وعلى الباغی تدور الدوائر
وعلى الباغی تدور الدوائر
قسم التحلیل والتعلیق فی القسم العربی فی وکالة قدسنا
تمر علینا هذه الایام ذکرى هزیمة الکیان الصهیونی فی عدوان الـ 33 یوماً على لبنان والتی هزم فیها جیش الاحتلال هزیمة لم یکن یتصورها هو و لا ازلامه وحتى العرب أنفسهم الذین کانوا یستعدون للإحتفال بهزیمة حزب الله ، بینما کان الایمان الذی إتصف به حزب الله اللبنانی السبب الرئیسی فی انتصارقوى الحق على قوى الباطل.
قلیلون کانوا یتصورون هزیمة الاحتلال على ید قوى الحق والواقع ان الکیان وبمساندة معنویة واستخباراتیة کبیرة من جانب الغرب وخاصة الولایات المتحدة وبعض بلدان المنطقة ، بدأ عدوانه على لبنان ، إلا انه أصیب بالدهشة من جراء صمود المقاومة ومع انه کان قد توقع انتصاره فی یومین او ثلاثة ، أجل الانتصار المزعوم الى اسبوع وبعده اسبوعین وبالتالی التوسل لامریکا من أجل إنهاء القتال بعد ان عجزت واشنطن من دعم الکیان الصهیونی فی العدوان على لبنان .
لقد إعترفت جمیع القوى الرجعیة فی المنطقة و العالم بالتعاون مع المعتدی الصهیونی ، إستخباراتیاً وعسکریاً و لوجستیاً وحتى مالیاً وهو الذی جعل المعتدی یستمر فی اعتدائه بالرغم من الخسائر الثقیلة التی تکبده خلال عدوانه هذا على لبنان . وظنت القوى الرجعیة ان قضاء العدو على قوات حزب الله ، سینجیها من نقمة شعوبها ، إلا أن الایمان الذی اتصفت والتزمت به القوى التقدمیه فی لبنان وفی مقدمتها حزب الله کان من أهم أسباب هزیمة المعتدی قبل تفوقه العسکری .
إن انتصار القوى التقدمیة اللبنانیة ضد المعتدی لیعتبر انتصاراً للشعب اللبنانی بأسره حیث ان سیادة لبنان وإستلاله أصبح رهیناً بصمود قوى المقاومة اللبنانیة وعلى رأسها " حزب الله " الذی أصبح رمزاً للمقاومة والانتصار .
لقد تعلم حزب الله درس المقاومة من المقاومة الفلسطینیة ، وتعلمت المقاومة الفلسطینیة ، الصمود والتحدی أمام العدو المحتل من المقاومة اللبنانیة ، خاصة وانهما یواجهان عدو مشترک .
العدوان الصهیونی ضد الشعوب العربیة وباقی شعوب المنطقة وسیادتها هو الخطر الاول والاخیر وهو الذی یفسح المجال للتواجد الاستعماری لامریکا فی الشرق الاوسط بینما یعتبر الکیان الصهیونی التواجد الامریکی فی المنطقة دعماً باشراً له .
وهکذا اصبحت الهزیمة فی بنان اول العقد فی مجموعة الاحداث التی ستؤدی الى سقوط الاحتلال الصهیونی وزواله بعد عدة عقود من السیطرة النفسیة والعسکریة فی المنطقة واصبح عدوان الـ 33 یوماً بدایة لسقوط إسرائیل فی الهاویة النفسیة و العسکریة علم الجمیع ان ما کان یتصوره البعض من قوة الکیان العسکریة لم یکن إلا نوع من التضخیم الذی تعمدته اسرائیل طوال عقود من الزمن .
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS