السبت 12 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

لماذا الدهشة والاستغراب من تصریحات أوباما وماکین؟

لا تهمنا مسرحیة الانتخابات الأمیرکیة والتی تنتهی فصولها فی تشرین الثانی,ولا حاجة لنا للتخمین فیمن سیفوز.

فاللعبة الدیمقراطیة الأمیرکیة, مفصلة لإیهام الشعوب والأمریکیین. بأن الناخب هو من قرر من یکون الرئیس.

ولأن رجال المال والنخبة فی بلاد العم سام, باتوا على درایة, بأن الانتخابات تعانی من قلة عدد المقترعین.لأن کثیر من الأمیرکیین سئموا منها, وغیر مکترثین بها,حین حصر حقهم بحق الاقتراع والتصویت. فأمل المواطن الأمیرکی العادی فی الترشح لأن یکون سیناتورا أو رئیس , أضغاث أحلام  وفی حکم المستحیل. لأنه المرشح یلزمه أولا بان یکون لدیه المال الوفیر. وأن یکون من طبقة النخبة ثانیا. والمال والنخبة محصورین  بشرکات النفط والتسلیح وأساطین الصناعة والتجارة والإعلام  والبنوک, وهؤلاء هم أصحاب القرار و النفوذ.وهم من سیتحکم بمسارها ویخوض أو من  یختارون لخوض غمارها من الأمریکیین.وهم من سیمول ویدعم حملاتها. والأمیرکی على قناعة تامة بأنه سیبقى مهمش ما لم یکن فی عداد هؤلاء, أو ینال رضاهم وموافقتهم على الأقل. وما علیه وعلى باقی الشعوب, سوى الانصراف بنهایتها,إما إلى الفرح والتهلیل والتصفیق, أو إلى الإحباط والأسى والحزن والعمیق. وأن رجال المال والنفوذ  والنخبة فی کلا الحزبین الدیمقراطی والجمهوری, قرروا أن یکون لهذه اللعبة الدیمقراطیة لون وطعم  جدید, لعلها تفلح فی زیادة عدد المقترعین. واختاروا بعد تدقیق وتمحیص ,الجمهوری جون مکین والدیمقراطیین باراک أوباما و هیلاری کلینتون. لأنهم على درایة:

·    بأن کلا الحزبین فقدا  الکثیر من الوهج والتأثیر, وحتى أن الأمیرکیین سئموا التناحر بین اللونین الأحمر(الجمهوریین) واللون الأزرق (الدیمقراطیین), ومن السباق بین الحمار والفیل.

·    وأن الإفلاس الأخلاقی للنظام الامبریالی,حول الأمیرکیین إلى شوارد,تستقطبها إما التیارات المحافظة والأصولیة, أو النزعات العرقیة,أو التیارات اللیبرالیة,أو التی تدعوا للتمسک بالقیم والأخلاق والدین.

·     وان کثیرا من الأمریکیین باتوا یعتبرون اللعبة الدیمقراطیة منقوصة ویشوبها الکثیر من الغموض. وخاصة فی الدور الکبیر المناط للمندوبین , وحرمان ولایات من حق الانتخاب. إضافة أن  المکاسب یحصدها رجال المال والنخبة والشرکات. وهم من یفاخرون بأنهم هم من اختاروا الرئیس والنواب. والخطأ والهزیمة والفشل یحمل مسئولیتهم دائما للناخبین,ویدفعونهم تمنا باهظا لها, اقلها أرواح البنین.

·    وأن المحافظین الجدد واللیبرالیین المتصهینیین,وهم عماد إدارة جورج بوش, مازال تأثیرهم کبیر. لوجودهم فی کلا الحزبین. وأن من مصلحة الامبریالیة هو الاستمرار فی الاعتماد على المحافظین.

·    وأن غزو العراق جر على الامبریالیة والولایات المتحدة الکثیر من المصائب والویلات. ولذلک یجب على الإدارة الأمریکیة القادمة إعادة صیاغة شکل الاحتلال وطرق وأسالیب التعامل معه من جدید.

·        وأن الحرب على الإرهاب باتت مثلومة,وتحتاج  لإدارة جدیدة تجری علیها الکثیر من عملیات التعدیل.

·    وأن الدیمقراطیون  والجمهوریین لا یحظون سوى بنسبة 55%  فقط من أصوات الأمریکیین. فإن من سیقرر النتیجة هو أصوات غیر المکترثین, والتی تفوق 45%.وهم من یقترعون فی اللحظات الأخیرة.

ولکی لا تخرج اللعبة عن مخططها, أختیر الثلاثة بدقة ,لیمنحوا العملیة الانتخابیة الکثیر من الوهج والتأثیر:

1.      فالثلاثة من المحافظین واللیبرالیین الجدد, ومن ذوی النفوذ والتأثیر فی المجتمع الأمیرکی.

2.   وأوباما کونه من السود, سیجر الملونین بکثافة إلى صنادیق الاقتراع.ویرى أوباما أن ماکین لیس إلا نسخة عن جورج بوش. بینما یعتبر جورج بوش: إن ترشیح أوباما یثبت أن أمریکا تطورت کثیرا. بینما تقول هیلاری کلینتون: السیناتور باراک أوباما صدیقا جیدا لإسرائیل.

3.   وهیلاری کلینتون کأول أمرأة تترشح لمنصب الرئیس , سوف تحث النساء الأمریکیات على التصویت.وخاصة أنها تملک عطف ومحبة ناخبی ما یعادل 18 ملیون صوت.

4.   وماکین أحد أبطال حرب فیتنام وشارک فی العدوان على لبنان, وأحد الصقور الذین خططوا للعدوان على العراق, سیبقى رمزا من رموز الرعب والتهدید. ویدعی أنه رشح نفسه  بهدف الحفاظ على سلامة وامن بلده الذی یحبه کثیرا ومغرم فیه ,ولأن الحنکة تنقص أوباما بکثیر. وحین سأل عمن سیکون نائبه فی حال فوزه أبتسم وأجاب بروح الدعابة والتنکیت والمرح: أنه سیستعین بمحرک غوغل البحثی على الإنترنیت لیجد من یکون ساعده الأیمن.

5.      والمعرکة الانتخابیة بین الثلاثة,أرید لها أن تکون حامیة الوطیس زیادة فی التمویه والتضلیل.

6.      والثلاثة متشددین بتعهد أمن ودعم وتسلیح إسرائیل وحقها فی الوجود وممارستها الإرهاب.

7.   والثلاثة تجنبوا الخوض فی ظواهر الانکماش الاقتصادی,وارتفاع معدلات البطالة.وهشاشة الاقتصاد, وتفاقم أزمة الرهن العقاری. وظاهرة ارتفاع أسعار النفط. و تجاهلوا عن عمد موضوع عدم أحترام المبادئ الأخلاقیة بعد أن انتهکتها الإدارة الأمریکیة. وأهملوا وضع 3,2 ملیون معتقل أمریکی, ومعهم نسبة 11% من السود معتقلون فی السجون, وکذلک أزیاد نسبة المعتقلین عام عن عام والتی تمثل حالیا 762 سجین لکل مئة ألف أمریکی. ولکن أوباما  أشار إلى بعضها حین قال: أن ماکین یسعى لمواصلة سیاسة بوش المشینة التی رفعت نسبة البطالة والحجز على العقارات وأدت إلى غلاء الوقود بشکل غیر مسبوق, کما زادت کافة الضمان الصحی ونفقات التعلیم وأسعار الغذاء, وکل هذا فی ظل ثبات کامل الأجور.

خاض باراک أوباما حملته لیضمن اختیار الدیمقراطیین له, ویهزم منافسته کلینتون, فتحقق له ما أراد. ورغم إضافتهم لتشکیلة من البهارات الحارة لحملته للتأکد من قدرته على استساغة مذاقها وطعمها  لیعتاد علیها,  إلا أنه نجح فی هذا المجال.فلا اتهامه بأنه من أصل إسلامی أو أفریقی, أو علاقته برجل أعمال سوری أثرت علیه, وخرج منها ومن غیرها کما تخرج الشعیرة من العجین.ولم یلزم نفسه بأی وعد للسود,لأنه یعتبر فوزه فوز لهم , وعلیهم أن یقترعوا له مجبرین. ووجد جورج بوش وإدارته متعبین وممقوتین ,فأنهال علیهم صفعا بکل قدرات اللسان من نقد وتجریح. ولأنه على قناعة بان حزبه لا یملک سوى 30% من أصوات الناخبین , لذلک اضطر أن یوظف شخصیته وشخصیة زوجته , وأن یتجنب الحدیث عن حقوق السود, أو أن یسیء للعنصریین البیض, وأن یؤجل زیاراته للعراق وأفغانستان إلى ما بعد فوزه على کلینتون. ولکی لا یدع منافسیه ینالون منه من خلال توددهم لإیباک والمنظمات الصهیونیة الأخرى, فقد زارهم هو الآخر,  وتفوق علیهم بتصریحاته بخصوص إسرائیل. لیخلق جدل کبیر وقدرا من التأثیر, ولیبقى أکثر حریة, وطلیق الیدین فی کثیر من الأمور.

وخاضت هیلاری کلینتون معرکتها الانتخابیة فی جو أسبغت علیه الکثیر من الضبابیة,واقترفت الکثیر من الأخطاء. منها تناقض مواقفها بخصوص العراق, وبخصوص الوضع الداخلی , وعدم إلتزامها بنصائح زوجها بیل کلینتون. وبظنها أن استدرار عطف الأمریکیین لخیانة زوجها لها کاف,وحشدها  النساء الأمریکیات خلفها سیکسبها الأصوات التی توصلها إلى البیت الأبیض کأمرأة لأول مرة. فکررت نفس الخطأ الذی أرتکبه آل غور.

وحقق ماکین فوزا سهلا على منافسیه الجمهوریین,لأن الجمهوریین باتوا مقتنعین أنه أفضل حصان بحوزتهم, فباقی أحصنتهم  مهزومة أو واهنة  او جریحة أو متعبة ومنهکة لیس لها أدنى قدرة على المسیر. وزار ماکین إسرائیل یطلب الدعم والتأیید, وسافر إلى العراق وأفغانستان لیوهم الأمریکیین بأنه یبللور حل جدید. ولکنه یعانی من متاعب جمة.فالجمهوریین تضاءل نفوذهم إلى نسبة لا تتعدى ال22% من أصوات الناخبین الأمریکیین. وأن إدارتهم الجمهوریة التی یرأسها جورج بوش باتت غیر محترمة ومهزومة  بنظر75% من الأمریکیین . وأن دعم جورج بوش سیضره حتما دون أن یفید. فأختار أن یتطاول على أوباما بلسان سلیط, وأن یعد الأمریکیین بانسحاب مشروط من العراق, حتى لا تخسر بلاده هیبتها واحترامها.  و یشعر بأنه فی موقف حرج , فلا هو یستطیع أننقاد الحرب على العراق لأنه أحد صناعها, ولا  الدفاع عنها لأنها باتت محرقة. و لیسهل جورج بوش  طریق مکین راح یضغط على عملاء العراق توقیع معاهدة تبرر الوجود الأمیرکی بشقیه العسکری والاقتصادی.

ما یهمنا فی هذا المقال هو إزالة الغموض وسؤ الفهم والالتباس الذی دفع بالعرب والمسلمین أنظمة وحکام وجماعات وفرادى,على استنکار واستهجان تصریحات باراک أوباما وموقفه الداعم لإسرائیل. والتی لن یکون لهذه التندیدات من معنى , أو من قوة وقیمة إبرائیة , ولن تفلح فی العیر أو النفیر أو إخراج الزیر من البیر.

فالمرشحون الأمریکیین ملمون بکثیر من الأمور, وبالقوى المؤثرة فی الانتخابات. ویتخذون مواقفهم على أساس:

أن التحالف بین الولایات المتحدة الأمریکیة وإسرائیل هو تحالف إستراتیجی لا یمکن لأحد فصم عراه, أو التنصل منه. فإقامتها تم بقرار أمریکی, وحتى بنائها عسکریا واقتصادیا وصناعیا تم بمال أمریکی.

ووجود إسرائیل قویة مصلحة أمریکیة وذراع عسکری أمریکی وقوة استطلاع متقدمة لحلف الناتو.

وللوبی الصهیونی وجود فاعل ومؤثر فی الانتخابات الأمریکیة, ولا یجرؤ أحد على إهماله أو خداعه. وهذا اللوبی وثیق العرى بإسرائیل, ویتمحور مع منظماته الصهیونیة إما حول حزب العمل الإسرائیلی فی الحزب الدیمقراطی,أو مع منظمة إیباک حول حزب اللیکود وکاد یما فی الحزب الجمهوری. وکسب هذا اللوبی یفرض على  المرشح  أن یتعهد بمواقف  لا لبس فیها ولا غموض  بخصوص إسرائیل.  

واللوبی العربی وإن کان یملک أصوات تفوق أصوات اللوبی الصهیونی إلا أن هذا اللوبی لیس له من وزن أو تأثیر. بسبب أنه یدور إما فی فلک الأنظمة والحکام والطوائف والمذاهب والمال السیاسی والنفطی, أو هو مشرذم بین تیارات الأصولیة والعلمانیة واللیبرالیة والعروبة والقومیات الأخرى,أو یتناغم بعض منه مع الخونة والعملاء. وکسب هذا اللوبی جهد عسیر لتباین مواقفه واتجاهاته وتعدد ألوان أطیافه. ولذلک یضطر المرشح لإهماله, وقطف ما یحلوا له منه بیسر بأسالیب الخداع والتلاعب بعواطف أطیافه وتیاراته من خلال بعض المواقف والوعود التی لا معنى لها والغیر قابلة للصرف.

وأن کل مرشح أمریکی بات یعرف أن تحالف بعض الأنظمة العربیة والإسلامیة مع الولایات المتحدة الأمریکیة هو حاجة ماسة لهذه الأنظمة لدوام بقائها واستمرارها, وهی ستکون الطرف الخاسر إذا خسرت أو أوهنت هذا التحالف. وحتى استنکارها للدعم الأمریکی  اللامحدود لإسرائیل ,هو مبرر لتحفظ بعض هذه الأنظمة على الأقل ماء وجهها , وأنه لن یتعدى أکثر من صخب کلامی غیر مقرون بفعل أو جهد,  والهدف منه تضلیل وخداع  مواطنیها والمسلمین والعرب لا أقل ولا أکثر. وهو لن یفسد الود القائم فیما بینهم وبین أیة إدارة أمریکیة. ثم فی أول زیارة للرئیس الجدید لهم سیطیب الخواطر ببعض المبادرات والحلول لبعض القضایا, ومن ثم یعود لما هو متبع فی أنتهاج  المماطلة فی تحدید مواعید تنفیذهم کسبا للوقت, لیکون الموعد بعد انتهاء ولایته, ولیکونوا فی عهدة رئیس جدید من جدید.

وإن وجود إسرائیل قویة یفید أنظمة الاعتدال العربی والإسلامی. وقد أثبتت التجارب  السابقة فی حروب الخلیج وغزوا وإحتلال العراق , وعدوان 2006م على لبنان,کم کانت إسرائیل  بوجودها وقوتها مفیدة لهذه الأنظمة, وحتى أن بعضها کان یلح علیها التدخل العسکری والعدوان لتحقیق مآربه.

إن اللوبی الصهیونی کم نوعی لا یمکن التلاعب بمصیره أو خداعه وتضلیله. بینما اللوبی العربی والإسلامی کم عددی یمکن التلاعب به وإدخاله فی صراعات ومتاهات ونزاعات لا حد لها ولا حصر, ومعه حتى غالبیة أنظمته العربیة والإسلامیة, بمواقف وقرارات وتصریحات أمریکیة حسب الطلب.

إن الصهاینة متفقین على شکل دولتهم وحدودها ومهامها وبنیتها وترکیبتها ونظامها ودورها ومهامها, وأنهم یریدون تحقیق ما عجز عن تحقیقه أجدادهم. بینما المسلمون والعرب مختلفون على أطر الحل للصراع العربی الصهیونی . فبعضهم  مازال متمسک  بقرارات  الشرعیة الدولیة وغیرها من القرارات التی ترفضها إسرائیل, وآخر یطرح مبادرات وحلول لیسهل على إسرائیل التملص من هذه القرارات. والبعض یرید تحریر کامل تراب فلسطین , وآخرین یریدون حل عادل, وآخرون یریدون دولة واحدة تجمع العرب والیهود بدیکور جدید, وآخرون یرون أن التسلیم بحق إسرائیل أمر مفروغ منه, والاستسلام لها وللإدارة الأمریکیة قدر لا مفر منه. وآخرون راضین بأی حل مهما کان جائر. وآخرون  یریدون سلطة فلسطینیة شکلیة لا أکثر ولا أقل لحفظ ماء الوجه, وآخرون فوضوا أمر حلها لجورج بوش. وآخرون باتوا محرجین بموضوع الأقصى ویجهدون لیجدوا لأنفسهم مخرجا لائقا منه.

وإسرائیل تقتحم العالم بموقف واحد وموحد لما تریده وتسعى إلیه الصهیونیة, والعرب والمسلمون یقتحمون العالم بمواقف متباینة ومختلفة, یحددها المزاج والجو العام والمصلحة الخاصة لبعض الحکام.

والصهیونیة وإسرائیل لا یغفرون لعدو ولمن أضر ویؤذی إسرائیل, أو یخطأ  أو یقصر أو یتقاعس فی دعمها ومساعدتها. والعرب والمسلمون یغفرون لکل هؤلاء فرادى ومجتمعین, ولکتهم لا یغفرون زلة   شقیق أو قریب أو صدیق أو مذهب أو قبیلة وطائفة وعشیرة, ویحاسبون بعضهم بعضا عن حوادث لفها النسیان, أو باتت من مخلفات القرون البائدة أو العهود الماضیة بمنتهى القسوة والجور وبحقد دفین. ویجهد العملاء والخونة منهم للانتقام  من کل رئیس وزعیم وطنی مسلم أو مسیحی إن أصر على الصمود والتحریر ورفضه لهدر الحقوق, أو سعى  لإجهاض المخططات الاستعماریة الأمریکیة, حتى لا یشکل لهم فی الحاضر أو المستقبل من حرج,ویجعلهم متهمین ومدانین بنظر جماهیرهم والشعبین العربی والإسلامی وباقی شعوب العالم. فیسارعون لفبرکة التهم بأن هذا الرئیس أقام مقابر جماعیة, أو تواطأ باغتیال رفیق الحریری, أو انه یتدخل فی شؤون غیره ,أو هو منضو فی حلف فارسی إیرانی.

وإسرائیل تعتبر نفسها  تجسیدا لدولة یهودیة توراتیة. والعرب  والمسلمون مختلفون على کل شیء, سوى على بعض العمومیات والشکلیات التی لا تقدم  وتبقى حتى مثار للخلاف. فمنهم من یرید أن یعیش على أحلام ماضیه الغابر بعجره وبجره دون تشذیب. والبعض مازال یرید للفتنة والحروب المذهبیة أن تبقى متقدة.والبعض یرید للجاهلیة أن تحیا من جدید. ومنهم من یریدها تجمعات لدول خلیجیة أو مغاربیة أو تجمعات لدول متوسطیة, أو تجمعات لدول غنیة أو عشائریة, ومن المسلمون والمسیحیون من یریدون دول تکون  امتدادا لنماذج الدول التی سادت فی العصور الغابرة, أو امتدادات لدول طائفیة أو مذهبیة. والغالبیة من العرب ترید دولة عربیة لأمة عربیة واحدة یعیش فی ظلها الجمیع بسعادة وهناء.  وقوى الاستعمار ومعها أنظمة تدعی الرقی والحضارة والتقدم والحریة, باتوا یؤیدون البعض فی دعواه لتمزیق الأمتین أکثر فأکثر, ولیسهل الانقضاض علیهم حین تسنح الظروف.

لهذه الأسباب یجب أن نعتبر أننا نحن المسئولین عن تصریحات المرشحین الأمریکیین الثلاثة فی تأییدهم ودعمهم لإسرائیل, وأن نعذرهم على مواقفهم .حین لم نوظف ثرواتنا وأموالنا لصالح قضایانا, ولتحقیق التنمیة لمجتمعاتنا, ولتطویر العلم والبحث العلمی والصناعة والزراعة, وبناء أنظمة دیمقراطیة حقیقیة لا نسخ مشوهة عن بعض النظم الأوروبیة والأمریکیة التی یعشقها ویتیه فیها البعض. ونتفق على أمر جامع. لا أن یتآمر البعض على سوریا وشعبها وقیادتها وفصائل المقاومة الوطنیة فی العراق  وفلسطین ولبنان , دون أن یدری بأنه یخدم بذلک الصهیونیة وإسرائیل وقوى الاستعمار. وعلى  الذین یمتهنون الشجب والاستنکار, أو یرمقون الإدارة الأمریکیة  بنظرات عطف وذل وحنان وخضوع وخنوع, لعل وعسى تعطف على القضایا العربیة والإسلامیة بموقف أو تصریح  أو خارطة طریق, لا یحلان قضیة , ولا یبرأن من علة ولا یسمنان ولا یغنیان من جوع, أن یعلموا أن مثل هذه التصرفات ما هی إلا مضیعة للوقت. والمحزن أن الرئیس جورج بوش وماکین وکثیر من الساسة الأمریکیین والأوروبیین راحوا یتناسون حوادث لندن وباریس ومدرید و سبتمبر المفجعة وضحایاها المؤلمة, وأرواح جنودهم وأرواح الضحایا من الأبریاء نتیجة عدوانهم وحروبهم العبثیة, وباتوا یفتخرون بممارستهم التعذیب  والتنکیل بالعرب والمسلمین بدون تمیز وبإشادتهم للسجون, ویتباهون أن جریمة غزو العراق وما نجم عنها من جرائم وعار وأحزان تدعوا للفخر وأفضل ما فعلوه ,ومفخرة وشرف لهم ما بعده شرف.

( للعمید الرکن السوری المتقاعد برهان ابراهیم کریم )

ن/25

 


| رمز الموضوع: 141021







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)