فلسطین لا تزال حاضرة بعد 19عاما على رحیل الإمام الخمینی"رض"
تسعة عشر عاما مضت على رحیل قائد الثورة الإسلامیة ومفجرها الإمام الخمینی " رحمه الله" ، ولکن بعد هذه الأعوام التی مضت ، هل هی ذکرى فقط أم استلهام وفکرة، ربما الأجیال الجدیدة ونتیجة للغزو الثقافی " ثقافة العوملة" لم تعرف ماذا أعطى وقدم الإمام الخمینی رحمه الله لفلسطین.
الإمام أحب فلسطین وفلسطین أحبته ، الإمام انتصر لفلسطین وفلسطین ناصرته ، الإمام وجه صرخة استکبار فی وجه قوى الظلم والکفر والاستبداد العالمی وقال الحیاة لأهل فلسطین ، فهتف له الفلسطینیون" إمام إمام ".
فلم تکن فلسطین مجرد اسم دولة لدى الإمام ، بل کانت هی المشروع الإسلامی المستقبلی فی فکر و وعی الإمام ، هذا الفکر نقله لأعوانه ومریدیه وکل من جالسه من القادة الفلسطینیین ، ولکل مواطن إیرانی استمع لخطبه فی یوم الجمع ومن خلال دروسه ، ولکل فلسطینی وصلت إلیه هذه الأخبار سواء بقراءتها أو الاستماع لها ".
نعم مضت تسعة عشر عاما على رحیل الإمام ، لکن هذا الرحیل بالجسد فقط ، فروح الإمام وتعالیمه السمحة ورؤیته لفلسطین والمشروع الإسلامی لا یزال الشباب الفلسطینی- الإیرانی والعربی المسلم یستلهما وتحیى فیه عروبته ودینه وتجدد به دماء المقاومة والجهاد".
الإمام "رض" ، أیقن برؤیته المستقبلیة حقیقة وجوهر الصراع فی فلسطین، صراع الحق والباطل ، وانتصار الإسلام والمقاومة على الصهیونیة- الأمریکیة وقوى الشر والکفر ، لم یکن حدیث الإمام "رض" عن فلسطین مجرد صدفة أو استهلاک إعلامی، فهو الذی قال جملته الشهیرة" لو ان کل مواطن أخذ حفنه ماء لأغرق إسرائیل " ، وإذا نظرنا فی هذه الجملة ووقفنا أمامها لأیقنا الرؤیة الهادفة التی کان الإمام" رض" یهدف إلیها ، ألا وهی وحدة الشعوب العربیة والإسلامیة من أجل نصرة فلسطین وتحریرها من الکیان الصهیونی الغاصب .
ولعل کتب ومراجع التاریخ تؤکد ذلک فالإمام الخمینی " رض " کان یعلن عن مساعدته للکفاح المسلح ویفتی بوجوب العمل على إزالة الکیان الصهیونی ضمن فتواه التاریخیة التی قال فیها "یجب على الدول الإسلامیة وعلى عامة المسلمین إزالة عنصر الفساد "إسرائیل" وألا یقصروا فی مساندة الثوار ویجوز لهم صرف الزکاة وسائر الصدقات فی هذا الأمر المصیری".
وإذا نظرنا وتعمقنا فی شخصیة الإمام الخمینی "رض" فهی شخصیة کرازماتیة سمحة ، تجده هادئا ، یقابل الأمور برؤیة وتروی ، حتى فی اللحظات الأخیرة من مرضه کان بهدوئه وصبره ینتصر على المرض، لکن إرادة الله دوما فوق کل شیء ".
شخصیة الإمام التی وقف أمامها الکثیرون والذین یتفرسون به قالوا" هدوء الإمام یعطی من یقف أمامه السکینة والطمأنینة ویحیر أعدائه ، هذه الشخصیة التی انتصرت لدین الله ولرسوله الأعظم وآله بیته الأطهار رضوان الله علیهم جمیعا ".
وبفضل شخصیته کان دوما لصراع الحق انتصارا على الباطل ، وبفضل إیمانه بعدالة مشروعه الإسلامی انتصر الإمام الخمینی " قدس سره " لفلسطین ".
للکاتب والصحفی الفلسطینی المقیم بغزة و مختص بالشؤون الإیرانیة – الفلسطینیة ناهض منصور )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS