تآکل وتفتت قوى الرابع عشر من آذار فی لبنان
تآکل وتفتت قوى الرابع عشر من آذار فی لبنان
أجمعوا أمرهم على دعم الغزو الأمریکی, وشکلوا ما بات یعرف بفریق الموالاة أو الرابع عشر من آذار.
ولأعوام ثلاث وهم یستأثرون بالسلطة, ویدلون بتصریحات وتهدیدات ظنا منهم بأنهم یسحرون فیها أعین الناس. ویخیل إلیهم على أنهم باتوا أصحاب قرار, إلى أن حل السابع من آبار 2008م,فانکشف هشاشة وضعهم السیاسی والمیدانی, وتحول سحرهم وأفکهم إلى یباب.وحشدهم إلى قش تذروه الریح, وزعمائهم أشبه بذئاب نزعت منها المخالب والأنیاب.
أحاطوهم بالرعایة والعنایة, وأنفقوا علیهم الأموال, لیکونوا الأعداء لفصائل المقاومة فی فلسطین والعراق ولبنان. وزجهم جورج بوش کفرقة مرتزقة لتعزیز هجومه على المقاومة, وتأجیج عدائه لسوریا والعروبة والإسلام. فأخذته المفاجأة حین هزموا,ولم یفلحوا سوى فی ان یکونوا فرقعة إعلامیة وصخب وجعجعة وضوضاء. وحتى دموع بهیة الحریری فی مجلس النواب التی تأثر بها الرئیس عمر کرامی, ودفعته لیقدم أستقالة حکومته إحتراما لهذه السیدة. لم نرى لها من أثر دمعة على ما جرى و یجری فی العراق وفلسطین ولبنان من دمار وأعمال قتل وإجرام وإرهاب, نتیجة العدوان الأمریکی على العراق, والعدوان الإسرائیلی على مدن وقرى الضفة وغزة وضاحیة بیروت ولبنان.
وظن الرئیس جورج بوش, أنه بزج فریق المولاة فی لبنان أو ما یعرف بفریق الأکثریة أو فریق الرابع عشر من آذار المدعوم من بعض حلفاء الادارة الأمریکیة, سیزعزع مواقع المقاومة اللبنانیة و صمود سوریا. وسیشعل الفتن الطائفیة والمذهبیة بهدف تمزیق اللحمة الوطنیة فی سوریا ولبنان, بحیث تندفع المواجهات بشراسة. وتمنحه الفرصة لدعوة مجلس الأمن الدولی إلى الانعقاد , وتمریر قرار بتکلیف الیونیفیل بالتدخل تحت الفصل السابع لحسم الموقف لصالح حکومة فؤاد السنیورة. وأنه إذا ما أشتد أوار الفتنة, فسوف تندفع إسرائیل للتدخل بدعم عربی. لنزع سلاح المقاومة الوطنیة اللبنانیة وتصفیة عناصرها, ومطاردة الوطنیین والشرفاء والأحرار والمعارضین للسیاسات الأمریکیة والإسرائیلیة فی کل من سوریا ولبنان, ومعاملتهم بنفس الطریقة الوحشیة التی عومل بها العراقیین من قبل العملاء. وأن الرئیس جورج بوش یکون قد خلق الظروف الملائمة لتحقیق مشروعه الشرق أوسطی الجدید. بحیث یضع کل من سوریا ولبنان تحت الوصایة أو الإستعمار من جدید. وهذا ماروجت له بعض وسائط الاعلام المتامرکة والمتصهینة کفضائیة العربیة والمستقبل,وعبرت عنه صحیف الحیاة بمقال قالت فیه: أن لبنان یعیش بدایات نزع سنی شیعی حول مستقبله, وأن بعض الشیعة یعتبرون المعادلة اللبنانیة التقلیدیة باتت قفصا یمنع الاعتراف بالوقائع الجدیدة, وان من بین السنة من یعتبر أن هالة المقاومة تستخدم لتقلیص حصة طائفتهم, وان المسیحیین باتوا یشعرون بخوف عمیق على مستقبلهم, لأن المعادلة السکانیة لیست فی صالحهم. وأنهم یخشون من عدم التسامح المتزاید فی المنطقة, وان حسن نصر الله وسعد الحریری وولید جنبلاط وأمین الجمیل وسمیر جعجع یمتلک کل منهم صفة تمثیلیة لا یمکن التشکیک فیها.وحین فشل الفریق فی تحقیق مهامه, وأحبط مسعاه وهزم هزیمة نکراء. راح یتخبط خبط عشواء, وبدأ کثیر من عناصر هذا الفریق یولون الأدبار. وکل منهم یرید أن یحفظ لنفسه بعض ماء وجهه. ولو أجرى المرء مقارنة بسیطة بین مواقف قوى المعارضة ومواقف قوى الموالاة, لوجد هزیمة فریق الموالاة حتمیة ولا مفر منها لعدة أسباب , أهمها:
أن قوى المعارضة وحدت صفوفها لتحقیق المصلحة الوطنیة, ووقفت مع حلفائها لتحقیق مطالبهم المشروعة, ویجمع بینهم رابط مشترک هو الوطنیة والدفاع عن العروبة ولبنان وقضایا تهم کل إنسان حر.بینما قوى الموالاة وظفت لتحقیق مصالح أسیادها الإقلیمیین والدولیین, واختلفت مع حلفائها على المکاسب الشخصیة وعلى توزیع المناصب والغنائم, ولم تفکر یوما ما بمصلحة أی من لبنان أو العروبة والإسلام. والرابط فیما بینهم الحقد على سوریا. وبعض زعمائها یبدل ولائه ومواقعه ومواقفه بسرعة, کما تبدل من ألوانها الحرباء.
وقوى المعارضة أجمعت أمرها على أن لا فرق لأحد من فصائلها على الآخر, إلا بمدى وعمق وحجم إیمانه بعروبة واستقلال وحریة لبنان, وتحریر مزارع شبعا, وحمایة المقاومة ومحاربة الفساد, وتحقیق العدل والمساواة, وتحقیق ما یصبوا إلیه المواطن اللبنانی. بینما انهمکت فصائل الموالاة بتحقیق أهداف أسیادها, وأنتزاع المکاسب والامتیازات لطوائفها وزعمائها, رغم مایحمل فی طیاته الکثیر من التناقضات, وفاتهم أن أرضاء الجمیع غایة إدراکها صعبة المنال. وهذا ما دفع ببعض فصائل الموالاة إلى توجیه النقد اللاذع لسعد الحریری حین قال: لا فرق بین تیار المستقبل والحزب التقدمی الاشتراکی والقوات اللبنانیة والکتائب وقمة شهوان وباقی القوى الموجودة فی14 آذار. وکأنه نسی أن مابین بعضهم البعض الکثیر من الأحقاد, وانه أزعج بعضهم حین ساوى بینهم وبین مجرمون وإرهابیون ومصاصی دماء کسمیر جعجع قائد ما یعرف بالقوات.
وقوى المعارضة متفقة على أن الأخطار المحدقة بلبنان هی: المطامع والتهدیدات الإسرائیلیة والأمریکیة, والتوطین, وبیع الراضی لغیر اللبنانیین, والدین العام, وقضیة المهجرین, ونزوح الشباب اللبنانی إلى الهجرة بسبب الضائقة الاقتصادیة, وفقدان الأمن,والغلاء, والنقص الحاد فی الکهرباء والوقود, وتفشی ظواهرالفساد.فی حین تعتبر الموالاة أن الأخطار المحدقة بلبنان إنما هی سوریا وإیران وسلاح حزب الله.
والمعارضة وقفت موحدة مع العماد میشال عون, فحقق ما أراد. بینما راحت الموالاة تناصب عون وحزب الله العداء, مما زادهم قوة إلى قوتهم, اضطرت ولید جنبلاط أن یقر بان لا أحد بقادر على تحطیم الجنرال میشال عون فی أی مجال, وأنه من الجنون معاداة حزب الله, أوحتى مجرد التفکیر بنزع سلاح المقاومة اللبنانیة.
ومطالب قوى المعارضة کانت محددة منذ البدایة, وتتلخص: بحکومة وفاق وطنی یکون لها فیها الثلث, وتعدیل قانون أنتخابات عام 2000م, وانتخاب أحد العمادین میشال عون أو میشال سلیمان, وحل الخلافات بحوار وطنی ,وإیجاد حلول ناجعة لضمان تحریر مزارع شبعا, وتحریر الأسرى, وحمایة لبنان وتعزیز قوة الجیش اللبنانی, وصیاغة إستراتیجیة للدفاع عن أمن ووحدة واستقلال لبنان, وتحدید دور المقاومة الوطنیة وسلاح حزب الله. فی حین کان فریق الموالاة یصر على الاستئثار بالسلطة, ویضع العصی فی کل مشروع حوار, وینتهج سیاسة الاقصاء, ویعمل على تدویل کل قضیة وحدث وخلاف وإشکال,ویستقوی بالخارج .
وعلى الرغم من ان مطالب قوى المعارضة مشروعة ومحقة .إلا أنها کانت تواجه بالرفض من قوى الموالاة لأی مطلب من مطالبها. إلا ان صبرها وإصرارها وتعاملها مع الواقع بحکمة, فرض على قوى الموالاة فی نهایة المطاف على التراجع مجبرة عن کل مواقفها المتعنتة, والاقرار لها بکل مطالب المعارضة دفعة واحدة.
وسمیر جعجع الدکتور بدون دراسة للطب, أعلن أن الرئیس المکلف فؤاد السنیورة کمشروع سیاسی هو من یمثل المسیحیین و لبنان بمساحته البالغة 10452کم2,أکثر بملیون مرة من میشال عون. ولدى توزیع الحقائب الوزاریة راح یطالب بتمثیل القوات بنصیب أکبر من حجمها, لیناقض نفسه ویتنصل من أقواله. والعجیب تصریح أحد معاونیه قال فیه:إن حزب الکتائب حزب للتاریخ, وهو غیر موجود حالیا بالنسبة للقوات. إلا أن أی من سمیر جعجع أو احد من معاونیه لم یجرؤوا على الرد على ولید جنبلاط فی موقفه اللاذع من القوات.
والرئیس أمین الجمیل بات همه إعادة حزب الکتائب إلى بیت الطاعة, وبیت آل الجمیل, وترویضه لیسهل على أبنه سامی أمتطاؤه والامساک بزمام أموره, لیقصی زوجة وأبن أخیه بشیر من الزعامة. ولتحقیق هذا الغرض منح صلاحیات واسعة لنائب الأمین العام لحزب الکتائب السید ولید فارس ضابط الارتباط السابق بین القوات اللبنانیة والجیش الاسرائیلی إبان عدوان إسرائیل على لبنان عام 1982م.
وشمعون یستقتل لیبقی فریق الأکثریة متحد ولو فی الشکل ,لعله یحقق بعضا مما یصبوا ویطمح إلیه أسیاده.
وولید جنبلاط أمتهن العداء لسوریا وقیادتها ورئیسها حفظه الله ورعاه. ولکنه اخیرا انقلب على عقبیه جاهدا لیضیف لجناحه الذی هو فریق الموالاة جناحا ثانیا من فریق المعارضة, وخاصة أن بات یعتبر أن قوى المعارضة والموالاة إنما هما آذارین ,ولکن ببفارق أیام بین الثامن والرابع عشر من آذار. ویصر على أن تکون حصته من الحکومة أکبر من حصة القوات اللبنانیة وسائر الحلفاء.وان له الحق فی تعیین وزیرا مسیحیا.
وقرنة شهوان انفرط عقدها, وراح کل قطب منها یفتش عن مصالحه ومصالح أسیاده لعله یحد من الخسائر.
والتکتل الطرابلسی بتحالفه مع قوى الأکثریة لم یعد یحظى بإحترام طائفة السنة والقوى الوطنیة. وخاصة بعد ما نشر فی الصحف أن بعض وزراء السنة جاء توزیرهم من خارج لبنان ومن عاصمة عربیة نفطیة.
