qodsna.ir qodsna.ir

لمواجهة ایران: أمیرکا تدعم عراقا عربی الهویّة

لمواجهة ایران: أمیرکا تدعم عراقا عربی الهویّة

 

ألیس من سخریات القدر أن تعلن أمیرکا وعلى لسان کوندولیزا رایس ان بلادها تدعم وتشجع الهویة العربیة لعراق الیوم ؟ وقد جاهرت رایس برغبتها هذه وبدواعیها فأکدت ان هذا الموقف جاء من أجل التصدی للنفوذ الایرانی فی المنطقة حیث ادعت الوزیرة السمراء أن ایران تدعم المجرمین فی العراق , فی حساباتها هم مجرمون  ومقاومون شرفاء فی  حسابات أحرار العراقیین وجیرانهم من العرب والمسلمین. هل أصابت الدهشة أحدکم وهو یشاهد أمیرکا العدو الاول للعرب والعروبة وللإسلام والمسلمین وهی تدافع عن عروبة العراق وتستعد لبذل مساعیها الحثیثة من أجل الإبقاء علیه عربیا أصیلا ؟

وفی الحدیث عن المعاهدة المزمع توقیعها بین أمیرکا والعراق والتی إذا ما وقعت ونفذت بنودها فسوف تحول العراق لمستعمرة أمیرکیة على النمط القدیم الذی لفظته جمیع شعوب العالم وتخلصت من قبحه وهمجیته. فی حدیثنا هذا نقول ان الولایات المتحدة الأمیرکیة لم تعد تکتفی بمفهوم الإستعمار الجدید الذی لا یقل قسوة وقبحا عن القدیم فتاقت نفسها لممارسة الإستعمار على الطریقتین الإنجلیزیة والفرنسیة التی عفا عنهما الزمن . إلا أن بعض الخبراء الأمیرکیون یقولون ان المعاهدة موضع البحث تحتاج لمصادقة الکونغریس علیها قبل تفعیلها ویعتقد على نطاق واسع ان هذه المصادقة سوف لا تکون مؤکدة الأمر الذی قد یستدعی من الإدارة الأمیرکیة استبدال المعاهدة "بمذکرة تفاهم" تفادیا لعرضها على الکونغریس , ومن جهة أخرى تضع الإدارة الحالیة فی اعتبارها وصول المرشح الدیمقراطی باراک اوباما الى البیت الأبیض وتخشى أن ینفذ وعوده بسحب القوات الأمیرکیة من العراق الأمر الذی جعل ادارة بوش تتحدث عن جدولة سحب قواتها بالتزامن مع جدولة سحب الصلاحیات التی منحتها لنفسها فی العراق وهذا هو ملخص فکرة مذکرة التفاهم على ما یبدو.. وقد تطرقت صحیفة "یو اس تودی" الأمیرکیة لهذا التحلیل ورجحت ما ذکرناه  ویعتبر هذا التوجه الأمیرکی الجدید آخر صیحة أطلقتها الإداریة الأمیرکیة المغادرة فی الأشهر القلیلة القادمة للساحتین الأمیرکیة والعالمیة. وبالتأکید سوف لا یتردد الشعب الأمیرکی وبقیة شعوب العالم فی کسر الجرّات خلف ذیول هذه الإدارة الذاهبة الى غیر رجعة.

وأخیرا نقول إن العراق دفع اثمان باهظة نتیجة احتلال أمیرکا وحلفائها لترابه المقدس , فقد العراقیون أکثر من ملیون شهید قتلتهم أمیرکا او تسببت فی قتلهم کما أوقع الإحتلال مئات الآلاف من الإصابات والإعاقات بین أبناء الشعب ودمرالبنیة الأساسیة للبلاد, لقد حولت أمیرکا العراق (بلد الماء والنفط) الى دولة فاشلة وجعلته عاجزا حتى عن إنجاز أبسط الخدمات المدنیة لأبنائه مثل توفیر الماء النظیف لهم أو البنزین لسیاراتهم والدیزل لمصانعم  ولمولدات الکهرباء أو مشتقات النفط والغاز لمنازلهم المنتهکة حرماتها. ولکن هل سیتعایش العراقیون مع هذا الضیم ؟ وهل سیقبلون بهذا الذل ؟  المقاومة العراقیة المجیدة أجابت على هذه الأسئلة وقالت کلمتها فالحقت بالمحتل خسائر فادحة وما زالت تدمی جسده المنهک وتنظر الیه وهو یحصی فی کل یوم قتلاه ومعاقیه, لقد أوقعته المقاومة فی مستنقع عمیق یتعذر علیه الخروج منه إلا مهزوما مدحورا.

( المقال بقلم الدکتور عمر عبد الهادی )

ن/25

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 141062