سفالة الإسرائیلیین فوق المنافسة
سفالة الإسرائیلیین فوق المنافسة
من الصعب، بل من المستحیل أن تستطیع أمة أو شعب أو جماعة منافسة إسرائیل على مقامها العالی فی السفالة والخسة والانحطاط والحقارة. أسأل نفسی کثیرا فیما إذا کان الإسرائیلیون ینتمون فعلا إلى الجنس البشری، أو فیما إذا کانت لهم علاقة من قریب أو بعید بالإنسانیة. تجاربی الشخصیة وتجارب ملایین الأفراد، وتجارب الشعوب العربیة وبالأخص الشعب الفلسطینی مع هؤلاء الهمج المتوحشین مریرة وقاسیة ومؤلمة، وتقتلع من الداخل الإنسانی کل معانی الإنسان وقیم الخیر والعطاء والإحساس النبیل. تجاربنا مع هذا العدو الحقیر أشد بکثیر من أن نصنفه ضمن المجتمعات الإنسانیة التی ظهرت عبر التاریخ بحلو سلوکها ومره، وشره وخیره.
شر هذا العدو الأشر اللعین یفوق کل شرور التاریخ. لقد سمعنا عن المقاصل والمجازر وقطع الرقاب وتقطیع الأوصال والحرق بالنار والقلی بالزیت والسحل والقص وقلع العیون وجدع الأنوف وسلخ الجلود، لکن هذا یهون أمام تلذذ الإسرائیلیین المستمر على مدى ستین عاما فی تعذیب الفلسطینیین وإهانتهم وإذلالهم وتحقیرهم وحرمانهم من النوم والأمن والطمأنینة، ومن لقمة الخبز وحبة الدواء، ومن لمّ الشمل ومن فرحة اللقاء وسهولة الانتقال والتنقل. نحن أهل فلسطین نسرق الفرحة سرقة وخلسة وقلوبنا تتوجس خیفة مما قد یظهر فجأة ومما یخفیه العدو وأعوانه العملاء الساقطون. قلب هذا العدو اللئیم أفراحنا مآتما، وتجمعاتنا مجازرا، وهدوءنا إلى قنابل، وخدودنا إلى دفوف للطم، ودموع البهجة إلى أحزان البؤس والشقاء.
فی الآونة الأخیرة، یمعن العدو بترکیز هجومه على مدینة نابلس ویعیث فیها الفساد والدمار والخراب، ویملأ أجواءها آلاما وأحزانا ورعبا، وینشر فیها الخوف وقطع الأرزاق. إنه یهاجم المؤسسات الاقتصادیة ویغلق المحال التجاریة والعیادات الطبیة والمصارف والجمعیات الخیریة بحجج أمنیة واهیة لا تعبر إلا عن ارتباکه وهواجسه وأزماته النفسیة وخوفه من المستقبل. إنه لا یأتی بشیء لا نعرفه عنه، ولا یمارس قمعا وقهرا لم نعتد علیه، إنما هو یواصل کل أعماله القبیحة التی یفقد معنى وجوده إذا تخلى عنها.
هذا العدو الحقیر یقول بأنه یغلق مؤسسات لحماس، وأنا أقول له أننا کلنا حماس عندما یهاجم حماس، وکلنا جبهة شعبیة عندما یهاجم الجبهة الشعبیة، وکلنا الجهاد الإسلامی عندما یهاجم الجهاد، وکلنا فتح عندما یهاجم فتح. نحن نختلف فیما بیننا، لکننا جمیعا یدا واحدة فی مواجهتک یا أسفل السافلین.
نحن لسنا من مستواک المنحط ، ولا نقبل أن نکون کما أنت. أنتم أیها الصهاینة الإسرائیلیون تتفوقون على الأمم فی الانحطاط والحقارة والتوحش والهمجیة. أنتم تظنون أنکم شعب الله المختار، وأنتم والله شعب الشیطان المختار. وأنتم تظنون أنکم أبناء إیراهیم، ولکن کما قال السید المسیح أنتم أبناء الأفاعی. أنتم لا تترکون مکانا للأمل، ولا تفتحون بابا لحلول. أنتم تظنون أنکم القاهرون، لکن قهرکم هذا لن یطول.
نحن قادمون، نحن قادمون. إن کان قد مضى جیل دون أن ینتصر، فإن نهایتکم مع هذا الجیل القادم الذی تحاربون. صحیح أن الهمج المتوحشین یعلون أحیانا، لکن سقوطهم عادة أسرع کثیرا من الصعود. إذا کان بوش قد أکد وجودکم السنوات الستین القادمة، فأنا أدعوکم بألا تحلموا بالعمر الطویل. أصحاب الحقارة والانحطاط لا یتقنون سوى صناعة التدمیر الذاتی.
( المقال للبروفیسور عبد الستار قاسم )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS