الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

دور جدید لمحمود رضا عبّاس عبّاس

دور جدید لمحمود رضا عبّاس عبّاس

 

 کتب الدکتور ابراهیم حمامی  :  

وکأنه فقد بصره وسمعه، کأنه لا یعیش فی منطقتنا، کأنه فی عالم آخر، أو ربما یسمع ویرى لکن لا یهمه ما یجری طالما أنه یُسعد من یطلب رضاهم لیل نهار، غریب أمر هذا الرجل الذی نصّب نفسه حاکماً بأمره لکن على مستوى أقل بکثیر وکثیر من حاکم، عجیب أمره وهو یفعل المستحیل مع عدو شعبه، یبتسم، یضحک، یقهقه، یعانق، یقبل، وعندما یتعلق الأمر بفلسطینی آخر یستأسد ویزمجر ویکشر، ویقسم أغلظ الایمان ویتعنت، ویصبح اللقاء والحوار من المستحیلات، ثم یظهر ویعرض "مبادرة" للحوار، لم ینفذ منها إلا فرقعاته الاعلامیة.

خرج محمود رضا عبّاس عبّاس قبل یومین أمام القمة الأفریقیة لیعلن فشل نهجه وطریقه الذی اختاره کطریق استراتیجی وحید، لکنه أعلن أنه لن ییأس وسیظل یفاوض ویفاوض حتى آخر رمق، رغم کل الصفعات المتتالیة السریة والعلنیة التی یوجهها له من یقوم بدور الوسیط لهم، حتى تحول المثل الشهیر من "عاد بخفی حنین" إلى عاد "بخدی عبّاس" من کثرة الصفعات!

ممارسات الاحتلال الیومیة وجرائمه، اجتیاحات، اختطاف، اغتیال، تدمیر، تجریف، حصار، تجویع وغیرها من تهدیدات یومیة بمزید من الجرائم والمجازر، کلها لم تثن محمود عبّاس عن لعب دور "الخاطبة" فی حرکة اقل ما توصف بأنها مقرفة، لیقوم بعملیة تعریف تتحدث عن نفسها، کما ورجت فی وسائل الاعلام:

وصفت مصادر "إسرائیلیة" المصافحة التی تمت الاثنین 30-6-2008، فی أثینا على هامش أعمال مؤتمر الاشتراکیة الدولیة ما بین "وزیر الدفاع الإسرائیلی" إیهود باراک والرئیس العراقی جلال طالبانی بـ"التاریخیة"، منوهة إلى أنها المرة الأولى التی تتم فیها مصافحة على هذا المستوى بین مسؤول إسرائیلی کبیر ورئیس عراقی.

أشارت المصادر، بحسب ما نقلته وکالة "آکی" الإیطالیة للأنباء دون تحدید هویتها، إلى أن "الزعیمین تصافحا عندما قام الرئیس الفلسطینی محمود عباس بتعریفهما ببعضهما البعض".

وکان مکتب رئیس الجمهوریة العراقی أصدر بیانا "توضیحیا" أشار فیه إلى أن استجابة طالبانی لطلب عباس بمصافحة باراک جاءت فی ظل تعامل طالبانی مع الأمر "بصفته الأمین العام للاتحاد الوطنی الکردستانی ونائب رئیس الاشتراکیة الدولیة، ولیس بصفته رئیس جمهوریة العراق"، على حد تعبیر البیان.

واعتبرت الرئاسة العراقیة أن "ما جرى لم یکن سوى سلوکاً اجتماعیاً حضاریاً لا ینطوی على أی معنى أو تداعیات أخرى، و لا یُحمّل العراق (الدولة) أیة التزامات، کما إنه لا یؤسس لأی موقفٍ مغایرٍ لسیاسات جمهوریة العراق وتوجهاتها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطینی والسلطة الوطنیة الفلسطینیة والمستندة إلى الإجماع العربی والمبادرة العربیة ومقررات الشرعیة الدولیة"، وفق البیان. انتهى الخبر!

من یفاوض الأعداء ان کان مؤمناً بطریق المفاوضات لا یتحول إلى سمسار لهم، ولا یصبح وسیطاً لتلمیع صورتهم، تارة یعلن أن السلام المزعوم سیؤدی لرفع علمهم على عشرات العواصم العربیة، وتارة یعرفهم على الغیر، وکأن هذا منتهى أمله ومبتغاه.

من یؤمن بالمفاوضات یعد اسباب القوة وأوراق الضغط، ویبقى على مسافة واضحة تفصله عن الآخر، وتظل لقاءاته رسمیة جافة، لا حمیمیة ودیة، فما بالکم وایدیهم تقطر من دماء شعبنا؟

وبعد کل ذلک یحدثوننا عن شرعیة من باع نفسه وضمیره، ألا شاهت الوجوه.

ن/25

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 141047







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)