والطوائف مسیحیة کانت ام اسلامیة بکافة مذاهبهم فطروا على الوطنیة والنضال ومقارعة الاستعمار ودعم قوى المقاومة الوطنیة. ویرفضون کل محاولة من البعض للسطو على زعامتهم ,أو التلطی بعبائتهم أو الاحتماء بهم لزجهم فی حروب لاتخدم سوى أسیاده وإدارة الرئیس جورج بوش الحمقاء. وتعتبر أن دورهم الوطنی یفرض علیها الوقوف مع المقاومة الوطنیة اللبنانیة التی حررت الجنوب وهزمت إسرائیل, وتسعى لتحریر شبعا وکفر شوبا, وأن تحریر المقاومة للآسرى عمل جباروأنتصار کبیر للبنان وهزیمة لإسرائیل.
وتیار المستقبل دخل فی صراعات مریرة, فالبعض من عناصره یرى أن بهیة الحریری هی الأحق بقیادة التیار, لأنها الوریثة الشرعیة لسیاسة أخیهاالشهید رفیق الحریری لأنها کانت تشارکه وتلازمه همومه. وآخرون یرون أن الوریث الشرعی بزعامة التیار إنما هو بهاء الحریری , وآخرون یرون أن الأحقیة هی لفؤاد السنیورة, و إدارة الرئیس جورج بوش تقف مع هذا الفریق. والکل مجمع على أن سعد الحریری تنقصه الخبرة والکفاءة, وأنه مازال غر فی السیاسة والقیادة, وأنه مقید من أکثر من نظام بحکم جنسیاته المتعددة.
والطائفة الأرمنیة التی لاقت الأهوال بسبب وقوفها مع العماد عون وقوى المعارضة, وانهالت علیها سهام زعماء الموالاة بالنقد الجارح والعداء, کسبت الجولة والرهان, وراح زعماء الأکثریة یتقدمون إلیها بالاعتذار.
واللقاء المسیحی فی ضبیة أکد: على رفض کل مقولات الأمن الذاتی والحمایات الخارجیة وکل مشاریع التقسیم والانفصال , وطالب بتسویة تاریخیة مع سوریا بهدف تعزیز علاقات حسن الجوار معها, وأعتبر التعایش الإسلامی المسیحی یشکل المدخل الطبیعی إلى المواطنة,وان إسرائیل هی العدو للبنان والعروبة.
وسعد الحریری حائر فی أمره ویجهد کی لایتشرذم فریق الموالاة, ویخرج حلفائه عن قیادته وأوامره. وحتى أنه بعد أنتخاب سلیمان لم یعد بحاجة إلى مسیحی قوى الموالاة أو إلى بکفیا أو معراب لآسقاط عون. وبات ینظر إلیه على انه مقلد سیء لأداء أبیه. وأنه وزعماء الأکثریة لم یعرفوا کیف یدیرون ثورة الأرز.
وفؤاد السنیورة الذی ظن نفسه نمرود هذا الزمان بفعل قوة جورج بوش, یعتبر نفسه أنه مرکز تیار الموالاة, والقطب الذی یجب أن یدور حوله باقی زعماء فریق الأکثریة. وأنهم من دونه لا طعم ولا لون ولا رابط لهم. راح یصلب ظاهریا من مواقفه ویعتبر نفسه ندا لسعد الحریری. ویتحف اللبنانیین کل یوم بلا جدیدة, ظنا منه أنه إن أعتذر عن تشکیل الحکومة ورفض تکلیفهم له, فسینفرط عقدهم کحبات المسبحة حین ینقطع خیطها. ولذلک تراه یؤنب بکلام ناعم من فضلوا علیه سعدا لیکون زعیما لقوى الأکثریة. ویتخذ مواقف عنجهیة یلفت فیها الأنظار إلیه, على أنها صاحب قرار. وهذا ما تجلى فی قراراته المشئومة فی لیلة ظلماء من شهر أیار. ومع أنه لم یعارض ترشیح علی قانصوا لوزراة الشباب فی بادىء الأمر, إلا أن أوامر سعد وقوى خارجیة جعلته یرفض توزیره ویصلب موقفه,حین قال بالحرف الواحد: إذا نزلت قرود السما لن أوقع مراسیم تتضمن أسم علی قانصوا, لأنه أساء إلى بیروت وأحرق تلفزیون المستقبل وأطلق النار على صور الرئیس الشهید رفیق الحریری. و لکنه وجد نفسه مجبرا أن یتراجع ویلغی القرارات المشؤومة ویوقع مرسوم توزیرعلی قانصوا بعد موافقة سعد. وبات على قناعة أنه لامفر امامه وأمام فریق الأکثریة من حل سوى السیر فی لبنان نحو الاستقرار کبدیل عن الدفع بإتجاه المصیر المجهول.فالتعطیل ,إن کان یضر بالمعارضة إلا أنه فی نفس الوقت یضر بالجمیع بدون أستثناء. وأنه بالنسبة لفریق الأکثریة کمن یطلق النار على راسه بقصد الانتحار.
وفخامة رئیس الجمهوریة میشال سلیمان یعتبر نفسه رئیسا للجمیع وممثلا للجمیع.ولا یرید أن یدخل فی نزاعات مع أحد. ویلتزم الصبر والحکمة حیال الجمیع, معطیا الکثیر من الوقت, لعل جهوده وجهود الفرقاء العرب والدولیین, وعودة بعض الزعماء إلى رشدهم , والتفاف الجمیع حول المصلحة اللبنانیة, وشعورهم بحس المسؤولیة. تنجح فی إصلاح ورتق ما أنفتق. وهو أکثر من یعرف بأن فریق المعارضة هم أول من طالب بانتخابه رئیسا للجمهوریة قبل أی فریق آخر, فی حین کانت الأکثریة تعارض ذاک الخیاربکل قوة ,وتصر على رفض تعدیل الدستور, وأنها تبنت ترشیحه مرغمة. وراحت تشکک بدوره ودور الجیش, ویطالب بعض رموزها بمحاکمته على تقاعسه فی أداء مهامه الوظیفیة.
والإدارة الأمریکیة وبعض الأنظمة الذین راهنوا على فریق الأکثریة لیحقق لهم مآربهم, صحوا على الحقائق التالیة:
1. أن الاعتماد على عامل الوقت لإحداث اختراق فی فصائل المعارضة مضیعة للوقت, ولکنه حتما سیؤدی إلى خلخلة وتمزق وشرذمة قوى الأکثریة أو الموالاة.فعامل الوقت یخدم المعارضة فقط, ولا یخدم قوى الأکثریة.
2. والمراهنة على فریق الموالاة فی تحقیق أی إنجاز یخدم مصالحه ومصالحهم إن کان حاضرا أو مستقبلا. إنما هو رهان خاسر. وأشبه بمن یراهن على عبد مخصی فی أن یکون له من ذریة.
3. وقوى المعرضة التی کانت فی موقع الدفاع من عام 2005م بقیت متماسکة وموحدة وقویة رغم الضغوط الکبیرة علیها, ورغم تحالف الادارة الأمریکیة وإسرائیل وبعض الأنظمة الدولیة والعربیة والاسلامیة ضدها وعدائهم لها, وعدوان إسرائیل علیها وعلى لبنان,وانتقلت إلى الهجوم بعد نجاحها فی إجتیاز حقول الألغام. وهی من یعول علیها الشعب اللبنانی فی کل شیء ,حتى فی تحسین ظروفه المعیشیة وتحریر تراب وطنه.
4. وقوى الموالاة والأکثریة تراجع زخمها خلال سنوات ثلاث بحیث لم یعد لها من صوت رغم دعمها من مجلس الأمن والادارة المریکیة وبعض الحکومات الأوروبیة وبعض الانظمة العربیة. وتحولت من تظاهرة وطنیة جامعة فی 14 آذار 2005کما خطط لها. إلى خطوط دفاع طائفیة ومذهبیة لتضمن بقائها على الأقل.
5. والمراهنة على إشعال نار حرب طائفیة او مذهبیة فی أی قطر عربی بات من رابع المستحیلات.
6. والعداء لسوریا أو محاولة البعض من حلفاء الادارة الأمریکیة التحریض على سوریا, لن یضیرها فی شیء. فسوریا تعرف طریقها ولن ترهبها قوة غاشمة, ولن تتخلى عن ثوابتها. وستقلب السحر على السحرة. وکل من یعادیها سیضرب کفیه ندما وحسرة, وسیرجع صاغرا لیفتح صفحة جدیدة معها مستجدیا رضاها.
7. وأن مقاطعتهم لزعماء وقوى المعارضة لن یضیر هذه القوى بشیء. بل سیزیدهم قوة إلى قوتهم, وسیضعف ویوهن مواقف القوى والدول والأنظمة التی تدعوا إلى إنتهاج خیار المقاطعة أو تفکر فیه أو تقاطع.
8. وأن فریق الموالاة أو الأکثریة إنما کان ظاهرة صوتیة, وانه هزم وولى الدبر ولن تجد له بعد عام من أثر.
9. والمحکمة الدولیة باتت تشکل خطرا على فریق الموالاة,وخاصة بعد دحض المحققین الدولیین فیها لتقریر میلیس.وأن رئیس لجنة التحقیق القاضی دانیال یلمار بات فی ریبة من عدم إطلاق سراح الموقوفین. ولهذا سارع سعد بالادعاءعلى الضباط لیستمر توقیفهم,ویغطی قضاة التحقیق الذین أصرواعلىبقائهم موقوفین.
10. وفریق الموالاة بعد ان هزم,بدأت الفوضى تعم أوساطه وزعمائه وقیادیه. فبعضهم یتهم الإدارة الأمیرکیة بأنها باعتهم لقاء صفقات وبأبخس الأثمان. والبعض الآخر یصر على ربط مصیره بمصیر أسیاده. والبعض یروج لمقولة فحواها, أنهم خسروا جولة والمعرکة مستمرة.وستحصل المفاجأة بعد طول إنتظار.
11. وحلفاء فریق الأکثریة من الأنظمة العربیة والاسلامیة باتوا مرتبکین ومنقسمین, بین فریق یسعى على تمییز نفسه وإعلانه وقوفه مع حل یرضی کل الأطراف اللبنانیة, وفریق یشعر بأنه أصیب بضربة شبه قاضیة فی دوره ومکانته, ویصر على أسترداد موقعه ولو بالصدام مع 80% من الشعب اللبنانی.
12. والموقف الأوروبی بدل من موقفه, فأید أتفاق الدوحة, وتجلى بموقف باریس التی أعلنت: أن ما قام به حزب الله لیس أنقلابا, ولو انه أراد الاستیلاء على السلطة لفعل.مع تشدیده على التسویة السیاسیة.
13. وموقف أمریکی یراوح بین دع مقوى الموالاة , وحرکة میشیل سیسون على القیادات اللبنانیة وبعض زعماء المعارضة لأن إدارتها فی لحظة أنتقالیة, ولا تملک حریة الحرکة فی إتجاه مجازفات حربیة مباشرة, بعد غرقها فی أفغانستان والعراق, وقدراتها على شن حروب باتت محدودة, لأنها تحتاج لتمویل مالی وأسباب مقنعة. وأن السیدة سیسون لا ترید ان تخسر ترشیحها کسفیر جدید لبلادها فی لبنان, لأن حلفاء إدارتها فی ذروة ضعفهم ولا یمکن الاعتماد علیهم کرکائز قویة فی أیة حروب أو مفاوضات قادمة.
14. وان تحریر الأسرى بجهود المقاومة الوطنیة اللبنانیة والسید حسن نصر الله, ماهو إلا أنتصار کبیر للعرب ولبنان, وهزیمة أخرى تصیب إسرائیل وحلفائها ومعهم إدارة الرئیس جورج بوش وحلفائه واحبابه ومحبیه.
بأختصار شدید: أراد الرئیس جورج بوش ان یحقق أنتصار فی لبنان فی ولایته الثانیة من خلال جهود فریق الأکثریة لیغطی على هزیمته المرة فی العراق, فحصد هزیمة أخرى مدویة, وخرج من لبنان مصلوم الأذنین وبخفی حنین.
( العمید السوری المتقاعد برهان إبراهیم کریم )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS