شعب الشیطان المختار (2)

شعب الشیطان المختار (2)
أؤکد بدایة أننا لسنا ضد الأدیان وإنما ضد العدوان. الصهاینة المجرمون معتدون آثمون قتلة مجرمون، لا یعرفون معنى للإنسان ولا قیمة للإنسانیة على الرغم من کل ادعاءاتهم بعکس ذلک. تجارب الشعب الفلسطینی وعدد من الشعوب العربیة تثبت فوق کل شک وتشکیک أنهم أنجاس أبالیس. وقد بینت فی الحلقة السابقة کیف یصنعون هم بأنفسهم آلهتهم، وهنا أبین کیف یتعاملون مع أنبیائهم.
لا یحظى الأنبیاء باحترام کبیر فی کتاب هؤلاء الصهاینة، ولنا أن نستنتج کیف یمکن أن یحترموا الآخرین إذا کان الأنبیاء مهانین.
تحل اللعنة عند الصهاینة على آدم بدایة إذ یقول له ربهم: "... وأکلت من الشجرة التی أوصیتک قائلا لا تأکل منها ملعونة الأرض بسببک. بالتعب تأکل منها کل أیام حیاتک، وشوکا وحسکا تنبت لک وتأکل عشب الحقل." (تکوین، 3: 18-19) أما نوح فسیرته غیر طیبة من حیث أنه یشرب حتى الثمالة، ویعاقب ابنه بشدة. یقول کتابهم المقدس: "وکان بنو نوح الذین خرجوا من الفلک ساما وحاما ویافث، وحام هو أبو کنعان. هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح ومن هؤلاء تشعبت کل الأرض. وابتدأ نوح یکون فلاحا وغرس کرما، وشرب من الخمر فسکر وتعرى داخل خبائه. فأبصر حام أبو کنعان عورة أبیه وأخبر أخویه خارجا. فأخذ سام ویافث الرداء ووضعاه على أکتافهما ومشیا إلى الوراء وسترا عورة أبیهما ووجهاهما إلى الوراء فلم یبصرا عورة أبیهما. فلما استیقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغیر. فقال ملعون کنعان. عبد العبید یکون لأخوته. وقال مبارک الرب إله سام، ولیکن کنعان عبدا لهم. لیفتح الله لیافث فیسکن فی مساکن سام ولیکن کنعان عبدا لهم." (تکوین، 9: 18-27) هنا إساءة کبیرة لأحد الأنبیاء، وتوظیف لقصة ضد الکنعانیین الذین تواجدوا فی أرض کنعان منذ حوالی 2500 سنة قبل المیلاد.
أما سیدنا إبراهیم فعبارة عن نبی بالوکالة ونیابة عن سارة. یتم تصویر سیدنا إبراهیم على أنه مجرد أداة تتحکم به سارة أم إسحق کیفما أرادت؛ وهو الذی ألقى بزوجته هاجر وابنه إسماعیل فی البریة دون شفقة أو رحمة بناء على أوامر سارة. أما لوط، فهذه قصته: "وصعد لوط من صوغر وسکن فی الجبل وابنتاه معه. لأنه خاف أن یسکن فی صوغر فسکن فی المغارة هو وابنتاه. وقالت البکر للصغیرة أبونا قد شاخ ولیس فی الأرض رجل لیدخل علینا کعادة کل الأرض. هلم نسقی أبانا خمرا ونضطجع معه فنحیی من أبینا نسلا. فسقتا أباهما خمرا فی تلک اللیلة، ودخلت البکر واضطجعت مع أبیها، ولم یعلم باضطجاعها ولا بقیامها. وحدث فی الغد أن البکر قالت للصغیرة إنی قد اضطجعت البارحة مع أبی. نسقیه خمرا اللیلة أیضا فادخلی اضطجعی معه فنحیی من أبینا نسلا. فسقتا أباهما خمرا فی تلک اللیلة أیضا. وقامت الصغیرة واضطجعت معه ولم یعلم باضطجاعها ولا بقیامها. فحبلت ابنتا لوط من أبیهما فولدت البکر ابنا اسمه موآبن وهو أبو الموآبیین إلى الیوم، والصغیرة أیضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمی. وهو أبو بنی عمون إلى الیوم." (تکوبن، 19: 31-38) الملاحظ أن المؤابیین والعمونیین غیر مذکورین بخیر فی التوراة، وهما کالکنعانیین عبارة عن هدف للاستعباد والقتل.
حال سیدنا داود لیس أفضل من حال لوط. یقول کتابهم المقدس: "وکان فی وقت المساء أن داود قام عن سریره وتمشى على سطح بیت الملک فرأى من على السطح امرأة تستحم. وکانت المرأة جمیلة المنظر جدا. فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد ألیست هذه بثشبع بنت ألیعام امرأة أوریا الحتی. فارسل داود رسلا وأخذها فدخلت إلیه فاضطجع معها وهی مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بیتها. وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت إنی حبلى ...." (صموئیل الثانی، 11: 2-5) ومن ثم دبر داود مکیدة لزوجها أوریا کالتالی: "وفی الصباح کتب داود إلى یوآب وأرسله بید أوریا وکتب فی المکتوب یقول اجعلوا أوریا فی وجه الحرب الشدیدة وارجعوا من ورائه فیضرب ویموت." (صموئیل الثانی، 11: 14-16) وفعلا قاموا بما أمروا وقتل أوریا. وتضیف التوراة: "فلما سمعت امرأة أوریا أنه قد مات أوریا رجلها ندبت بعلها. ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بیته وصارت له امرأة وولدت له ابنا. وأما الأمر الذی فعله داود فقبح فی عینی الرب." (صموئیل الثانی، 11: 26-27) داود ذاته هو الذی کان یملک بقرا وغنما کثیرا، لکنه طمع بنعجة رجل فقیر عندما أتاه ضیف. لم یکرم داود من ماله وأخذ نعجة الفقیر. (صموئیل الثانی، 12: 1-6)
سلیمان کان عاصیا وزانیا ومتسلطا وفق التوراة. تقول التوراة: "کان سلیمان متسلطا على جمیع الممالک من النهر إلى أرض فلسطین وإلى تخوم مصر. کانوا یقدمون الهدایا ویخدمون سلیمان کل أیام حیاته. وکان طعام سلیمان للیوم الواحد ثلاثین کرّ سمیذ وستین کرّ دقیق، وعشرة ثیران مسمنة وعشرین ثورا من المراعی ومائة خروف ما عدا الأیائل والظباء والیحامیر والأوز المسمن." (الملوک الأول، 4: 21-24) وتضیف التوراة: "وأحب سلیمان نساء غریبة کثیرة مع بنت فرعون موآبیات وعمونیات وأدومیات وصیدونیات وحثیات من الأمم الذین قال عنهم الرب لبنی إسرائیل لا تدخلون إلیهم وهم لا یدخلون إلیکم لأنهم یمیلون قلوبکم وراء آلهتهم. فالتصق سلیمان بهؤلاء بالمحبة، وکانت له سبعمائة من النساء السیدات وثلاثمائة من السراری ...." (الملوک الأول، 11: 1-3) وفی النهایة انحرف سلیمان عن عبادة الرب حیث تقول التوراة: "وکان فی زمان شیخوخة سلیمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم یکن قلبه کاملا مع الرب إلهه کقلب أبیه داود." ( الملوک الأول، 11: 4-6)
من هذه القصص نلاحظ:
1- یتطاول الصهاینة على رب العالمین وعلى الأنبیاء، وهم لا یرون أنفسهم دون أحد. هم الشعب الذی یقف فوق الرب وفوق الأنبیاء. فکیف یمکن أن تکون نظرتهم للشعوب الأخرى؟
2- یقول الصهاینة والأمریکیون فی دعایتهم الآن ضد المسلمین بان الإسلام عبارة عن دین دعارة بسبب ما یعتقد المسلمون من زواج من أکثر من واحدة. بهذه القصص وما یشبهها هم یعملون على تحویل کتابهم المقدس إلى فیلم دعارة بطله أنبیاء.
3- إذا کان النبی، حسب قصصهم بهذا السقوط الأخلاقی، فماذا نتوقع من أتباعه؟
( للأکادیمی الفلسطینی البروفیسور عبد الستار قاسم )
ن/25