قوة امریکا فی الولاء العربی
اذن، لم تخطئ کثیرا عندما سمت نفسها الولایات المتحدة الأمریکیة، لان کثیرا من دول العالم انضوت تحت لواء هذه الولایات بل وربطت نفسها بشکل مباشر مثل بورتوریکو.. أو غیر مباشر مثل بعض دول أمریکا اللاتینیة.
وأصبح رؤساء هذه الدول غیر المباشرة مجرد رؤساء بلدیات لهم وجود حقیقی فی حیاة الناس لتأمین الخدمات للمواطنین کالنظافة وایصال التیار الکهربائی والماء للمنازل.
کما لم تتحرر الولایات الأوروبیة (الفرنسیة والألمانیة والأسبانیة والایطالیة والبریطانیة...) من عقدة النقص التی حلت بها فی نهایة الحرب العالمیة الثانیة فالتزمت بالحلف الأطلسی وترکت بعض القواعد الأمریکیة فی بعض ولایاتها شاهدا علی شعورها العلنی بدونیتها أمام الولایات المتحدة الأمریکیة. وبما ان بعض العرب مبهورون بمفهوم الخلافة وولاة الامصار فقد وجد بعض قادتهم ضالته فی أمریکا وقبل علی نفسه منصب الوالی الذی تحرس قصره قاعدة أمریکیة.
وارضاء لهذه الدول المسلمة التی کانت تحارب الشیوعیة الکافرة کما یراها بعض القادة البسطاء، کتب الأمریکان عملتهم الورقیة بأننا نثق بالله ، ولهذه الجملة سحرها. فقد بدا العالم أثناء الحرب الباردة منقسما لفریقین: الأول کافر والثانی مؤمن.. هکذا اختزل الصراع الکونی فی الوطن العربی الذی تمت تغذیته علی هذا النحو الساذج.
ان الولاة العرب لا یستطیعون حتی أمام مواقف شعوبهم الحیة معارضة الادارة الأمریکیة بالحضور لأن الله لا یکلف نفسا الا وسعها وهم مؤمنون وملتزمون بالبترودولار.. کما یدرکون بان البیع والشراء بالیورو لا یناسب المناصب.
ولم یحتلوا مناصبهم بالانتخابات أو استفتاءات شعبیة ولا حتی مجلس شوری وهم ولاة ولتهم الولایات المتحدة الأمریکیة فقط ولا یمکن للعربی ان یتخلی عن ولی نعمته لأن الوفاء من شیم العرب.. وکما یقول زیاد الرحبانی فی احد ی أغانیه الملحنة للمطرب جوزیف صقر فی مسرحیة نزل السرور: مستحیل انسان أصیل یفل من غیر رد الجمیل.. یا جمیل. .
والغریب ان الولایات المتحدة لم تکتف بولاء الولاة ورؤساء البلدیات لها بل وصلت عبر دبلوماسییها المنتشرین فی البلاد العربیة الی رؤساء المخافر وعناصر الشرطة وحتی الأفراد المهتمین (بلم الزبالة) أواخر اللیل...
کانت الادارات الأمریکیة المتعاقبة علی البیت الأبیض تمسک بخیوط الدمی وتحرک ولاتها وعلی وجهها قناع ابیض وتدخل القمم العربیة وتحاول افشالها.. لکن حماقة الادارة الحالیة بوجهها الأسود انعکست علی الدمی فقط وأدرک جمهور مسرح الدمی حقیقة الأمر وحماقة ولاتهم.
( المقال للکاتب مهیار الدمشقی )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS