qodsna.ir qodsna.ir

الى الأخوة أصحاب الأقلام الحرة

أکتبوا عن "أم جبر وشاح"

 

 الى الأخوة أصحاب الأقلام الحرة

 

کان یوم أمس الأربعاء 16/07/2008  أحد أعظم أیام لبنان وأیام العرب , فیه شاهدنا أسرانا اللبنانیین الأحیاء یطؤون تراب بلدهم العربی الصامد وشاهدنا جثامین شهدائنا الطاهرة تعود الى الأرض التی أنجبتهم وارتووا من مائها وعشقت رئاتهم هوائها فأمدتهم بالحیاة بإذن خالقهم الى أن ظفروا بالشهادة , فرحنا ورقصنا وصلینا لله شاکرین . فرحنا بمشاهدة العناق الجمیل بین عمید الأسرى سمیر القنطار وعمید المقاومة والعرب السید حسن نصر الله.  أسعدتنا إطلالة سمیر بعد غیاب دام تلاثین عاما وأسعدنا مشاهدة عناقه مع قائد المقاومة, وأفرحنا رؤیة رفاقه الأربعة أحرارا , قرأنا وکتبنا عن هذا الحدث الکبیر جدا وهذا النصر الکبیر جدا... وأنا على یقین أن الأقلام الشریفة لکتّابنا سوف لن تتوقف فی الأیام والأسابیع والشهور القادمة عن تناول هذا النصر الإلهی الجدید بالتحلیل وبالتمجید.

وبدوری أناشد أصحاب الأقلام الحرة أن تکتب عن السیدة العظیمة أم جبر وشاح کی نفیها حقها علینا وکی نسکنها فی قلوبنا وفی وجداننا.. لم نکتب بما یکفی عن هذه السیدة الفلسطینیة المناضلة , أم المقاومین الفلسطینی جبر وشاح واللبنانی سمیر القنطار , إنها واحدة من أعظم الأمهات العربیات..  فبسبب الهجرة والتشرد من فلسطین فقدت أم جبر ولدین (ابراهیمین) لکن الله عوضها عنهما بولدین اثنین غیرهما هما جبر وشاح وسمیر القنطار. وحکایة هذه الأم التی تختزن بداخلها نبع أمومة لا ینضب إبتدأت مع الأسیر سمیر القنطار المعتقل فی سجون الأحتلال منذ سنوات طوال ففی أحدى زیاراتها لولدها الوحید جبر الذی یشارک سمیر المعتقل نفسه ویشارکه المعاناة نفسها ویتقاسم وإیّاه لؤم السجان نفسه فی هذه الظروف بالغة القسوة سألت أم جبر الأسیر سمیر, لماذا یا بنی لا تأتی أمک لزیارتک ؟ فأجابها بألم وحسرة, لأننی لبنانی وأمی تعیش فی لبنان ولا یمکنها الدخول الى فلسطین , دهشت أم جبر مما سمعته وقالت یا بنی انت لبنانی وأسرت من أجل فلسطین ؟ قال سمیر نعم سیدتی وعندها تحرکت غریزة الأمومة عندها فقررت أن تفرد جناحیها وتظلل سمیر بهما فقالت لسمیر .. یا حبیبی ایها الفتى اللبنانی البطل أنک أفضل منا جمیعا, منذ الآن انت إبنی الأول وجبر هو ابنی الثانی ولک عهدا منی ان اتبناک وسوف لا اتوقف عن زیارتک فیما تبقّى لی من عمر. لقد أوفت أم جبر وعدها فواصلت زیاراتها لولدها سمیر غیر آبهة لانتهاء محکومیة ابنها جبر وخروجه النهائی من الأسر. ولأکثر من عشرین عاما بقیت أم جبر تزور ابنها بالتبنی الصامد فی معتقله والمتحدی بعنفوان الأبطال لسجانه , أم جبر لم تخلف وعدها ولو لمرة واحدة... ألف تحیة لهذه الأم العظیمة والصابرة .

إخوانی الکرام أصحاب الأقلام الحرّة.. أم جبر وشاح تعیش الیوم أجمل أیام حیاتها فمن منا لم یراها وهی ترقص فرحا حین تحرر سمیر القنطار جراء عملیة التبادل التی جرت یوم الاربعاء الماضی, انها تعیش أجمل لحظات العمر لأنها شاهدت ولداها جبر وسمیر حرّین طلیقین , لقد بلغت السابعة والسبعین من عمرها فادعو لها ولولدیها بالسعادة وبطول العمر واکتبوا عنها وحولها ولا تجعلوها تغادر ذاکرتکم.

(بقلم: عمر عبد الهادی )

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 141084