هل اسرائیل قادرة علی مواجهة هذه العملیات

هل اسرائیل قادرة علی مواجهة هذه العملیات
قسم التحلیل و التعلیق فی القسم العربی لقدسنا
بعد مضی أربعة أشهر علی قیام فلسطینی من منطقة جبل المکبر فی القدس الشرقیة بهجوم علی معهد عسکری تلمودی بإسم"مرکاز هراف" حیث أدی الی مقتل 8 صهاینة و جرح 12 آخرین و تکررت و للمرة الثانیة عملیة مشابهة لها فی القدس من قبل شاب فلسطینی حیث ؛ستخدم الجرافة وقتل بها أکثر من أربعة اسرائیلیین و بالتالی آثبتت هاتین العملیتین مواضیع علینا الإنتباه لها:
أولاٌ ) أن الذی قام بهذه العملیة لم تکن ورائه أی منظمة أو حرکة و لم ینتمی هذا الإستشهادی الی أی منظمة و هذا یدل علی أن الإیمان العمیق و العقیدة الصلبة و الشعور بالألم الذی أحسه من جراء ما یعانیه الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة و تحت الحصار المفروض علیه و إغلاق المعابر ، کلها أدت الی قیام الشاب بهذه العملیة.
ثانیاً ) الأجهزة الأمنیة الإسرائیلیة أکدت مرارا و خاصة بعد قضیة عملیات "مرکاز هراف " بأنها عاجزة عن تحدید الهدف المنوی للعملیات الإستشهادیة کهذه و لا یمکن جمع المعلومات عنها لأنها لم ترتبط بأی منظمة أو حرکة ویمکن لأی شخص مقدسی أن یقوم بمثل هذه العملیات .
ثالثاً) هذه العملیة أثبتت بأن الفلسطینین لدیهم الفکر والإبداع واختلاق السبل الجدیدة لمواجهة الکیان الصهیونی فی حال وقف إطلاق الصواریخ بأی سبب کان فإنهم یستخدمون أی وسیلة لدیهم لمواجهة الإحتلال و جرائمه ضد الشعب الفلسطینی ۀ
یجب الإنتباه الى أنه خلافا لما تبدو علیه مدینة القدس المحتلة من هدوء، فإنها کانت ناشطة فی الانتفاضتین، حیث تم اعتقال 300 مقدسی فی العام الثانی للانتفاضة .
رابعاً ) الأمن الذی یتحدث عنه الإسرائیلیون و یزعمون بأن بناء جدارالفصل العنصری جاء بهدف توفیرالأمن و الحیلولة دون توغل الإستشهادیین الی القدس ،أثبتت هذه الاحداث أن الجدار لم یجدی أی نفع ولا فائدة لأن الإستشهادیین یعیشون داخل القدس المحتلة أیضاً.
یدعی الإسرائیلیون بأن منفذ هذه العملیة کانت له سابقة جنائیة و لیس هناک أی ارتباط بین عملیته و القضیة الفلسطینیة و ربما کانت تصفیة حسابات شخصیة بسبب إهانة شرطی أو مدیر له ، الا أن الحقیقة و الواقع هو أن هذا الشاب فلسطینی کان فی الدرجة الأولی یری إخوته یعیشون تحت الحصار و الذل و الهوان بینما یتجاهل المجتمع الدولی قضیتهم و علینا هنا ان ننتبه الى أن هذه العملیة نفذت بالتزامن مع مظاهرات الفلسطینیین عند المعابر.
النقطة الهامة و لیست بالاخیرة هی أن الإسرائیلیین یحاولون تجاهل هذه القضیة لأن عملیات کهذه لا ینتمی عاملها الی أی تنظیم وهو یدل علی تنفیذ عملیة تلقائیة ولا یمکن الحیلولة دون وقوعها و لا یمکن لإسرائیل أن تقوم بالرد علی هذه العملیة لأنها لا ترتبط بأی تنظیم أو حرکة کحماس و فتح و الجهاد الإسلامی أو غیرها.
م/ ن/25