی الدفاع عن قضایا لها علاقة بالإسلام وحقوق المسلمین وهذا ما نلمسه هنا بفلسطین حیث یأتی للتضامن مع الشعب الفلسطینی وفود غیر مسلمة وقد تکون بلا دیانة محددة من أوروبا وأمیرکا وغیرها، لا بل قام هؤلاء – الذین یعتقدون إن الله استخلفهم فی الأرض- بتشبیه الإخوة الشیعة بشذاذ الآفاق من المستوطنین من الذین اغتصبوا فلسطین ولا زالوا یطمحون بالسیطرة على المزید من بلاد العربان والمسلمین.
لم یکتف هؤلاء 'الخلفاء' بذلک لا بل ذهبوا کذلک إلى التحریض على الشیعة، هذا عدا عن محاولاتهم الإساءة الى کل من یصدق ' مزاعم' حزب الله والقوى المقاومة والشیعة، وأن کل الذین یعتقدون بان هذه القوى هی طلیعة الأمة ورأس حربتها فی الوقوف فی وجه المحاولات الأمیرکیة للسیطرة على الأمة وإخضاعها إنما هم مخدوعون وبالتی 'مغفلون غافلون' ولا یمکنهم التمییز بین ما هو فی صالحهم وصالح الأمة وبین ما هو ضد مصالح هذه الأمة.
إنها العودة الى العصور الوسطى عندما کانت الکنیسة توزع صکوک الغفران على المسیحیین فی أوروبا وإنها العودة الى عصور الظلام والتخلف والإقطاعیات وعصر العبید والردة، البیان الذی أصدره هؤلاء 'الرهبان' لیس سوى شکل آخر من صکوک الغفران وشکل آخر من محاولة العودة بهذه الأمة الى قرون من الزمن وکان امة العربان بحاجة الى مزید من التخلف والقهر والفرقة، وکان الأمة بحاجة إلى هؤلاء المجموعة من ' الرهبان' کی یزداد تقهقرها وتخلفها وتبعیتها للأجنبی.
البیان الذی وقعه مجموعة 'الخلفاء' یتحدث بشکل فیه الکثیر من الإساءة والتجنی على الشیعة والمذهب الشیعی ولا اعتقد أن من الممکن لعاقل أن یصدق بان هؤلاء الذین وقعوه یرومون مصلحة الأمة، لان من غیر الممکن لمن یرید ذلک أن یقوم بتکفیر الآخر وأن یقوم بمحاولات تشویه أهدافه وتصویره على أنه أصبح أکثر خطورة من دولة الاغتصاب فی فلسطین.
هذا البیان لیس سوى محاولة أخرى محمومة من اجل حرف أنظار امة العرب والإسلام عن الخطر الحقیقی الذی تشکله قوى الهیمنة والتسلط والاغتصاب متمثلة فی الولایات المتحدة الأمیرکیة ومن یقف معها من قوى البغی والعدوان وفی المقدمة دولة الاغتصاب فی فلسطین، ونعتقد انه کان حریا بهؤلاء 'الرهبان' أن یقوموا بالدعوة الى الجهاد أو إدانة العدوان فی فلسطین والعراق وأفغانستان واحتلال الأراضی العربیة فی فلسطین وسوریا ولبنان وان یقوموا بالدعوة الى فک الحصار عن أبناء فلسطین فی قطاع غزة وان یطالبوا بإنهاء الاحتلال الإسرائیلی للأراضی الفلسطینیة والعربیة، وان یرفعوا أصواتهم ضد الإجرام والاحتلال الأمیرکی فی العراق وان یحددوا البوصلة باتجاه العدو الحقیقی الذی یحاولون بمثل هذه البیانات إلهاء الأمة وأبناءها عن الأعداء الحقیقیین والطامعین فی السیطرة على الأرض والإنسان.
إن محاولة ربط قوى المقاومة فی لبنان وفی المقدمة حزب الله بالصهیونیة والصلیبیة لیس سوى محاولة تبعث على الغثیان وهی محاولة مکشوفة للدفاع عن قوى نعلمها کما یعلمها الجمیع ارتبطت تاریخیا بإسرائیل وأمیرکا وهی محاولة 'للاستغباء' والاستهتار بعقولنا حیث أننا نعلم تماما فی أی الخنادق تصطف کل من القوى الموجودة فی لبنان وفی غیر لبنان، کما أنها محاولة من هؤلاء للدفاع المبطن عن الأنظمة السیاسیة التی اصطفت فی الخندق الأمیرکی عندما تمت استباحة العراق وأفغانستان وسهلت احتلالهما من خلال أراضیها وأجواءها وهی التی مولت الحرب وقدمت کل ما یمکن تقدیمه فی خدمة السید الأمیرکی.
إن من یدعو إلى تصفیة الشیعة فی السعودیة ومن یدعو الى استئصالهم وإجبارهم على اعتناق الوهابیة وهدم مساجدهم أو إیداعهم فی معتقلات جماعیة على غرار ما فعل النازی لا یمکن النظر إلیه على انه یحرص على الإسلام ولا على الأماکن المقدسة وإلا ما الذی یمنعه من الدعوة الى تحریر الأقصى الذی یجثم الاحتلال على صدره منذ ما یزید على الأربعین عاما أم ترى صار هذا المسجد کنیسا بنظرهم أو أن هذه باتت مسؤولیة الفلسطینیین وحدهم.
یبدو أن الذین أصدروا البیان لا علاقة لهم بالشارع العربی والإسلامی، کما یبدو أنهم لم یسمعوا بقصة المصلین الذین انهالوا على احد الأئمة فی احد المساجد فی العاصمة الأردنیة بالأحذیة عندما تهجم على حزب الله وسید المقاومة، والحقیقة أننی کنت أتمنى أن یکون هؤلاء الذین ذیلوا هذا البیان بتوقیعاتهم أن یکونوا فی أی بلد آخر غیر السعودیة لان مصیرهم لن یکون بحال من الأحوال أفضل من حال إمام المسجد فی عمان، فقط قلیل من الخجل.
( بیت لحم ــــ الکاتب والصحفی رشید شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS