أوباما یقدم أوراق اعتماده للصهاینة
إن حدیث الزعماء الأمریکیین عن الحریة وحقوق الإنسان سرعان ما یتوارى حین یتعلق الأمر بإسرائیل وفی خلفیة هذه المواقف المبتذلة من القادة الأمریکیین الصوت الانتخابی لیهود أمریکا وأموال الدعم للحملات الانتخابیة ، ناهیک عن وسائل الإعلام الکبیرة والمسیطرة لملاک أکثریتهم من بنی صهیون فکراً وولاءً .
لقد کشف أوباما مبکراً عن وجهه القبیح فیما یخص شعبنا وقضیته الوطنیة ولن یحسن من صورته کل الحدیث الآخر عن الاستیطان والدولة الفلسطینیة ذلک أن ما یبقى فی السیاسة الأمریکیة بعد تولی هؤلاء للسلطة فی البیت الأبیض هو الدعم اللامحدود للکیان الصهیونی ، ولا یغیر من هذه الحقیقة کل الکلام الدارج هذه الأیام حول تراجع أهمیة الدور الإسرائیلی للمصالح الأمریکیة فی المنطقة .
لن ندخل هنا فی مسائل الارتباط الدینی والمفاهیم الأسطوریة حول نظرة الأمریکیین من کلا المذهبین المسیحیین لقیام دولة یهود فی فلسطین ، لکن ما یجب فهمه فی هذا الإطار أن هناک قناعات تولدت عبر أجیال من الکذب والتلفیق وتسخیر امکانات المؤسسات الدینیة المسیحیة المحافظة تجاه قدسیة الدولة الیهودیة باعتبارها تجسیداً حیاً لإرادة الرب .
ولکی تصبح جهودنا مفیدة فی مجال مکافحة هذه المفاهیم وإظهار صورة العدو العنصری على حقیقتها لاوباما ولغیره لابد أن نعمل على مستویین الأول ثقافی شعبی یرکز على النشاط المدنی والمنظمات غیر الحکومیة وباحتکاک مباشر مع المجتمع الأمریکی وخصوصاً أن هناک ملایین العرب والمسلمین ممن یحملون الجنسیة الأمریکیة ویقیمون فیها. والثانی على المستوى الرسمی وخصوصاً الجانب الاقتصادی حیث حجم هذه المصالح بین العرب والأمریکیین یفوق شبیهتها بین أمریکا وإسرائیل . وفی کل الأحوال "ما حک جلدک مثل ظفرک" وعلینا أن نشمر عن سواعدنا وعقولنا لبدء حملة نشاط حقیقیة ومنظمة لإحباط توجهات أوباما حتى لو قال لنا البعض أن هذه التصریحات هی مکررة وتمثل مجرد دعایة انتخابیة سرعان ما یتراجع عنها المرشح حین یتولى الرئاسة . ولان هناک احتمال قوی لاستمرار الجمهوریین فی البیت الأبیض عبر المرشح الجمهوری جون ماکین وبالتالی بقاء السیاسة الأمریکیة الداعمة للکیان بطریقة فجة وبنظرة منحرفة لقضایانا فان المهمة التی تنتظرنا ستکون أکبر وأعقد على الأرجح .
أوباما لم یأت بجدید فی موقف الساسة الأمریکیین الطامحین للرئاسة وسیبقى الأمر على هذا النحو لزمن طویل ، فمتى نغادر أوهامنا وأحلامنا حول الصدیق الأمریکی وإمکانیة توازنه تجاه حقوقنا المغتصبة ؟ وهل یمکن أن نتغیر نحن فی اتجاه الحفاظ على مصالحنا وکرامة أمتنا ؟.
(بقلم : زیاد ابوشاویش )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS